أطلق وزير الصحة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة تطبيق «Med Consult» بالتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية، كأحد مخرجات مؤتمر سلامة المرضى، وهو عبارة عن تطبيق للاستشارات الطبية عبر التواصل المرئي بين الممارسين الصحيين في الدول الأقل نمواً مع استشاريين من جميع أنحاء العالم، مما سيساعد في تعزيز سلامة المرضى لتقليل الأخطاء التشخيصية وزيادة الفاعلية وتبادل الخبرات بين الممارسين الصحيين حول العالم. جاء ذلك خلال افتتاحه أمس القمة الوزارية لسلامة المرضى في محافظة جدة برعاية خادم الحرمين الشريفين، ونقل معاليه تحيات الملك سلمان للمشاركين في القمة وتمنياته للقمة بالنجاح وللحضور بطيب الإقامة. وقال الربيعة: «يسرني أن أرحب بكم بالأصالة عن نفسي وبالإنابة عن منتسبي وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية، وأن أشكركم جزيل الشكر على تلبية الدعوة للمشاركة في القمة الوزارية العالمية الرابعة لسلامة المرضى تحت عنوان: «دعم سلامة المرضى في الدول المتوسطة والأقل نمواً». وأضاف: «تتشرف وتفخر المملكة باستضافتها، والتي نأمل أن تحدث نقلة نوعية في تعزيز مفهوم سلامة المرضى وأهميته على المستوى الإقليمي والدولي». وتابع : «خطت المملكة خطوات كبيرة في الارتقاء بالرعاية الصحية وفي تعزيز سلامة المرضى، لما لها من أهمية عالية في منظومة الرعاية الصحية، وكونها مكونا رئيسا من مكونات برنامج التحول الوطني في مجال الصحة، ونسعى من خلاله في الحفاظ على النجاحات وتنميتها للوصول إلى أهداف رؤية المملكة 2030». وزاد: «واستشعاراً من المملكة العربية السعودية بالمسؤولية الملقاة على المجتمع الدولي في جميع الدول بلا استثناء حيال سلامة المرضى، تشرفنا باستضافة هذه القمة الوزارية المهمة والتي نطمح أن تكون مخرجاتها لبنة إضافية مهمة للجهود الداعمة لتعزيز سلامة المرضى على المستوى الدولي وخاصةً على مستوى الدول المتوسطة والأقل نمواً، حيث سيتم إقامة ورش عمل لمناقشة أهم الموضوعات المتعلقة بسلامة المرضى، كالتغطية الصحية، والقوى العاملة، والصحة الرقمية، والبحوث العلمية، كما سيتم تسليط الضوء على السياسات وتمكين المرضى وسلامتهم». من جهته استعرض وزير الخارجية، ووزير الصحة البريطاني السابق، السيد جيريمي هنت في كلمته أبرز القضايا المتعلقة بسلامة المرضى في القطاع الصحي في بلاده، التي وقف عليها مباشرة عندما كان وزيرا للصحة في بريطانيا، كما استشهد بعدد من القصص الإنسانية لبعض المرضى الذين حدثت لهم أو لأسرهم تجارب مريرة مع الأخطاء الطبية، ومدى الاستفادة لوزارته من تلك التجارب في المستقبل، حيث إن الممارسين الصحيين باتوا أكثر استعدادا لتفادي الأخطاء الطبية ودعم سلامة المرضى في بريطانيا وعلى مستوى القارة الأوروبية، مؤكدا أن تحقيق الأهداف في مجال سلامة المرضى لن يتأتى إلا بالمشاركة المجتمعية وبخاصة أصحاب التجارب الذين عاشوا تلك الأخطاء، داعيا الجميع إلى تسليط الضوء على الجانب الإنساني، والذي يغفل عنه البعض في كثير من الأخطاء الطبية. وأشاد الوزير البريطاني بدور المملكة في استضافة القمة، والتي تعتبر قمة استثنائية من حيث عدد المشاركين على المستوى الوزاري والذي وصل نحو 49 دولة، إضافة إلى مشاركة 25 وزيرا للصحة، إلى جانب عدد من المشاركين والمتحدثين في القمة، مقدما شكره إلى مقام خادم الحرمين الشريفين لرعاية هذه القمة، كما شكر معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة على دعم السعودية لمنظمة الصحة العالمية لتحقيق أهداف سلامة المرضى، مشيدا بالتعاون الكبير بين المملكة العربية السعودية وبلاده في هذا المجال. كما ألقى مدير عام المركز السعودي لسلام المرضى ورئيس اللجنة المنظمة للقمة الدكتور الدكتور عبدالإله الهوساوي كلمة قال فيها: « كان التركيز خلال السنوات العشرين الماضية مركزاً على الجهود في سلامة المرضى في الدول المتقدمة، بينما كانت الجهود في الدول المتوسطة والأقل نمواً ضعيفة، ولهذا حرصنا من خلال هذه القمة سيكون التركيز فيها على دعم جهود سلامة المرضى في تلك الدول حيث إن المملكة دعمت الكثير من هذه الدول للمشاركة في هذه القمة، مشددا على ضرورة الاستفادة من القطاعات الأخرى فعلى سبيل المثال قطاع الطيران والطاقة النووية وقطاع الغاز والنفط وكيف كانت نسبة السلامة فيها منذ خمسين عاما تختلف كليا عما هي عليه الآن، وكيف تحسنت في الوقت الراهن والنقلة النوعية. وأضاف نتطلع من خلال ورش العمل إلى التعاون مع الخبراء والمهتمين للخروج بالعديد من الحلول المثلى التي تزيد من سلامة المرضى وتقلل من الأخطاء في الرعاية الصحية. كما أشار الدكتور الهوساوي إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة في تحقيق سلامة المرضى من خلال المركز السعودي لسلامة المرضى المركز الوحيد من نوعه في المنطقة. وقال: «استضافة المملكة للقمة دليل على أن المملكة لها دور ريادي في جلب القمة إلى المنطقة برعاية خادم الحرمين الشريفين، وهو دليل أكبر على الدعم الكبير من القائد الوالد لسلامة المرضى ليس على المستوى المحلي فقط بل إننا نعمل على تصدير سلامة المرضى إلى الخارج إلى الإقليم والمستوى الدولي. وخلص رئيس اللجنة المنظمة إلى القول: «بمشيئة الله في المستقبل القريب سيرتبط اسم المملكة كذلك بالجهود الإيجابية لدعم سلامة المرضى عالمياً، حيث سنطرح في العام القادم 2020 أجندة سلامة المرضى على قمة العشرين وهي أيضا ستدعم سلامة المرضى على المستوى الدولي». وشهدت القمة تنظيم 8 ورش تتعلق بمدى الاستفادة من القطاعات الصحية الأخرى، إضافة إلى تمكين المرضى والمجتمع، والأضرار المتعلقة بالعدوى داخل المنشآت الصحية، ودور القوى العاملة المتمثلة في دعم سلامة المرضى، ودعم البحوث في مجال سلامة المرضى، إضافة إلى الصحة الرقمية. وستخرج القمة في اليوم (الأحد) بعدد من التوصيات التي ستعرض أمام وزراء الصحة المشاركين في القمة، تمهيدا لإعلان جدة. وزير الخارجية ووزير الصحة البريطاني السابق في حديث جانبي مع الربيعة