هناك مصطلح معروف لدى خبراء تأسيس الأعمال والتسويق، باسم "الواو فاكتور" (WOW Factor)، أي عامل الدهشة الذي عادة ما يعبر عن شدة الانبهار بشيء ما؛ وهو عامل مهم يتم دراسته بعناية فائقة خلال التخطيط لمشروع ما، بهدف التأكد من حضوره لدي المستفيد خلال تجربته للمنتج أو للخدمة المقدمة من ذلك المشروع. فبدون حضوره يكون لتلك المنتجات أو الخدمات طعم باهت يجعل المستفيد يعزف عن تكرار تجربته ليبحث عن غيره. وعلى الرغم من أنني شهدت العديد من الفعاليات العالمية المبهرة خارج السعودية، إلا إنني لم أكن أتوقع كل هذه الدهشة والانبهار التي عشتها خلال عملي في موسم الشرقية بالمنطقة الشرقية، ومشاهدتي للفعاليات التي أطلقتها مختلف الهيئات خلال هذا الموسم. فالتركيبة الترفيهية المبهجة التي تم وضعها بعناية تامة لتلبي جميع الأذواق والأعمار، كان يقف خلفها رجل واحد وضع رؤية المملكة 2030 والتي أثمرت بعوائد كثيرة على الوطن والمواطن حتى قبل بلوغ عام 2030. إنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، مهندس الرؤية وصانع السعادة الذي بلغت عبقرتيه وطموحه فوق هام السحب. نعم، صناعة السعادة فن عالي يتطلب ذوق رفيع، واحساس بالمتطلبات الحالية والمستقبلية للخروج بالحلول التي من شأنها الارتقاء بالجميع لمكان تنعم فيه بالبهجة الممزوجة بالانبهار. وحقيقة، لم أكن أتوقع كل هذا الابداع والجهود الكبيرة المبذولة في سبيل تنظيم موسم الشرقية والذي اختتم مؤخرا بنجاح كبير، حيث إنني قدمت إلى المنطقة الشرقية لأكون ضمن أحد اللجان المنظمة للموسم، والحق يقال إن ما شهدته خلال عملي معهم كان يفوق كل توقعاتي. شبان سعوديون يعملون بلا كلل أو ملل، بجد وإخلاص، وهم يحملون على عاتقهم هدف واحد هو إنجاح الموسم بما يليق بسمعة هذا الوطن الغالي. نعم، وجدتهم في المكاتب، وفي مواقع الفعاليات وفي الشوارع وخلف الكواليس والابتسامة لا تفارق محياهم. نعم يا سادة، هناك جنود مجهولون للجمهور ولكنهم كانوا معروفين للجهات المنظمة، حيث كانوا على قدر كبير من المسؤولية واستيعاب أن ما يقومون به وإن كان يبدوا صغيراً للغير فهو كبير ومؤثر في إخراج الصورة النهائية التي ابهرت جميع حضور فعاليات الموسم، فكان كل واحد منهم ممسكاً بريشة ليرسم عمله الذي يقوم به على اللوحة الكبيرة التي ظهرت للعلن بشكل جميل ساهم في نجاح الموسم. وانا هنا أقول لسيدي الأمير الشاب والقائد الشجاع، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان شكراً لك من القلب، وشكراً لكل من حملتهم مسؤولية العمل لصناعة السعادة ليس للمواطنين فحسب بل حتى للزوار من خارج السعودية والذين سمعتهم بأذنيّ وهم يرددون "واو" (WOW) من شدة انبهارهم مرات عديدة خلال تجوالهم في أماكن الفعاليات. وأقول لك يا أميرنا، رفقاً بقلوبنا، فإنها تعيش سعادة كبيرة تفوق كل التوقعات، وما تقدمه لنا من خلال برنامج جودة الحياة 2020، ورؤية المملكة 2030 أصبح يؤتي ثماره على الجميع، خصوصاً بمثل هذه الفعاليات المتميّزة والتي تنافس بقوة بل تتفوق على نظيراتها العالمية.