حين يمر أي حديث عن السوق العقاري في المملكة تكثر التكهنات والتحليلات بشأنه ما يعكس أهميته لدى الجميع ومتابعة كل أخباره وتحليلاته وآخر تحديثات أنظمته وتشريعاته حتى أصبح الحديث عن السوق العقارية ميدانا للتنظير، ولو اعتبرنا أن العقار تخصص وعلم متوارث كغيره في ميادين التجارة والإدارة نجد أن السابقين من خبرائنا والممارسين للمهنة لم يهتموا كثيرا بالكتابة والتأليف في هذا التخصص المهم سوى عدد قليل من بعض رجال الأعمال والأكاديميين الاقتصاديين والعقاريين، إضافة إلى برامج الدراسات العليا للتطوير العقاري من قسم التخطيط العمراني بكلية العمارة والتخطيط بجامعة الملك سعود، والتي تعد أول كلية تدرس العمارة في الخليج العربي. وبعد إنشاء الهئية العامة للعقار واستحداثها لبرامج وتخصصات عقارية وإنشاء معهد يعنى بتقديم دورات تدريبية وإيجاد آلية وتعاون بينه وبين الشركات العقارية لتدريب المنتسبين الأمر الذي سيسهم في سن القوانين والتشريعات التنظيمية مع الجهات المعنية للصناعة المتينة وسد باب التنظير والفوضى لكل من أراد تشويه سمعة هذا القطاع الضخم ورجالاته، والذي يشكل نسبة من الناتج المحلي للمملكة، وتجدهم يتحينون الفرص للحديث عنه لجذب انتباه عواطف الناس التواقين بطبعهم للتملك.. بل والاستثمار أيضا. إذا أردت معرفة التوجه الحقيقي للسوق العقاري فابحث عن المتخصصين من عمالقة المستثمرين في المجال، ومن هم في الميدان والمهتمين بالإنجاز على الواقع. في مقابلة في برنامج تلفزيوني سئل وزير الإسكان ماجد الحقيل وهو من المعنيين فعلا بالواقع العقاري في هذه الفترة، فكان رده بعيدا عن التنظير العاطفي، وابحث أيضا عن العاملين في السوق ليل نهار ستجد لديهم التحليل المنطقي والإجابات الوافية لتوجه السوق الحالي، وحين تلحظ وتعرف من يستثمر في العقار من شركات عالمية وصناديق استثمارية ضخمة وكل صاحب سيولة تدرك وقتها متانة هذه الصناعة العريقة والسوق العقاري في المملكة.