رفض المتحدث الرسمي سابقاً بنادي الاتحاد الإعلامي حسين الشريف الإفصاح عن الأسباب التي دفعته للاستقالة من منصبه مكتفياً بالإشارة إلى أنها كانت لأسباب خاصة يحتفظ بها لنفسه، موضحاً بأن تجربته بالاتحاد يعدها الأفضل خلال مسيرته، وأكد بأن الوضع الذي يمر به «العميد» هذا الموسم عابر ولا خوف عليه بوجود جماهير عاشقة، واعتبر الشريف استقالة نواف المقيرن بأنها خسارة كبيرة وكان بالإمكان أن تكون فترته من أفضل الإدارات التي مرت على الاتحاد، ووصف الحكم السعودي بأنه أقل من الدوري السعودي، ورشح الهلال للقب بطل الدوري لهذا الموسم، وتحدث عن العديد من الأمور خلال الحوار الذي أجرته معه «دنيا الرياضة». * حدثنا عن بداياتك في الوسط الإعلامي؟ * أشكركم على الاستضافة وسعيد أن أكون ضيف صحيفة بحجم صحيفة الرياض لمكانتها المرموقة في الإعلام، ليس الإعلام السعودي بحسب وإنما الإعلام الخليجي والعربي، الأمر الآخر بدايتي الإعلامية كانت أيام الجامعة بتشجيع من الأصدقاء وكانت عبر جريدة البلاد مطلع 1995، وقد حظيت بالدعم من الزملاء الإعلاميين الذين أدين لهم بالفضل بعد الله وهم أحمد الشمراني وعبيد كعدور وغيرهما، وبعد سنتين تلقيت عرضاً من موسسة عكاظ وانتقلت إليها في أواخر1996 حتى الآن، وأيضاً كان بدعم جميع الزملاء الذين تعاملت معهم في عكاظ وهم كثر، وأخص فيهم الدكتور عثمان هاشم، والحمد لله مازلت مستمراً مع عكاظ حتى الآن. * بين الصحافة والتلفزيون والعمل الرسمي بالأندية والاتحادات الرياضية، أين تجد نفسك؟ * كل تجربة لها وقع مميز في نفسي، فالصحافة هي المدرسة التي تعلمت منها وانطلقت، والتلفزيون هو منبر يمنحك التميز، أما الاتحادات الرياضية هي ترجمة حقيقية ونافذة مهنية تخدم بها رياضة وطنك، أما الأندية فقد تشرفت بالعمل في واحد من أعظم الأندية في القارة، وبرغم قصر المدة إلا أنها كانت تجربة ثرية ونوعية اكتسبت من خلالها بعداً إعلامياً قد لا اكتسبه إلا من خلالها، والحمد لله وجدت نفسي فيها كلها واعتبر نفسي ابناً باراً للصحافة. * هل هنالك قرار اتخذته وندمت عليه؟ * في الإعلام الحمد لله لم أندم على أي قرار اتخذته، ولكن هناك قرارات ندمت أني لم اتخذها. * متى بدأت علاقتك بالعميد؟ * كأعلامي عام 1995م، أما على المستوى الشخصي لا أذكر. * ماذا عن تجربتك العملية القصيرة في الاتحاد؟ * تجربتي في الاتحاد كمتحدث رسمي من أفضل التجارب المهنية، أولاً: لنوعيتها الفريدة وثانياً: لسخونة المرحلة التي يعيشها الاتحاد وثالثاً: أنني كنت أمثل كياناً كبيراً ذا قاعدة جماهيرية أسعى لتحقيق تطلعاتها، إلى جانب أني عملت مع شخصيات اتحادية لها تقديرها واحترامها استفدنا منها إدارياً، ولعل تجربتي مع نواف المقيرن تعد تجربة مميزة برغم قصرها وهذا يعود إلى المساحة التي منحني إياها المقيرن لإيمانه بالتخصص. * هل هنالك مكاسب حققتها من خلال عملك في المركز الإعلامي بالاتحاد؟ وماذا خسرت أيضاً؟ * أنا مشرف على الإدارة الإعلامية ومتحدث رسمي لناد ولست مديراً للمركز الإعلامي، نعم هناك العديد من المكاسب، أولاً: خدمة رياضة وطني من خلال الاتحاد، ثانيا: عملت مع شخصيات مميزة، والثالث حظيت بالدعم المهني من زملائي الإعلاميين طوال فترة وجودي، إلى جانب محبة جمهور الاتحاد التي أعدها رأس مالي في الاتحاد، والحمد لله لم أخسر شيئاً، الشيء الوحيد الذي كان يحز في نفسي هو الحزن الذي كنت أشاهده في عيون جمهور الاتحاد بسبب النتائج وكنت أتمنى أن أكون سبباً لإسعادهم. * شاركت في مرحلة حساسة من مسيرة الاتحاد، لماذا ابتعدت؟ * ابتعادي لأسباب احتفظ بها لنفسي، ولكن أردت ترك المجال لإدارة المهندس لوي ناظر أن تختار من تريد. * خلال عملك في النادي، هل عانيتم من التحزبات والمحسوبيات؟ * لا لم أرَ ذلك ولم أشعر بها، فترة نواف المقيرن من أفضل الفترات من حيث الانسجام كمنظومة عمل، وقدم عملاً جباراً إدارياً ومالياً إلا أن التوفيق لم يحالفه في كرة القدم، ولو كان هناك توفيق في النتائج كان المقيرن ومجلس إدارته من أفضل الإدارات. * بمناسبة الحديث عن الاتحاد، إلى أين تراه ذاهباً؟ * الاتحاد كما يردد عشاقه يمرض ولا يموت، ومن خلال معرفتي بالاتحاد إنه قادر بحول الله أن يتجاوز أزمته، ونادٍ خلفه هذا الجمهور لا خوف عليه، لذلك أنا لست قلقاً على وضع الاتحاد. * هل توقعت في يوم من الأيام أن يدخل الاتحاد مثل هذه الأزمة ويصارع على الهبوط؟ * لا.. ولكنها أزمة وتعدي. أنا ضد إعلان الميول.. والشارع الرياضي أصبح يقود الإعلام * هل ترى أن الاتحاد ظُلم بإبعاد سييرا قبل بداية الموسم؟ * سييرا هو من فضل الرحيل برغم أن اإدارة المقيرن قدمت له عرضاً مغرياً واجتمعت معه أكثر من مرة بحضور حمد الصنيع، ولكن كان متمسك بموقفه ولا يعني اخفاق بيليتش أو دياز بأن الاتحاد ظلم برحيل سييرا، لأن الاتحاد أكبر من المدربين بل هو من يصنع المدرب والدليل سييرا قبل وبعد الاتحاد. * كلمة توجهها للاتحاديين في هذه المرحلة التاريخية؟ * الاتحاديون يعشقون للاتحاد ولا يحتاجون كلمة أو نصحاً، ولكن أتمنى ألا يمنحوا المتربصين فرصة لتجريد الاتحاد من رجالاته، الأمر الآخر أن يلتفوا حول النادي في هذه المرحلة الصعبة. * مارأيك في تجربة رئاسة نواف المقيرن؟ وكيف تقرأ قرار ابتعاده؟ * إدارة نواف المقيرن كان بالأمكان أن تكون واحدة من أفضل الإدارات، وكان بالأمكان أن يكون المقيرن واحداً من أفضل ثلاثة رؤساء مروا على الاتحاد بعد أحمد مسعود رحمه الله ومنصور البلوي، لولا قلة الخبرة في التعامل مع خفافيش الظلام التي كانت تعمل ضده داخل وخارج الاتحاد، فالمقيرن كان السبب الرئيسي بعد الله سبحانه وتعالى في سداد الديون الخارجية، وكذلك قدم دعماً للاتحاد لخمس إدارات، وأيضاً أنعش خزينة النادي بأكثر من 40 مليون ريال خلال فترة رئاسته، وأيضاً بعد رحيله دعم إدارة لؤي ناظر وأنا أعد رحيله أكبر خسارة للاتحاد هذا الموسم فكل الخسائر يستطيع الاتحاد تعويضها إلا خسارة المقيرن. * هنالك من يحمل الإعلام مسؤولية كل صغيرة وكبيرة خصوصاً الاخفاقات والاحتقانات الموجودة في وسطنا الرياضي، هل تتفق معهم أم لك رأي آخر؟ * هناك مبالغة، نعم الإعلام له دور فيما يحدث للرياضة السعودية فلو كان هناك نظام قوي ورجال أقوياء لما تمدد الإعلام ولعب دوراً ليس دوره. * الطرح في بعض البرامج الرياضية سلبي وغير مفيد بشهادة المتابعين، لكن في المقابل أعلى نسبة مشاهدة نجدها في تلك البرامج، بماذا تفسر ذلك؟ * تفسير ذلك أن المعادلة باتت بالمقلوب، ففي السابق الإعلام كان يقود المجتمع الرياضي ويثقفه، الآن الشارع الرياضي هو من يقود الإعلام وهنا تكمن المشكلة. * برأيك هل دفع ذلك مسؤولي البرامج إلى منح تلك الأسماء المثيرة للجدل بطرحها مساحة أكبر ممن يتكلمون بمنطق وعقلانية؟ ولماذا؟ * لا يصح إلا الصحيح، المادة الإعلامية تفرض نفسها والإعلامي المتمكن سيحضر، وعدا ذلك سيذهب هباءً منثوراً. * العلاقات والصداقات هل تلعب دوراً في وجود أسماء معينة على الساحة وتغييب آخرين؟ أم أن الموجودين الآن هم النخبة؟ * لا أستطيع أن أحدد ذلك ولكن من خلال التجربة الحالية مع القناة الرياضية السعودية لم ألمس ذلك، للأمانة هناك طرح ونقد وأسماء ذات خبرة وأسماء شابة مميزة، حتى مستوى الاعداد والتقديم ممتاز. * كيف نصنع جيلاً إعلامياً مميزاً، لا يخلط بين ميوله وعمله، ويفرق جيداً بين الإثارة المقبولة والمرفوضة؟ * تستطيع أن تصنع جيلاً إعلامياً مميزاً بالأخذ بالمستوى التعليمي للأعلامي كمعيار رئيسي في مزاولة المهنة فالمبادئي والقيم لا تنمو إلا بالتعليم. * هل أنت مع إعلان الإعلامي لميوله؟ أم ترى بأنه يجب أن يكون محايداً؟ -الحياد هدف استراتيجي لمزاولة المهنة بغض النظر إذا عرفنا الميول أو لا، وبلاشك أنا ضد إعلان الميول. * ما أصعب موقف مر عليك خلال مشوارك الإعلامي؟ * من المواقف الصعبة رفع أحد الرؤساء شكوى لرئيس التحرير يتهمني فيه، ولكن الحمدلله نصرني الله عليه وأظهر الله الحقيقة. * لو طلب منك المسؤولون تقديم «وصفة» لتطوير اتحاد القدم، فما هي؟ * وضع أنظمة وحمايتها، واختيار الكفاءات العلمية والخبرات العملية من أبناء الرياضة تمثل خارطة الطريق. * ووصفة أخرى لتطوير منتخبنا وإعادته لأمجاده السابقة؟ * تطوير المنتخب لا يمكن تدوينه في سطرين، فالمسألة تحتاج إلى خطة استراتيجية تنطلق من المدارس والأكاديميات ومروراً بالأندية وتنتهي بالمنتخب. * من ترشح بطلاً للدوري السعودي؟ * الهلال بنسبة 9, 99 ٪. * حدثنا عن الثمانية لاعبين الأجانب، أنت مع أو ضد تقليص العدد؟ ولماذا؟ * أنا مع الفكرة إذا كانت هناك فكرة موازية لاحتراف اللاعب السعودي خارجياً بحيث يعوض اللاعب السعودي فرصته، وضدها إذا فقط بهدف تقوية الأندية على حساب المنتخب. * ماذا عن الحكام المحليين وعودتهم للمشهد من جديد؟ * للأسف الحكم السعودي أقل من الدوري والسبب التأسيس واختيار الخامات التحكيمية منذ البداية. * تقنية VAR أثارت جدلاً كبيراً، ما تقييمك لها؟ -تقنية الفار كتقنية أمر إيجابي يساعد على فرض العدالة ولكن السؤال كيف تتم الاستفادة منها وهنا مربط الفرس؟ * ما رسالتك لرئيس هيئة الرياضة؟ * رسالتي للأمير عبدالعزيز بن تركي «اعلم بأن هناك ارتياحاً كبيراً بتوليك المسؤولية وتفاؤلاً وثقة بك والآمال والطموحات لتطوير الرياضة ولكن هذا يزيدك مسؤولية فنحن ملينا الدائرة المفرغة» * أخيراً أمامك ثلاث رسائل لمن توجهها؟ * الأولى لرئيس تحرير عكاظ: جميل الذيابي أنت مبدع في زمن قل فيه المبدعون، تمنيت أن يكون حضورك لعكاظ قبل 15 سنة، كان عشنا معك تجلياً إعلامياً ليس له مثيل الثانية لنواف المقيرن: رحيلك أكبر خسائر الاتحاد هذا الموسم، والثالثة لرئيس اتحاد الإعلام الرياضي الدكتور رجاءالله السلمي: نبارك لكم نجاحكم وحضوركم وكنتم طوق نجاة لأإعلامنا الرياضي الذي كان يسير في انحدار. نواف المقيرن