عقد أصحاب المعالي وزراء الخارجية العرب، اجتماعاً تشاورياً مغلقاً صباح أمس، في مقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس، برئاسة معالي وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهناوي، وحضور معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وذلك للتشاور بشأن الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة العربية في دورتها ال30 بتونس. وشارك معالي وزير الخارجية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، في الاجتماع الذي ضم وزراء الخارجية العرب ورؤساء الوفود العربية المشاركة وذلك قبيل انطلاق الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة. ويهدف الاجتماع لتنسيق المواقف بشأن مشروعات القرارات سواء التي أعدها المندوبون الدائمون بالجامعة العربية، وكذلك مشروعات القرارات المرفوعة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري. وعبر معالي وزير الخارجية عن شكره لأصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية العرب، ومعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، ومنتسبي الأمانة العامة، لدعمهم وتعاونهم خلال فترة رئاسة المملكة العربية السعودية للدورة (التاسعة والعشرين) لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة التي أطلق عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - «قمة القدس». جاء ذلك في كلمة المملكة العربية السعودية التي ألقاها معاليه في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري. وأكد معالي وزير الخارجية، رفض المملكة القاطع لاعتراف الولاياتالمتحدة ودول أخرى بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقال :»أجدد رفض بلادي التام واستنكارها للإعلان الذي أصدرته الإدارة الأميركية بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة مؤكداً موقف المملكة الثابت والمبدئي من هضبة الجولان وأنها أرض عربية سورية محتلة وفق القرارات الدولية ذات الصلة، وأن محاولات فرض الأمر الواقع لا تغير في الحقائق شيئاً، وأن الإعلان المشار إليه مخالفة صريحة لميثاق الأممالمتحدة ومبادئ القانون الدولي وللقرارات الدولية ذات الصلة بما في ذلك قرارات مجلس الأمن رقم (242) للعام 1967م، ورقم (497) للعام 1981م، وستكون له آثار سلبية كبيرة على مسيرة السلام في الشرق الأوسط وأمن واستقرار المنطقة». كما أكد معاليه، حرص المملكة خلال فترة رئاستها للمجلس وانطلاقاً من إدراكها لمسؤوليتها تجاه متطلبات الأمن القومي العربي، على توظيف علاقاتها المتوازية وتحركاتها النشطة على الساحة الدولية، وتنسيق المواقف مع الدول العربية الشقيقة بهدف التأثير إيجاباً في التناول الدولي لقضايا عالمنا العربي، والإسهام في توحيد الرؤى والمواقف العربية تجاه القضايا والمستجدات ذات المساس بالمصالح العربية. وأعرب معالي وزير الخارجية عن خالص التعازي وصادق المواساة لأسر ضحايا العمل الإرهابي الشنيع الذي استهدف مصلين آمنين في مسجدين في نيوزيلندا مؤخراً، مبيناً أن هذا العمل الإرهابي الشنيع يترجم جانباً من تقصير المجتمع الدولي في القيام بمسؤولياته في مواجهة خطابات الكراهية التي لا تقرها الأديان ولا قيم التسامح والتعايش بين الشعوب. وأكد معالي الوزير العساف أن المملكة لم تأل جهداً في مكافحة الإرهاب وتقديم كافة أنواع الدعم بالتعاون مع المجتمع الدولي للقضاء عليه، مشيراً إلى أن من أخطر أشكال الإرهاب والتطرف هو ما تمارسه إيران من خلال تدخلاتها السافرة في شؤوننا العربية وميليشياتها من الحرس الثوري الإيراني في العراق وسورية ولبنان واليمن الذي يحتاج منا التعاون لمواجهته. كما ذكر معاليه أن المملكة العربية السعودية ملتزمة بوحدة اليمن وسيادته واستقراره وأمنه وسلامة أراضيه من خلال دعمها للحكومة الشرعية، وترحيبها بالجهود المبذولة من كافة الأطراف لتحقيق ذلك. وأوضح أن المملكة العربية السعودية تعمل على توحيد موقف المعارضة السورية ليتسنى لها الجلوس على طاولة المفاوضات أمام النظام للتوصل إلى الحل السياسي الذي يضمن أمنها واستقرارها ومنع التدخل الأجنبي فيها أو أي محاولات لتقسيمها، مؤكداً في الوقت ذاته الالتزام بإعلان جنيف (1) وقرار مجلس الأمن الدولي (2254). وقال معالي الدكتور العساف: إن المملكة العربية السعودية تدعم مؤسسات الدولة الشرعية في ليبيا، والتمسك باتفاق الصخيرات الذي يمثل خارطة طريق للحل السياسي فيها، ويحافظ على وحدتها وتحصينها من التدخل الأجنبي ونبذ العنف والإرهاب فيها. وأشار معالي وزير الخارجية في ختام الكلمة إلى أن هناك حاجة لإصلاح وتطوير منظومة العمل العربي المشترك بما يكفل دعم أمانة الجامعة العربية ومساندتها وتمكينها من أداء المهام الموكلة إليها بكل كفاءة واقتدار للتكيف مع التطورات ومواجهة تلك التحديات. وقال وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي بعد تسلمه رئاسة القمة الثلاثين: «سيظل على رأس أولوياتنا.. الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتوفير الدعم له من أجل استرجاع حقوقه وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف وفق القرارات الأممية ومبادرة السلام العربية ومبدأ حل الدولتين». ودعا إلى مواصلة الجهود لتحقيق التسوية الشاملة في ليبيا وإعادة الأمن والاستقرار إليها والمحافظة على استقلالها ووحدتها. وأكد على أهمية تحقيق تسوية سياسية للحفاظ على وحدة سورية تنهي الأزمة وتضع حداً لمعاناة الشعب السوري، مؤكداً أن تونس تنسق الجهود مع دول عربية أخرى لاحتواء أي تداعيات لقرار الولاياتالمتحدة الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان. ودعا إلى تكثيف الجهود لدفع التسوية السياسية في اليمن لوقف الأعمال القتالية واستئناف الحوار.