لم يكن فريق النصر هو الخصم الوحيد الذي واجه الهلال مساء الجمعة الماضية وأسقطه وانتزع منه صدارة الدوري بعد أن كان قبل جولتين متصدرًا بفارق 6 نقاط؛ فالهلال تم تجهيزه لهذا السقوط قبل المباراة وأثنائها بواسطة الكثير من الأيادي التي كان بعضها زرقاء على طريقة (بيدي لا بيد النصر)!. مدرب الهلال وإدارته هم من سلَّموا الفريق لخصمه في أمسية الجمعة، وحين حاول الهلال أن ينهض في فترة ما من المباراة جاء الحكم التركي المنتدب (شاكير) ليرقص رقصة الموت على جراح الفارس الأزرق المغدور!. زوران ساهم في خسارة الفريق 4 نقاط مهمة في الجولتين السابقتين أمام الوحدة وأحد ليقلص الفارق النقطي بينه وبين مطارده إلى نقطتين ويساهم في ضغط الفريق نفسيًا ورفع معنويات خصمه وتحفيزه، وأشرك الحبسي بعد أن كان قد أبعده لتدهور مستواه وأعطى الفرصة للمعيوف الذي أثبت جدارته في المباريات الماضية، وأبعد محمد جحفلي رغم تألقه لحساب المتذبذب والمتهور علي البليهي، ثم قام بتقليم أظفار الفريق بإخراج قوميز وجيوفنكو بعد طرد كنو المتوقع والذي كان يمكن تداركه بإخراجه وإبقاء ديجينك!. أما إدارة الهلال فقد شاركت في إسقاط الفريق وتسليمه لمنافسه مجردًا من قوته وأسلحته، بقيادة رئيس النادي الذي اهتم بالإثارة أكثر من الإدارة، ويكفي أن تشاهد كيف استطاعت إدارة النصر (بطريقة أو بأخرى) تأمين تواجد الثلاثي الأجنبي الدولي مرابط وموسى وحمدالله قبل المباراة بفترة كافية؛ بينما لم تكلف إدارة الهلال نفسها حتى بالطلب من الاتحاد البيروفي إعفاء أهم أجانب الفريق أندريه كاريلو عن المباراة الودية الثانية، بل تركته يلعب فجر الأربعاء ويعود قبل المباراة في رحلة طويلة ومنهكة، ولك أن تتصور أنَّ الهلال لم يطالب بحقه في التدرب على ملعب المباراة الذي غاب عنه منذ الموسم الماضي وتم تغيير أرضيته بالكامل، كما أنَّ هذه الإدارة كررت خطأ سابقتها في التفريط بالسوري عمر خربين وعدم احتواء أزمته، وزادت على ذلك أنها استبدلته بالأسباني العجوز والعاجز سوريانو!. أما رابع الخصوم فهو حكم المباراة التركي جنيد شاكير الذي تحامل كثيرًا على الهلال ومهد لطرد محمد كنو من بداية المباراة ببطاقة صفراء ظالمة قرر إكمالها بالحمراء بعد أن بدأ الهلال يتحسن ويظهر مع دخول كاريلو؛ بينما تجاهل (الجنيد) التركي إنذار وطرد لاعبي النصر في الكثير من الحالات، وأكمل حكم (الفار) الناقص بتجاهل ضربة جزاء صريحة لسالم الدوسري في الدقيقة 66 لتتحول الكرة من ضربة جزاء هلالية إلى مرتدة جاء منها طرد كنو!. أما النصر فكان رغم الاستعداد والتحفز غير المسبوق أقل هؤلاء الخصوم سطوة وتأثيرًا، وهو الذي عجز من دون تدخلاتهم عن هزيمة الهلال حتى وهو وفي أضعف حالاته، وكل ما عمله أنه كان أقل سوءًا من الهلال في بعض فترات المباراة!. ليست الصدارة ولا نقاط المباراة هي أخطر ما خسره الهلاليون مساء الجمعة؛ وفارق النقطة عن النصر ليس أكثر ما يخيفهم ويقلقهم، بل أكثر ما يرعب الهلاليين وأخطر ما خسروه مساء الجمعة هو الثقة بمدرب الفريق وإدارة النادي!.