أمين الأممالمتحدة يؤكد ضرورة حل الدولتين.. «التعاون الإسلامي» تدين الاحتلال الغاشم وتعمل مع الفلسطينيين على دحره ألقى فخامة الرئيس الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية التونسية رئيس القمة العربية في دورتها العادية الثلاثين التي تعقد في تونس كلمة رحب فيها بأصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية ورؤساء الوفود المشاركة ومعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية. وتوجه فخامته بأسمى عبارات الشّكر والتّقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، على رئاسته المُوّفقة والحكيمة للقمة العربية في دورتها التاسعة والعشرين، وما قامت به المملكة العربية السعودية من جهود ومبادرات مُقَدّرَة لخدمة القضايا العربية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الأمة. واقترح فخامة الرئيس التونسي، بأن تنعقد القمة العربية في دورتها ال30 تحت شعار «قمة العزم والتضامن». وقال في الكلمة الافتتاحية لأعمال القمة ال30، التي تُنظم بقصر المؤتمرات بالعاصمة: «علينا العمل على استعادة زمام المبادرة في معالجة أوضاعنا بأيدينا» وهو ما يستدعي تجاوز الخلافات، وتنقية الأجواء العربية، وتمتين أواصر التضامن الفعلي بيننا. وأضاف: إن التحديات والتهديدات التي تواجهها المنطقة العربية، أكبر من أن نتصدى لها فرادى، قائلًا: إنه لا خيار للدول العربية غير التآزر وتعزيز الثقة والتعاون بينها. ودعا رئيس الجمهورية التونسي إلى «وقفة متأنية وحازمة لتحديد أسباب الوهن ومواطن الخلل في عملنا العربي المشترك، بما يمكننا من توحيد رؤانا وبلورة تقييم جماعي للمخاطر والتحديات، وإعادة ترتيب الأولويات على قاعدة الأهم قبل المهم». وشدد على أن البعد العربي يمثل أهم الثوابت الأساسية في سياسة تونس الخارجية، التي حرصت على تعزيزه في علاقاتها وتحركاتها على مختلف الأصعدة. وعبر القائد السبسي عن الثقة بأن تحسين أوضاع الأمة والارتقاء بها إلى المكانة التي هي بها جديرة، يظل ممكنًا مهمًا استعصت الأزمات وتعقدت الأوضاع. وأشار إلى أن الوطن العربي لا تعوزه آليات العمل المشترك، ولا الموارد البشرية والمادية ولا عناصر الوحدة والتكامل غير أنه ظل رهين أوضاع دقيقة وقضايا لم تجد بعد طريقها نحو التسوية، بل ما فتئت تتفاقم لتثقل كاهل البلدان وتستنزف مقدرات الشعوب سياسيًا وأمنيًا وإنسانيًا وتنمويًا. وشدد على أنه من غير المقبول أن يتواصل الوضع على ما هو عليه، وأن تستمر المنطقة العربية في صدارة مؤشرات بؤر التوتر واللاجئين والمآسي الإنسانية والإرهاب وتعطل التنمية وأن تدار قضايانا العربية، المرتبطة مباشرة بالأمن القومي، خارج أطر العمل العربي المشترك. وجدد في ختام كلمته الترحيب بقادة الدول العربية ورؤساء الوفود المشاركين في القمة، متمنيًا أن تخرج هذه القمة بتوصيات من شأنها أن تعود بالنفع والخير على الأمتين العربية والإسلامية. من جانبه، عبر معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن عميق التقدير لما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- من جهود مشهودة، وما قامت به المملكة العربية السعودية تحت قيادته الحكيمة من اتصالات وإجراءت خلال عام القمة العربية التاسعة والعشرين في مختلف القضايا والأزمات العربية التي واجهتها أمتنا. وأكد معاليه أن هذه القمة تنعقد والمنطقة العربية تسير على خيط مشدود تتشبث شعوبها بأهداب الأمل والرجاء وترفض الإنجراف إلى اليأس عارفة بأن مكانة هذه المنطقة ودورها في صناعة الحضارة يؤهلانها لمكان أفضل مما هي عليه اليوم. وقال معاليه: «ما زالت بعض دولنا تنزف، وبعض أبنائنا يُكابدون مرارات الصراع وآلام التشريد في سورية واليمن وليبيا وهي بعض من أعز الحواضر وأغلى المدن العربية على نفوسنا، لا زالت تعيش في ظلال الخوف، وتحت تهديد الميليشيات والجماعات الطائفية والعصابات الإرهابية، وجميعنا يعرف أن الحلول السياسية هي الكفيلة وحدها في نهاية المطاف بإنهاء النزاعات وجلب الاستقرار فلا غالب في الحروب الأهلية، وإنما الكل مغلوب، المهزوم مغلوب والمنتصر مغلوب». وتطرق معاليه إلى التحديات التي يتعرض لها الأمن القومي العربي خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أن هذه التهديدات سواء تلك التي تنهش المجتمعات من داخلها وعلى رأسها الإرهاب، وانتشار التشكيلات المُسلحة خارج سيطرة الدولة، أو تلك التي تتربص بها من خارجها، وفي مقدمتها اجتراء بعض قوى الإقليم على الدول العربية، أو نكبة الاحتلال الإسرائيلي المستمرة منذ سبعة عقود وتزيد، تُنبه إلى ضرورة أن تتحد جميع الدول العربية في رؤيتها وتتفق على أن الأمن القومي العربي وحدة مترابطة، وقضية كبرى هي صون الدولة الوطنية وصون استقلالها ووحدتها، وحفظ تكامل ترابها وسيادتها، والدفاع عن حق شعوبها في العيش الآمن الحر الكريم. ومضى معاليه يقول: «إن ما يتهدد أمن العرب في أقصى المشرق ليس بعيداً عما يواجههم في القلب أو في أقصى المغرب