بدأ تجار تجزئة المواد الاستهلاكية والسلع الغذائية استعدادهم المبكر لأهم مواسم العام وهو موسم رمضان المبارك، وبدأت كبريات المحال التجارية في ترتيب صفوف وأرفف السلع الرمضانية المعتادة ووضع ملصقات العروض الترويجية التي تنتشر عادة خلال هذه الفترة من كل عام بغية استقطاب المستهلك في سوق ضخم تقدر المأكولات والمشروبات فيه بنحو 45 مليار دولار "168،8 مليار ريال"، وسط توقعات كبار الموردين وموزعي الجملة بانخفاض في كثير من السلع الرمضانية هذا العام، إضافة إلى تحذيرهم من حالات الغش المعتادة بالمواسم والعروض الوهمية التي يتم استغلالها في ترويج السلع المنتهية الصلاحية أو التي اقتربت من ذلك. وقال الاقتصادي خالد بن محمد بحلس ل"الرياض": إن هذا الاستعداد المبكر من قبل السوق لأهم مواسمه غير مستغرب ولو رجعنا إلى تقارير حديثه عن السوق لوجدنا بعضها تتوقع أن يصل عدد البقالات والسوبرماركت في المملكة إلى أكثر من 50 ألفا بحلول العام 2019م، ومع كثرة منافذ التجزئة ووجود متاجر كبيرة سعودية وأجنبية متعددة الفروع في مختلف مناطق ومدن المملكة فالمنافسة على المستهلك مبررة وهي مفيدة له، كما أن جميع التوقعات القريبة والمتوسطة المدى في السوق إيجابية وهناك تقرير للهيئة العامة للاستثمار توقع أن حجم استهلاك المواد الغذائية في السعودية سيبلغ حتى العام 2021 نحو 221 مليار ريال (59 مليار دولار). وتوقع بحلس أن يشهد هذا الموسم تراجعا في أسعار كثير من السلع الرمضانية التي يكثر طلبها نظراً لاعتبارات عدة منها الارتفاع المسجل في حجم واردات المملكة خلال العام 2018 بنسبة تصل إلى 10 % عن العام الذي سبقه، ووجود مخزون جيد من السلع والبضائع في مخازن ومستودعات تجار الجملة، إضافة إلى وفرة المنتجات المصنعة محليا وخصوصا نوعيات مستهلكة منها مفضلة لدى المستهلك مثل الألبان ومشتقاتها والتمور والمعجنات وأيضا التمور التي يصل إنتاج المملكة السنوي منها نحو 11 مليون طن إضافة إلى الأواني المنزلية التي يعد هذا المواسم أيضا موسمها المميز في كل عام. بدوره توقع عضو لجنة الاستثمار بغرفة تجارة مكةالمكرمة م. عبدالمنعم مصطفى الشنقيطي أن يشهد هذا الموسم تراجعا في أسعار كثير من السلع المستهلكة، مشيراً إلى أن السوق الذي يقدره البعض بنحو 45 مليار دولار "168،8 مليار ريال" يعيش خلال هذه المرحلة حركة تصحيحية لها كان لبدايتها تأثير على معدل البيع وهناك وفرة في المستودعات ستدفع الكثير من التجار للمسارعة بتصريفها تلافيا لاقتراب موعد انتهائها، كما أن الخيارات حاليا متعددة ومتقاربة في كثير من الأصناف التي يكثر طلبها خلال الموسم، وهذا يدفع المنتجين وكبار تجار الجملة للرضا بهامش سعر منخفض طمعا في حجم مبيعات أكبر. ونبه الشنقيطي عموم المستهلكين إلى الحذر من المسارعة في الشراء مع بداية العروض الترويجية التي بدأت كثير من المتاجر في إطلاقها، مشيرا إلى أن الملاحظ في كل عام أن الأسعار تتراجع بفضل تلك العروض كلما اقترب دخول شهر رمضان وتصل إلى أدنى مستوياتها مع اقتراب نهايته، لافتا إلى أهمية ملاحظة تاريخ نهاية السلعة وموعده المحدد نظرا لأن كثيرا من ضعفاء النفوس يعمدون لبيع نوعيات قرب انتهاء تاريخ صلاحيتها وفي ذلك مخالفة للنظام الذي يسعى دائما لتكون المنافسة في صالح المستهلك وليست ضده وهناك تطبيق تشرف عليه وزارة التجارة والاستثمار يمكن الرجوع إليه لمعرفة البضائع والسلع المخفضة وتواريخ ومواعيد التخفيض والمواقع التي تقدمها في مختلف مدن المملكة. خالد بحلس م. عبدالمنعم الشنقيطي