مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفَاضَةٍ تَرَائِبُهَا مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَلِ القمر والشمس بعيونك تطوف يا بعد حبي جمعتهم سوى يتميز الجمال العربي بصفات أخّاذة، نجدها في التراث الأدبي، والموروث الشعبي، منها بياض الوجه الممزوج بحمرة أو صفرة خفيفة، وحسن القوام الممشوق الذي يميل إلى الطول من دون إفراط، وسعة العيون مع شدة بياضها وسوادها (الحور) وطول الرموش، ونعومة الجلد مع رقته كونها مخدومة لا تتعرض للشمس ولا للعمل الشاق (نؤم الضحى) مع طول العنق وحُسنْه (بعيدة مهوى القرط) وسواد الشعر مع نعومة وطول وبريق، وبياض الأسنان مع الاستواء والرقة الذي يجعل الابتسامة فاتنة، رقّة الخصر مع بروز المواقع الأنثوية، صغر الفم وجاذبيته مع حلاوة التقاطيع وتناسبها والأنف الدقيق، ضمور الحشا، وامتلاء الذراعين والساقين، فتور العيون مع حلاوتها (العيون الناعسة أو المسلهمة) طيب الرائحة والأخلاق، عذوبة الصوت وكأنه موسيقى، الدلال والذكاء والتغلّي، إلى آخر ما تفنن الشعراء في وصفه، وأوجزه كعب بن زهير في قوله: هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً, لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ وقول امرئ القيس: مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفَاضَةٍ تَرَائِبُهَا مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَلِ والسجنجل المرآة المصقولة. وقول ذي الرمة: لها بِشْرٌ مثلُ الحرير ومنطقٌ رخيمُ الحواشي، لا هِراءٌ ولا نَزْرُ! وعينان قال اللهُ: كونا، فكانتا! فعولانِ بالألبابِ ما تفعلُ الخمرُ! إنّ الجمال يصعب وصفه فعلاً عن الإحاطة به؛ لأن الجمال فوق الحقيقة، فهو (وَعْدٌ بالسعادة). ويقول الشاعر الشعبي محمد البراهيم: القمر والشمس بعيونك تطوف يا بعد حبي جمعتهم سوى الجمال اللي عيوني له تشوف كيف أبا أوصفها الجمال وما حوى ما ألوم الشعر لو صابه عزوف دام نور الياس بعيوني ضوى كل ما اكتب قصيده يا الهنوف رمش عينك قال لي مالك لوى! . ومن الشعر المطرب قول محمد مقلد: في وجنتيها روضةًٌ والنارُ ذات اللهبِ وعُنُقٌ مُمَرّدٌ كالعاجِ حُرُّ الحسبِ صبيةٌ ما جاوزتْ والحبُّ مازال صبي هذا جمالٌ عربي صلُّوا على روح النبي وقول إبراهيم خفاجي وشدا بها طلال مداح رحمه الله: مر بي مر بي مايس الاعطاف قدو لولبي ناعم الاطراف قالّي ويش تبي صِحتْ مما حلّ بي يا صلاتي على النبي يا صلاتي على النبي ما رأت عيني ولا فبالي خطر مثل هذا الحسن في شتى الصور روعة الاتقان في خلق البشر صحت مما حل بي يا صلاتي على النبي إبراهيم خفاجي