والعكس صحيح، فالتهديدات واحدة، وكذا ينبغي أن تكون الاستجابة». وأشار معاليه إلى أن الحاجة تشتد اليوم أكثر من أي وقت مضى لمفهوم جامع للأمن القومي العربي، يتم العمل في إطاره والاستقواء بالمظلة العربية في مواجهة اجتراءات بعض جيراننا، والتدخلات الأجنبية في الشؤون العربية». وأكد معاليه أن التدخلات من أطراف إقليمية وخاصة إيران وتركيا فاقمت من تعقد الأزمات وأدت إلى استطالتها، بل واستعصائها على الحل، ثم خلقت أزمات ومشكلات جديدة على هامش المعضلات الأصلية، معبراً عن الرفض لهذه التدخلات كافة وما تحمله من أطماع ومخططات. وتابع معاليه: «ونقول بعبارة واضحة إن ظرف الأزمة هو حال مؤقتة، وعارض سيزول طال الزمن أم قصر، أما التعدي على التكامل الإقليمي للدول العربية ووحدتها الترابية فهو أمر مرفوض عربياً». وانتقد معاليه الإعلان الأميركي الأخير بخصوص ضم الجولان السوري إلى إسرائيل، عادّاً الإعلان مناقض للأعراف القانونية المستقرة كافة، بل ولأسس النظام الدولي الراسخة، ويمنح المحتل الإسرائيلي شرعنة لاحتلاله لأرض عربية في الجولان السوري، مؤكداً في ذات السياق أن الجولان هي أرض سورية محتلة بواقع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن. كما أدان مواقف الإدارة الأميركية الأخيرة التي تُشجع الاحتلال على المضي قدماً في نهج العربدة والاجتراء، وتبعث بالرسالة الخطأ للشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية، والتضييق المالي والسياسي على المؤسسات الفلسطينية، وخنق وكالة «الأونروا» التي تُعالج مأساة اللاجئين. وعبر معالي الأمين العام عن الإيمان بأن العمل العربي المشترك ولو في حده الأدنى يظل طوق نجاة وسط هذه الأنواء العاصفة. وشدد معاليه على أن الجامعة العربية تظل العنوان الأبرز والرمز الأبقى لكل ما يجمع العرب وما يوحد كلمتهم ويُسمع الاخرين صوتهم الجماعي حيال القضايا كافة التي تتعلق بمصيرهم ومستقبلهم، معبراً عن الثقة في القادة العرب وحرصهم على دور الجامعة وزيادة تفعيلها. من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة ضرورة حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية اللتين تعيشان جنباً إلى جنب في استقرار وسلام على مستوى الحدود، وتكون القدس عاصمة للدولتين. وقال في كلمته: إنه لا توجد أي خطط أخرى يمكن أن تنجح دون حل الدولتين، مضيفاً أن العنف المتواصل في غزة يذكرنا بهشاشة المنطقة، داعياً إلى ضرورة دعم دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا». وفيما يتعلق باليمن، قال: إن الأممالمتحدة تسعى لإنهاء أزمة الشعب اليمني، مؤكداً مواصلة العمل مع جميع أطراف الأزمة لتحقيق السلم في مدينة الحديدة وفتح الطرق الإنسانية. وأشار غوتيرس إلى أن الأممالمتحدة تواصل تقديم الدعم الإنساني لليمنيين، داعياً المانحين في كل منطقة بالعالم لدعم اليمن للتصدي للمجاعة ومرض الكوليرا. وحول الملف الليبي، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن أمله في أن تكون الدعوة للمؤتمر الوطني في ليبيا بداية لحل الأزمة، مضيفاً أن الوقت حان لليبيا في أن تحقق الأهداف المتمثلة في تنظيم الانتخابات. بدوره، عبر معالي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد، عن أمله في أن تتخذ القمة العربية المنعقدة بتونس قرارات جريئة لدفع التعاون العربي الإفريقي في مختلف المجالات والالتقاء حول برامج محددة ومحسوبة في أهدافها وأولوياتها وتمويلاتها وتيسيرها وإنجازها في آجال دقيقة. ودعا في كلمته إلى ضرورة تنشيط التعاون بخصوص ليبيا والصومال في سبيل تحقيق المصالحة والسلم بهما حاثًا على تكثيف التنسيق بين الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي من أجل نصرة الشعب الفلسطيني ودعمه لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية ومن أجل تأكيد رفض القرارات الجائرة بخصوص اقتطاع الجولان من الأراضي السورية. وأكد في هذا السياق أن الاتحاد الإفريقي رهن الإشارة لتحرك مشترك فعال ومثمر من أجل تحقيق هذه الغايات. من جانبه، عد معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف العثيمين القضية الفلسطينية أبرز القضايا العربية والاسلامية وأن الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي تدين الاحتلال الاسرائيلي الغاشم وتعمل بالتعاون مع الفلسطينيين على دحره. وعد العثيمين خلال كلمته أن جل القضايا العربية هي قضايا إسلامية، وأن منظمة التعاون الاسلامي يتكامل دورها مع دور الجامعة العربية في تعزيز الاستقرار والسلم والأمن بالدول العربية لأنها جزء مهم من العالم الإسلامي. وأكد أن المنظمة تعلق الآمال على تعزيز وحدة وسلم وقوة الدول العربية للايمان بالترابط بين الاسلام والعروبة، مشيراً إلى دور المنظمة في البحث عن حلول للنزاعات التي تعانيها عدد من الدول العربية كاليمن وسورية والعراق لاستعادة الأمن في هذه الدول والمحافظة على وحدة أراضيها. الرئيس التونسي يلقي كلمته في القمة