أبدى مدرب الباطن السابق يوسف الغدير رضاه عما قدّم مع السماوي خلال فترة إشرافه على الفريق منذ توليه الملف الفني قبل الجولة الثامنة من منافسات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وأكد على أنه قدّم المصلحة العامة على الخاصة عندما أخبر إدارة النادي عن اعتذاره مواصلة العمل على رأس الجهاز الفني. وتحدث مدرب «السماوي» السابق عن أبرز العوائق التي ربما تواجه المدربين الوطنيين، وكانت سبباً في عدم وضع بصمتهم على خارطة الكرة السعودية والتعاطي الإعلامي معه خلال فترة عمله الفني كونه المدرب الوطني الوحيد في المنافسات الرياضية هذا الموسم، وعن الفريق الأقرب لتحقيق لقب الدوري ومشاركة الأخضر في كأس آسيا 2019م بالإمارات خلال حواره مع «دنيا الرياضة»:- * ما شعورك عندما أعلنت إدارة الباطن توليك الدفة الفنية بشكل رسمي؟ * شعرت بثقة كبيرة ودفعة معنوية للأمام جعلتني أطمح لتقديم كل شيء، وأشكر إدارة الباطن على هذه الثقة الغالية. * لماذا فضلت عدم الاستمرار إلى نهاية الموسم؟ وكيف أخبرت الإدارة؟ * حقيقةً بعد مباراة الهلال رأيت أن الفريق يحتاج إلى هزّة أو موجة تغيير، على الرغم من أننا كنا نقدم مستويات فنية جيدة ولكن لم تنعكس على النتائج وبكل أمانة فكرت بمصلحة الباطن قبل مصلحتي الشخصية فربما التغيير ينعش الفريق من خلال شخصية المدرب البديل وطريقة لعبه وأسلوبه، أما بالنسبة لإدارة النادي فقد أخبرت الأستاذ ناصر الهويدي باعتذاري عن الاستمرار وكانت الأمور تسير بالشكل المثالي. قررت الابتعاد بعد مباراة الهلال.. وتجربتي ثرية * كيف تقيّم تجربتك التدريبية مع الباطن؟ * أرى أنها تجربة ثرية جداً تعلمت منها الكثير، وأشرفت على الفريق في الدوري وكأس خادم الحرمين الشريفين وذقت طعم الفوز والخسارة، مجال التدريب يحتاج إلى الصبر وهذا لا يخفى علينا كمدربين، تمنيت أنني قدمت أكثر لجماهير الباطن ولإدارة النادي الذي وجدت فيها كل التقدير، أيضاً كنت أطمح بعمل الكثير وكما شاهد الجميع في الجولات الماضية كان بإمكاننا خطف نقطة أمام المتصدر الهلال ونقطة أمام الأهلي ولكن الظروف لم تخدمنا وفي النهاية أرى أنها تجربة جيدة وراضٍ عما قدمت خلال فترة إشرافي على الفريق. * هل قرار إلزام الأندية المحترفة بوجود مدرب محلي ساهم في توليك قيادة الدفة الفنية بالباطن؟ * بالطبع، والشكر في المقام الأول لرئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة السابق تركي آل الشيخ الذي حثّ الأندية على ضرورة وجود مدرب وطني ضمن طواقمها الفنية، وأتاح لنا التواجد. * هل المدرب الوطني قادر على قيادة الأندية في الدوري الممتاز؟ * المدرب الوطني يستطيع ذلك بسهولة، متى ما توفرت له العوامل الهامة مثل منحه الفرصة والصبر والثقة بإمكاناته، وأهم عامل هو الأمان الوظيفي، تخيّل وأنا مشرف على فريق الباطن لم أحصل على تفريغ كامل، فأضطر إلى قطع مسافة 400 كيلو ذهاب وعودة إلى مقر عملي، هذا أكبر عائق يواجه المدربين الوطنيين، فليس من العقل أن أترك وظيفتي الرسمية وأتجه إلى عمل غير مضمون، وأنا أطالب بإعادة النظر في وضع كل من يخدم رياضة الوطن حتى لو بإيقاف الراتب الشهري أثناء فترة ارتباطي بعمل رياضي، ولكنني لا أزال أضمن العودة إلى عملي الأساسي لاحقاً، فالمدرب الوطني بإمكانه قيادة أكبر الأندية وهناك أمثلة كثيرة لمدربين أثبتوا نجاحاتهم مثل سعد الشهري وعبدالعزيز البيشي ويحتاجون إلى الفرصة فقط. * ما أبرز العوائق التي تواجه المدربين الوطنيين بصفة عامة؟ * الحرب ضد المدرب الوطني والتقليل من إمكاناته وعدم تشجيعه لتقديم المزيد، خصوصاً المدرب الذي يملك شهادات تدريبية عالية مثل (bro) تعادل مؤهلات المدربين الأجانب الذين تم التعاقد معهم بمئات الملايين، ولكن للأسف البعض في الإعلام أصبح يقيّم المدربين وينتقد بعض الأمور الفنية وهو لا يملك أي خبرة رياضية ولم يمارس لعبة كرة القدم. * كيف رأيت قرار وجود الثمانية محترفين الأجانب؟ -أرى أنها تجربة جيدة هذا الموسم ولكن مُبالغ فيها من ناحية العدد، فلو تم تقليصها إلى خمسة لاعبين ستكون أفضل ويعود ذلك بالفائدة على المنتخب واللاعب السعودي في أخذ فرصته ومشاركته بشكل مستمر، رأينا الكثير من اللاعبين قدّموا مستويات جيدة خلال المواسم الماضية ولكنهم الآن غائبين بسبب وجود اللاعبين الأجانب في مراكزهم. * كنت المدرب الوطني الوحيد في الدوري، كيف وجدت الدعم الإعلامي لك؟ * دعم الإعلام كان جيّدا نوعاً ما، ولكن عند تحقيق نتيجة إيجابية القليل من يشكر ويثني على العمل، وعند الخسارة الكل ينتقد ويحمّلك المسؤولية. سالم الدوسري أفضل لاعب سعودي.. ولقب الدوري لم يُحسم * كيف رأيت مشاركة المنتخب السعودي في كأس آسيا الأخيرة؟ * كانت مشاركة هشّة جداً، ومحبطة للشارع الرياضي سببها الجهاز الفني بقيادة بيتزي، إذ لم يوفق في قيادة «الأخضر» بالشكل المطلوب على الرغم من خبرته العريضة، وهناك أخطاء كبيرة أدت إلى ظهور المنتخب بمستوى هزيل. * لو كنت صاحب قرار في الرياضة السعودية ما هي القرارات التي ستتخذها؟ * الحديث عن الرياضة السعودية يطول، ولكن هناك أمور كثيرة لابد أن نتوقف عندها ونعيد دراستها وتحتاج إلى قرارات تصحيحية صارمة مثل توقف الدوري وبرمجة الفئات السنية والاهتمام بها وصناعة اللاعب السعودي التي أصبحت معدومة حالياً، كما نحتاج إلى هيكلة جديدة للكرة السعودية تساهم في تطوير اللاعب السعودي والأندية والمنتخبات الوطنية بجميع فئاتها. * برأيك هل لقب الدوري شبه محسوم في ظل فارق الستة نقاط بين الهلال والنصر؟ * لا، فاللقب لا يزال متاحاً للهلال والنصر والشباب والأهلي، بغض النظر عن المستويات الفارقة التي يقدمها النصر والهلال ولكن أيضا الأهلي والشباب مستمرين في حصد النقاط، والجولات المتبقية على نهاية الدوري من الممكن أن يحدث بها تغيير. * من اللاعب الأفضل هذا الموسم سواء أجنبي أو محلي؟ * بالنسبة للأجانب، فهدافي الهلال والنصر الفرنسي بافتيمي غوميز والمغربي عبدالرزاق حمدالله مهاجمين بارعين في تسجيل الأهداف، ودائماً يرجحان كفة فريقهما في أي مباراة، أما اللاعب السعودي الأبرز فأرى أن سالم الدوسري يُعد أفضل لاعب حالياً. * رئيس الباطن ناصر الهويدي، ماذا تقول له؟ * قيادي محنك يملك خبرة رياضية كبيرة كونه لاعب سابق، وأتمنى أن يُستنسخ أمثاله لقيادة أندية معدومة إدارياً، فهو رجل يملك فكرا رياضيا متطورا وعملا احترافيا فعليا، كما أنه يعشق النجاح وداعم كبير للمدربين الوطنيين الذي عملوا معه مثل نايف العنزي، وخالد القروني، ويوسف الغدير. * كلمة أخيرة تودّ أن تقولها؟ * وافر الشكر والتقدير لكم في صحيفة «الرياض» على إتاحة الفرصة عبر صحيفتكم الموقرة، وأشكر إدارة نادي الباطن برئاسة ناصر الهويدي وجميع جماهير السماوي، وأطلب منهم الوقوف خلف ناديهم فهم الداعم الأول، وأتمنى لهم التوفيق في الأيام المقبلة.