تواجه كوبا تهديداً جديداً لصادراتها من الخدمات الصحية في مقابل النفط والمال بسبب الاضطرابات التي تجتاح صديقتها الجزائر، حتى مع انطلاق اتفاق جديد لتخفيف تراجع الدعم من فنزويلا الغارقة في الأزمات. وقالت وكالة الأنباء الجزائرية الاثنين: إن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة سيستقيل قبل انتهاء فترته الرئاسية في 28 أبريل، وذلك بعد احتجاجات حاشدة تشهدها البلاد منذ أسابيع. ويريد المتظاهرون في الجزائر جيلاً جديداً من القادة ليحل محل النخبة الحاكمة التي يرى الكثير من الجزائريين أنها ليست على صلة بالناس وغير قادرة على إنعاش الاقتصاد المتعثر الذي تعرقله المحسوبية. وترتبط الجزائر وهي منتج رئيس للنفط والغاز، بصداقة مع كوبا منذ أن أرسل الزعيم السابق فيدل كاسترو أطباء وقوات إلى هناك في أوائل الستينات عندما تخلصت البلاد من الاستعمار الفرنسي. ومنذ العام 2014 تشهد كوبا هبوطاً لاحتياطي النقد الأجنبي وواردات الوقود التي تحصل عليها بشروط تفضيلية من فنزويلا حليفتها الاشتراكية وشريكتها الاقتصادية، ما أدى إلى حدوث ركود وتبني إجراءات تقشف وتأخر المدفوعات للشركاء الأجانب. وبدأت الحكومة الكوبية استيراد النفط من روسياوالجزائر في 2017 لتعويض النقص من فنزويلا. ويقول محللون: إن من السابق لأوانه التكهن بما ستكشف عنه الأزمة السياسية في الجزائر، لكنهم يتفقون على أنها تشكل تهديداً وجودياً لكوبا المعتمدة على الاستيراد. وقال خورخي بينون مدير برنامج الطاقة في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي: "قد تفقد كوبا أحد حلفائها السياسيين القلائل الذين يتمتعون بقدرة إنتاجية وتصديرية للنفط والدخول في اتفاقية مقايضة للخدمات مثل الأطباء والمدرسين مقابل النفط".