نحن بعالمنا الحالي نعيش في دوامة الثلاثة أبعاد (الدين، العقل، الإنسانية) إن اكتملت تلك الأبعاد بالتمام خلق للشخص عالم جميل بلا زيف ولا خداع. عند اعتراض أحد تلك الأبعاد على الآخر يحدث ذلك الخلل الداخلي في تركيبة الإنسان فإما أن يكون غير سوي أو أن يكون غير جدير بالعيش في هذا العالم. جميع تلك الأبعاد مرتبطة ببعضها البعض ممثلة في الثواب والعقاب بالدين، الصح والخطأ بالعقل، الشكر والكره في الإنسانية. على سبيل المثال: أنقذت قطة من دهس سيارة، هو فعل صائب حفاظًا على روح القطة، وتُشكر على إنسانيتك ولك الثواب عند ربك "في ميزان أعمالك". فعلك الصحيح نتاج من أبعادك الثلاثة المتساوية في صنع طريقك الصائب نحو الحياة السعيدة إذا اعتمدت واحداً فقط لتبرير فعل من أفعالك دون البقية قد يبدأ بتهالك هذا الطريق لأنه من غير الممكن أن يتأثر العمل ببعد دون الآخر ولو تناقضت الأبعاد فاعلم أنك لا تسير بالطريق الصحيح وطريقك سيبدأ بالانهيار. عندما تبرر فعلك الحسن بمبرر ديني فقط فذلك يعني أن لا عقل لك لتدبر فعلك، وعندما تبرر فعلك المشين بعقل فإنه لا إنسانية لديك. في القرآن بيّن الله لنا مهمة العقل ووجوب استخدامه وتشغيله والأديان تحث دائمًا على مكارم الأخلاق والتي باعتبارها "إنسانية وفطرة سليمة داخل كل إنسان يملك قلباً". العقل منشأ الفكر وله القدرة على إدراك الأمور حولنا والتدبير وتصريف الحياة، العقل باختصار هو أداة وصل الدين بقضايا الواقع ومنهجية التفكير كما يبرزها القرآن الكريم، ولن تحل القضايا الواقعية إلا بالتواصل السليم والتعايش البشري ومبادلة المعاملات اللفظية والسلوكية وتُعرف بالأخلاق والقواعد المُنظمة للسلوك الإنساني "الإنسانية" هكذا هو نظام التعاملات المجتمعية. هنا يكمن ربط أبعادنا الثلاثة في هذا العالم وعلى هذا النحو عند اكتمال تلك الأبعاد الثلاثة، صدقني عزيزي القارئ ستكون في مسارك الصحيح دائمًا. فقط عندما يتوافق دينك وعقلك بإنسانيتك.