كعادته قبل موعد البرنامج، أعلن مقدم البرنامج على حسابه الشخصي في تويتر عن ضيف الحلقة، صاحب الإعلان بعض التشويق والإثارة ومقدمة مختصرة عن الضيف. قمت بالرد عليه بكلام مختصر، "مع احترامي لضيوفك الكرام إلا أنهم أصبحوا شخصيات مستهلكة في المجتمع نظراً لكثرة ظهورهم في الشاشات، حتى أصبح المشاهد يعي أساليبهم وطريقة تفكيرهم وتوجهاتهم". فسألني المقدم الكريم من من الشخصيات تود ظهورهم عزيزي؟ فأجبته: "بأنك أكثر إدراكاً مني بمن يصلح في هذه ومن هم وأين هم، وإن ما يميزك كمقدم لهذا البرنامج هو حسن اختيارك للضيوف ومادة الطرح المنتقاة"، إن الباحث عن المعادن الثمينة لا يتصور منه أبداً أن يجدها على سطح الأرض متوافرة للعيان، فهو يعلم أن عليه أن يحفر في أعماق الأرض، بل وفي الأماكن النائية، وأن يستخدم كل ما يملك من الآلات والأدوات، كي يتمكن من استخراجها، فكذلك هم النخب في المجتمع، وأعلام الوطن ممن هم قابعون في دور علمهم ومعاملهم ومختبراتهم، ممن لا هم لهم لا في الإعلام ولا في الظهور، بحاجة إلى من ينقب عنهم ويبرزهم للعالم. ليس ذنب المجتمع ولا تثريب عليه أن يأتي رجل مثل بيل جيتس وينعى عالماً مصرياً يعد من أعظم المبدعين في اختراع اللقاحات عرفه الغرب ولكن لم يعرفه العالم العربي، فالفرد لا يملك من الآلات ولا الإمكانات ما تملكه القنوات لإبراز مثل هذه الشخصيات على المستوى المحلي والعالمي. لقد سأم المجتمع من أولئك الشخصيات التلفزيونية التي ألفت العيون ظهورها والعقول على جمودها، فالمشاهد الكريم يتطلع إلى رؤية شاشات التلفاز بالألوان الزاهية لا أن يراها بالأسود والأبيض، ولو أدرك مقدمو هذه البرامج مدى الإبداع والفائدة التي تكمن من خلال إبراز النخب لعلموا أنهم ينيرون للناس الطريق في مسيرهم في هذه الحياة نحو أهدافهم وحاجاتهم، بل ويختصرون عليهم الزمن. إن كتابة التراجم والسير لم تكن يوماً محض عبثاً أو مجرد روايات للسرد، بل لأن فيها من التجارب والخبرات والعبر ما قد يستفيد منه الناس في حياتهم، فالتاريخ كما هو معروف يعيد نفسه، وإذا كانت تلك الكتب فيها من الفائدة ما فيها وأبطالها قد رحلوا عن الدنيا، فإن الأحياء من النخب حريٌ بأن يُستفاد منهم