عبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط عن عميق التقدير لما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، من جهود مشهودة، وما قامت به السعودية تحت قيادته الحكيمة من اتصالات وإجراءات خلال عام القمة العربية التاسعة والعشرين في مختلف القضايا والأزمات العربية التي واجهتها أمتنا. وأكد في كلمته خلال القمة، أن الحاجة تشتد اليوم أكثر من أي وقت مضى لمفهوم جامع للأمن القومي العربي، يتم العمل في إطاره والاستقواء بالمظلة العربية في مواجهة اجتراءات بعض جيراننا، والتدخلات الأجنبية في الشؤون العربية. وأكد أن التدخلات من أطراف إقليمية خصوصا إيران وتركيا فاقمت من تعقد الأزمات وأدت إلى استطالتها، بل واستعصائها على الحل، ثم خلقت أزمات ومشكلات جديدة على هامش المعضلات الأصلية، معبرا عن الرفض لهذه التدخلات كافة وما تحمله من أطماع ومخططات. وقال: «ما زالت بعض دولنا تنزف، وبعض أبنائنا يُكابدون مرارات الصراع وآلام التشريد في سورية واليمن وليبيا وهي بعض من أعز الحواضر وأغلى المدن العربية على نفوسنا، لا زالت تعيش في ظلال الخوف، وتحت تهديد المليشيات والجماعات الطائفية والعصابات الإرهابية، وجميعنا يعرف أن الحلول السياسية هي الكفيلة وحدها في نهاية المطاف بإنهاء النزاعات وجلب الاستقرار فلا غالب في الحروب الأهلية، وإنما الكل مغلوب». وتطرق إلى التحديات التي تعرض لها الأمن القومي العربي خلال السنوات الماضية، مشيرا إلى أن هذه التهديدات سواء تلك التي تنهش المجتمعات من داخلها وعلى رأسها الإرهاب، وانتشار التشكيلات المُسلحة خارج سيطرة الدولة، أو تلك التي تتربص بها من خارجها، وفي مقدمتها اجتراء بعض قوى الإقليم على الدول العربية، أو نكبة الاحتلال الإسرائيلي المستمرة منذ سبعة عقود وتزيد، تُنبه إلى ضرورة أن تتحد جميع الدول العربية في رؤيتها وتتفق على أن الأمن القومي العربي وحدة مترابطة، وقضية كبرى هي صون الدولة الوطنية وصون استقلالها ووحدتها. وانتقد الإعلان الأمريكي الأخير بخصوص ضم الجولان السوري إلى إسرائيل، وعده مناقضا للأعراف القانونية المستقرة كافة، بل ولأسس النظام الدولي الراسخة، مؤكدا أن الجولان أرض سورية محتلة بواقع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن.