تعجب واستغراب، هو كل ما يبديه المتابعون لدوري جميل الممتاز لكرة القدم، بسبب الأفراح الكبيرة التي أظهرها لاعبو ومحبو نادي الباطن بعد تصدر الفريق لجدول الترتيب العام، عقب ختام الجولة الثانية فقط. وينظر الكثيرون إلى تلك الأفراح بمنظور المبالغة، كون الوصول للصدارة عقب الجولة الثانية، ليس هو الذي يستدعي اظهار كل تلك السعادة، والاحتفاليات، التي أظهرها اللاعبون قبل جماهيرهم، خاصة أن الفوارق النقطية ما زالت ضئيلة جدا، وبإمكان خسارة واحد، إعادة الفريق للصراع في مؤخرة الترتيب العام. لكن القريب من أروقة «السماوي»، كما يحب عشاقه تسميته، يعلم تماما أن تلك الأفراح ليست متعلقة أبدا بمسألة الصدارة وحدها، بل بنتاج العمل الكبير، الذي قدمته ادارة الفريق ولاعبوها منذ بداية المعسكر الاستعدادي لخوض الموسم الجديد من دوري جميل الممتاز، التي بدأت في الظهور جليا على أداء الفريق الفني ونتائجه، رغم عدم اكتمال الصفوف خلال الجولتين الأولى والثانية. الباطن، ذلك الفريق الذي بقي في دوري جميل الموسم الماضي وسط ظروف صعبة جدا، تمكن من تجاوزها بفضل حنكة ادارته، وتضحيات لاعبيه، خصوصا من أبناء النادي، يعلم تماما أن الصدارة عقب الجولة الثانية ليست نهاية المطاف، بل هي بداية المشوار الصعب، والصعب جدا، في دوري جميل الممتاز، حيث تحتاج الفترة المقبلة إلى عمل مضاعف، وجهد كبير من أجل تأمين البقاء مبكرا في دوري الأضواء، خاصة من قبل محترفيه ال (6)، حيث قدم الثلاثي البرازيلي المتواجد من الموسم الماضي مستويات متميزة، وقدم العراقي علاء مهاوي الاضافة اللازمة، فيما ما زال الحكم مبكرا على البرتغالي فالدو الهينهو، وفي انتظار الظهور الأول للمدافع البرازيلي لويس باولو، الذي يتوقع أن يكون اضافة قوية لفريق الباطن خلال المرحلة المقبلة. وعلى الرغم من ذلك، فإن أبناء حفر الباطن يريدون أن يعيشوا لحظاتهم، دون الظهور بمثالية كبيرة، مما يثير الشفقة نحوهم من قبل الجميع، ويحبط من معنوياتهم العالية عقب الانتصارين المتتالين، لذلك فهم يبدون سعادتهم الكبيرة بالصدارة بشكل علني، ودون مبالغة تقودهم نحو الغرور، مرددين بكل ثقة: «متصدر.. لا تكلمني!!» ناصر الهويدي معسكر داخلي يجهز «السماوي» لاختبار الشباب قررت إدارة نادي الباطن برئاسة ناصر الهويدي، وعقب التشاور مع الجهاز الفني للفريق الأول لكرة القدم بقيادة البرتغالي خواكيم ماتشادو، إقامة معسكر تدريبي داخلي بمدينة الرياض انطلاقا من مساء اليوم الخميس الموافق ال (24) من شهر أغسطس الحالي، وحتى ال (30) من نفس الشهر. وسيتخلل المعسكر التدريبي المكثف، إقامة لقاءين وديين، حيث سيلتقي الباطن بالنصر مساء بعد غد السبت، فيما سيواجه أولمبي الهلال في اليوم الاخير من المعسكر. يذكر أن البرتغالي ماتشادو قد منح لاعبيه فترة راحة لمدة (4) أيام عقب لقاء أحد الدوري، حيث عاود الفريق تدريباته مساء أمس الأربعاء، قبل أن يجري تدريبا أخيرا على ملعبه مساء اليوم، ليغادر بعدها للرياض، التي سيخوض الفريق خلال تواجده فيها لتدريبات مكثفة موزعة على حصتين في اليوم، رغبة من الجهاز الفني في زيادة معدل اللياقة والانسجام بين أفراد الفريق قبل لقاء الجولة الثالثة في دوري جميل، الذي يجمعه بالفريق المتجدد الشباب على أرض الاخير وبين جماهيره. علاء مهاوي مغادرة «علاء» تثير المخاوف في الباطن غادر علاء مهاوي المحترف العراقي للفريق الأول لكرة القدم بنادي الباطن أرض المملكة مباشرة، عقب انتهاء لقاء فريقه مع أحد، مساء الجمعة الماضي، في الجولة الثانية من دوري جميل الممتاز، وذلك من أجل الانضمام لمعسكر المنتخب العراقي، الذي ينتظر أن يواجه منتخبي تايلند والامارات في تصفيات آسيا المؤهلة لبطولة كأس العالم (2018) بروسيا. ويأمل عشاق ومحبو نادي الباطن ألا يتعرض مهاوي لأي إصابة خلال مشاركته مع المنتخب العراقي، وألا يؤثر انضمامه له على انسجامه مع باقي زملائه، خاصة أن المدرب البرتغالي للفريق، يعول كثيرا على فترة التوقف من أجل زيادة الانسجام بين الأجانب الجدد ولاعبي الفريق، اضافة لتطبيق المزيد من الخطط التكتيكية التي سينتهجها خلال الجولات المقبلة من الدوري الممتاز. يذكر أن علاء مهاوي قدم مستويات متميزة خلال الجولتين الماضيتين في دوري جميل الممتاز، وكان أحد أهم مفاتيح الانتصارين اللذين حققهما الباطن، من خلال فعاليته الكبيرة على المستويين الدفاعي والهجومي. خواكيم ماتشادو ماتشادو الباطن.. والعلامة الكاملة فرحة جنونية، كان يظهرها مدرب الباطن البرتغالي خواكيم ماتشادو مع كل هدف يحرزه الباطن، وبالخصوص خلال لقاء أحد الذي أقيم ضمن منافسات الجولة الثانية من دوري جميل الممتاز على أرض الباطن وبين جماهيره. والمتتبع لذلك، يعلم أن تلك الفرحة ما هي إلا انعكاس طبيعي لحجم العمل، الذي قدمه المدرب البرتغالي خلال الفترة الاعدادية في المعسكر الخارجي، وخلال لقاء العميد الماضي، الذي حاول الكثيرون التشكيك فيه، وفي الانتصار الذي حققه خلاله، رغم افتقاده حينها لاثنين من لاعبيه الأجانب، وهو ما جعله في كفة متساوية مع الفريق الاتحادي. لقاء أحد كان اختبارا حقيقيا للبرتغالي خواكيم ماتشادو، حيث كان يخوض اللقاء الأول له أمام جماهير الباطن، التي زادت طموحاتها، مما زاد الضغوط عليه من أجل اثبات أن ما تحقق خلال الجولة الأولى لم يكن وليد الصدفة، وهو ما نجح في اثباته من خلال أداء فني مميز، توجه بالانتصار بثنائية نظيفة، رغم التحفظ الدفاعي الذي أظهره الفريق الأحدي خلال اللقاء، والذي نجح باقتدار في فك طلاسمه من خلال التحركات المميزة للاعبيه، خصوصا الثلاثي البرازيلي، الذين نجحوا في مواصلة توظيف امكاناتهم من أجل الفريق. الثلاثي البرازيلي في الباطن (اليوم) ثلاثي الإبداع.. بالنكهة البرازيلية حينما يأتي الحديث عن الفريق الأول لكرة القدم بنادي الباطن، فلا يمكن لأي متابع رياضي، التغافل عن المستويات الكبيرة التي يقدمها الثلاثي البرازيلي المتميز جورجي سيلفا وتراباي أديسون وجوناثان بينتيس. البداية كانت بتواجد البرازيلي جورجي سيلفا، الذي كشف عن امكاناته من اللقاء الأول بدوري جميل الممتاز في الموسم الماضي، قبل أن ينضم له الثنائي أديسون وبينتيس في فترة الانتقالات الشتوية، ليشكلوا ثلاثيا هو الأبرز على مستوى الدوري السعودي الممتاز. الشارع الرياضي السعودي، وصف التعاقد مع هذا الثلاثي ب «ضربة المعلم»، نظرا للفوائد الفنية الكبيرة التي جناها الفريق من تواجدهم، فقد كانت لهم اسهامات كبيرة في بقاء الفريق البطناوي بدوري الأضواء لموسم اخر، وهو ما قاد إدارة الباطن على الإبقاء عليهم خلال الموسم الحالي. أما أكثر ما يميز الثلاثي البرازيلي الممتع، فهو شعورهم الجميل بالانتماء