أصبحت الرياضة حاضراً صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة لكنهم يعشقونها ويتابعون تفاصيلها وتكشف البطولات الكبرى لكرة القدم عن التفاتة رجال السياسة والثقافة إلى ذلك المعشب الأخضر الجذاب فيتحول رجال الصف الأول في البلدان مع المثقفين في لحظات إلى مشجعين من الدرجة الأولى في مدرجات الملاعب أو مهتمين خلف شاشات التلفاز، يحضر الكثير من الساسة إلى مدرجات الملاعب خلف منتخبات بلادهم، «دنيا الرياضة تكشف الوجه الكروي لغير الرياضيين، عبر هذه الزاوية التي تبحث عن رؤيتهم للرياضة والوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم وضيفنا اليوم الدكتور خالد بن عبدالله العتيبي مدير التعليم بمحافظة الخرج. نحتاج للاتفاق على مصطلح «الجسم السليم».. ودور المدرسة كبير في محاربة التعصب التعصب الرياضي هو المسبب للشغب في الملاعب والقاعات الرياضية * أهلاً بك دكتور خالد وأنت مسؤول تعليمي كيف تُقيّم الرياضة المدرسية؟ * الرياضة المدرسية تعيش أفضل أوقاتها في ظل العناية والدعم اللامحدود من خادم الحرمين الشريفين وولى عهده الأمين وهذا الأمر بلا شك يحملنا مسؤولية أن نكون عند المستوى المأمول من خلال بناء الخطط لاكتشاف المواهب في مدارسنا واعتماد المبادرات النوعية لرعايتهم والعمل على صقل مواهبهم وإبرازها بالتعاون مع شركائنا في الهيئة العامة للرياضة. * متى نشاهد الرياضة المدرسية تكون هي الداعم الأول لمنتخباتنا؟ * الواقع يقول إنها موجوده بالفعل المستقبل مزدهر وداعم للمنتخبات الوطنية في ظل رؤية السعودية 2030م والتي تحتم على جميع الجهات أن تنسجم فيما بينها لتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة، أجزم أن ذلك سيتحقق بتكاتفنا مع شركائنا في الأندية الرياضية ودعم ورعاية من القطاع الخاص. وزارة التعليم تعمل على تهيئة ما يخدم الرياضة النسائية الرياضة المدرسية تعيش أفضل أوقاتها * كيف ترى واقع الرياضة النسائية اليوم؟ o منذ اليوم الأول لإقرار التربية الرياضية النسائية بادرت وزارة التعليم مع وزارة الخدمة المدنية على اعتماد وتصنيف الدبلوم العالي في تخصص التربية البدنية للبنات لتأهيل المعلمات وفق الأسس التربوية والعلمية في مجال التربية الصحية والبدنية ونطمع حقيقة لاعتماد معلمة تربية رياضية متخصصة في كل مدارسنا وهذا الأمر يتطلب أن تعمل الكليات التربوية في الجامعات السعودية على إعداد برنامج بكالوريوس للتربية الرياضية النسائية بحيث يراعي الخصائص الفسيولوجية للمرأة وتأهيل الكوادر المناسبة لتتولى قيادة الرياضية النسائية في مدارس البنات، وفي جانب المرافق الرياضية في مدارس البنات تعمل وزارة التعليم على اعتماد المخططات الهندسية لمدارس البنات والتي تتضمن كل ما يخدم الرياضة المدرسية النسائية من مرافق وتجهيزات. * وهل ترى أن الرياضة ثقافة وإن كانت كذلك فكيف نتعامل مع تلك الثقافة على الوجه الأكمل؟ o الرياضة ثقافة قبل أن تكون ممارسة أو وظيفة أو حتى استثمار ولأنها كذلك فهي وليدة البيئة وثمرة التفاعل بين أفراد المجتمع فيتوجب علينا أن نتقبلها بتنوعها ونحترم أوجه الاختلاف فيها بروح رياضية بعيداً عن التعصب والتشنج. o كيف يمكن أن تكون شهرة لاعبي الكرة طريقاً لتكريس السلوك الحضاري في حياة النشء؟ o الشهرة قد يكتسبها اللاعب من خلال مهارة يتقنها أو موقف استحسنته الجماهير ويبقى ما يمتلكه لاعبو الكرة المشاهير من قيم ومثل عليا أهم ما يصنع السلوك الحضاري لدى النشء ومن هذا المنطلق أوصي اللاعبين بأن يكونوا خير سفراء للقيم الأصلية والمثل العليا التي يتميز بها المجتمع السعودي. * في الرياضة يحصد الفائزون والمتألقون الكؤوس فما الذي يقلل ذلك لدى المبدعين في المجالات الأخرى ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً؟ o الأندية نفسها هي من صنعت ذلك بانشغالها بالجانب الرياضي بشكل أكبر عن بقية الجوانب الثقافية والاجتماعية رغم أنها مؤسسة أصلاً لتساهم مع بقية مؤسسات المجتمع في بناء جميع تلك الجوانب في الشباب سواء الاجتماعية أو الثقافية. * كيف ترى العلاقة بين الشهرة والمال في الرياضة؟ o الرياضة أصبحت صناعة فبلا شك أن تلك الصناعة تجلب الكثير من المال وعلاوة على أنها في الأساس تعزيز للثقافة الصحية وحقيقة ليست المشكلة في المال نفسه بل بكيفية استثمار تلك الأموال وتنميتها فيما يخدم المجتمع وأنا على ثقة بأن الهيئة العامة للرياضة تعمل عملاً رائعاً لبناء ثقافة التميز المؤسسي لدى الاتحادات والأندية الرياضية السعودية. * هل تعتقد أن لغة المال طغت على جانب الإبداع والإخلاص؟ o لغة الإبداع والإخلاص مازالت هي الأساس وهي من تجلب العقود المالية المميزة وبدون الإبداع والإخلاص لن يستطيع اللاعب الاستمرار وميدان التنافس لن يعترف في نهاية المطاف إلا بالأجدر وكما قيل فاقد الشيء لا يعطيه. * بين رواتب اللاعبين ورواتب الأكاديميين، من يغلب من؟ o العقود تختلف تماماً عن الرواتب، ويبقى الفيصل في تفاصيل العقود فبعض العقود الصغيرة هي أقل بكثير من رواتب الأكاديميين والعكس صحيح، وبشكل عام المواهب تستحق منا التقدير سواء في الجانب الرياضي أو الأكاديمي أو أي جانب يخدم المجتمع. o «الواسطة» لا تصنع النجوم، هل ترى في الوسط الرياضي نجوماً صنعتها الواسطة؟ o إذا كنا نتحدث عن نجوم بمعنى الكلمة فلا أعتقد أن الواسطة قادرة على صناعتهم مهما بلغ نفوذها، الواسطة قد تضعهم في إحدى الزوايا ولكن تأكد أنهم سيظلون باهتي اللون بلا بريق. o هل ترى أن التعصب الرياضي وصل مداه وبات الحوار المتزن غائباً؛ أم نعيش عكس ذلك حالياً؟ o الحوار بشكل عام لغة جميلة جداً وعنوان للرقي الحضاري في المجتمع ومطلب مهم من مطالب الحياة الأساسية، فنحن نتعلم ونستمتع عندما نتحاور فيما بيننا، وبغض النظر عن تقديرنا لظاهرة التعصب الرياضي أرى أن يستمر الوسط الرياضي بمناقشة قضاياه انطلاقاً من مبدأ الحوار الهادئ البناء لأجل تطوير الرياضة في وطننا الغالي، وأحب أن ألفت الانتباه إلى أن الكثير من الدراسات تشير إلى أن التعصب الرياضي هو المسبب الأول للشغب في الملاعب والقاعات الرياضية. o وهل للمدرسة دور في محاربة التعصب الرياضي المذموم؟ o المدرسة ركن أساس في محاربة التعصب بجميع مظاهره وأشكاله ومن ضمنها التعصب الرياضي ومن خلاله بناء منظومة القيم الأصيلة لدى النشء واعتماد مبدأ الحوار الهادف وتقبل الآخر وتعزيز قناعات الناشئة بأن التنوع والاختلاف مظهر من مظاهر الجمال في المجتمع. o بين القمر والشمس هل هناك ثمة مكان لميولك؟ o غابت شمس الميول مع رحلة الشباب وظهر القمر بدراً يضيء سماء المنتخبات الوطنية والرياضة بشكل عام. o لمن توجه الدعوة من الرياضيين لزيارة منزلك؟ o جميع الرياضيين مرحب بهم وكذلك غير الرياضيين. * هل سبق وأن أقدمت على عمل وكانت النتيجة تسللاً بلغة كرة القدم؟ o نعم حصل ذلك. o «العقل السليم في الجسم السليم» عبارة نشأنا عليها رغم خطئها؛ فكم من شخصية عبقرية لا تمتلك جسداً سليماً باختصار نريد منك عبارة رياضية بديلة لجيل المستقبل؟ o الأكاديميون دوماً يحبذون تحرير المصطلحات حتى ينجلي أي غموض يشوب المصطلح وتكون الصورة واضحة وإن كان لي حق السؤال فأنا أسألك (ما المقصود بعبارة الجسم السليم؟)، نحتاج فعلاً أن نتفق حول مصطلح «الجسم السليم». o ما المساحة الحقيقية للرياضة في حياتك؟ o أمارس الرياضة بشكل شبه يومي وأمارس كرة القدم بشكل متقطع كما أني غالباً أتابع الدوري السعودي للمباريات المهمة وكذلك المنتخبات الوطنية. o متى كانت آخر زيارة لك للملاعب السعودية؟ o آخر زيارة كانت العام 1413ه في استاد الملك فهد الدولي بالرياض. o أي الألوان هو السائد في منزلك؟ o الأبيض. o لأي الأندية تدين الغلبة في منزلك؟ * جميع الأندية حاضرة في منزلي ولكن قد تكون الغلبة للون «الأزرق» ولكن الجميع ينسجم عندما يلعب منتخبنا الوطني. *البطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟ * لكل من يدخل نوايا الناس بسبب موقف معين يستسيغ فيه عدة احتمالات. * ولمن توجه البطاقة الصفراء؟ * لأولئك الذين لم يستغلوا حتى الآن مقدرات الوطن والفرص المتاحة لهم في ظل رؤية المملكة 2030 لرسم مستقبلهم. * ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- أولى اهتماماً كبيراً ودعماً غير مسبوق هذا الموسم للأندية من خلال إبرام الصفقات وسداد الديون ويطمح لأن يكون دورينا من أفضل عشر دوريات بالعالم، ماذا ينقص هذا العمل؟ * ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- يرسم مستقبل الوطن على مختلف الأصعدة برؤية طموحة أساسها الاستثمار في الإنسان السعودي على هذا الثرى الطاهر شمل دعمه كافة قطاعات الدولة ومنها الأندية الرياضية ويظل التحدي الكبير لنا جميعاً أن نكون بمستوى ثقة سمو سيدي ولي العهد عندما قال للمواطنين السعوديين في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار «أعيش بين شعب جبار وعظيم». المنتخب السعودي د. العتيبي يكرم أحد الطلاب مع الدولي السابق شايع النفيسة د. العتيبي يتوج الفائزين في بطولة مدرسية