للفريق وللمنطقة، حيث بكى الثلاثي بحرقة كبيرة، عقب نجاح الباطن في البقاء بدوري جميل الممتاز بعد المباراة الفاصلة في الموسم الماضي، حتى إنهم يشعرونك بقتاليتهم واخلاصهم داخل أرضية الملعب، وكأنهم ولدوا أساسا في حفر الباطن. الباطن.. وشركاء النجاح يعتبر الفريق الأول لكرة القدم بنادي الباطن، من الفرق القليلة في دوري جميل الممتاز، التي تمتلك شركاء نجاح حقيقيين، يقدمون له العديد من الخدمات المميزة والرائعة منذ تواجده بدوري الأضواء في الموسم الماضي. ويعود ذلك إلى العلاقات المتميزة التي تمتلكها إدارة نادي الباطن، وعلى رأسها رئيس النادي ناصر الهويدي، صاحب الشعبية الجارفة في حفر الباطن، و«الرئيس الذهبي» كما يطلق عليه أبناء الباطن. الشركات والمؤسسات المختلفة في حفر الباطن، يستشعرون أهمية الدور الاجتماعي، الذي يجب أن يقدموه للمجتمع الذي يساهم في نجاحهم، حيث يعتبر الجانب الرياضي والشبابي أهم تلك الجوانب، ولذلك حرص شركاء النجاح على توفير ما يقارب ال (4000) تذكرة لجماهير الباطن، من أجل حضور لقاء الباطن وأحد، لتسجل «جماهير السماوي» أعلى نسبة حضور، حسب الاحصائيات الرسمية لدوري جميل الممتاز. الاستقرار يقود الجوعي للتألق برز اسم اللاعب عبدالله الجوعي من الفريق الأول لكرة القدم بنادي الباطن منذ الموسم الماضي، لكنه بات يقدم مستويات أكثر تألقا خلال الموسم الحالي لدوري جميل الممتاز، حيث كان أحد أهم الأوراق التي قادت الباطن لتحقيق الانتصار في الجولتين الماضيتين، وبالتالي تصدر جدول الترتيب العام. ابن ال (22) عاما، الذي تدرج من فئة الناشئين بنادي الهلال حتى وصل إلى الفريق الأولمبي، غادر أروقة الزعيم في الموسم الماضي باحثا عن فرصة لإثبات ذاته، فحط رحاله في أرض الباطن، الذي آمن بموهبته، فأعطاه الفرصة، لخوض (10) لقاءات، بدأ ثمانية منها بشكل أساسي، وقدم من خلالها أداء مقنعا، ساهم به في بقاء الباطن ضمن دوري الكبار. وأقنع الأداء المميز للجوعي، إدارة نادي الباطن بتجديد التعاقد معه لموسم اخر، ليقوده الاستقرار للتألق والابداع خلال لقائي الاتحاد وأحد، حيث كان أحد أبرز النجوم خصوصا في لقاء الجولة الثانية، الذي لعب تحت أنظار عشاق ومحبي نادي الباطن. أبناء حفر الباطن، يتأملون استمرار تألق عبدالله الجوعي، ليساهم في بقاء الباطن مبكرا بدوري الأضواء، ولما لا والتواجد في أحد مراكز المقدمة في سلم الدوري الممتاز. اللوحات الترحيبية تواجدت في أماكن عدة (اليوم) كرم الضيافة واللوحات الترحيبية.. تميز الباطن واصلت إدارة نادي الباطن سيرها على نفس النهج، الذي قدمته منذ صعودها لدوري جميل الممتاز في الموسم الماضي، حيث تحرص إدارة ناصر الهويدي على إقامة حفل عشاء للفريق الضيف عقب نهاية اللقاء مهما كانت نتيجته، كما تستبق اللقاءات التي تقام على أرضها بنشر اللوحات الترحيبية بالفريق الضيف سواء في الأماكن العامة أو داخل أسوار النادي. هذه البوادر الرائعة التي تقدمها إدارة نادي الباطن، لاقت القبول والاشادة من قبل الشارع الرياضي السعودي، الذي أكد أن التقارب والمحبة التي ينشرها أبناء حفر الباطن، هي من أهم القيم التي يجب التركيز عليها في المجال الرياضي، وهو ما يجب غرسه في الرياضيين النشء، من أجل نبذ التعصب، الذي بات ينخر في عصب الرياضة السعودية، خصوصا فيما يتعلق بلعبة كرة القدم.