الشاعر الجاهلي عَلْقَمَة بن عَبَدَة، من بني تميم من مُضَر بن نزار بن معد ابن عدنان كما عند ابن سلَّام الجُمحي، وقال عنه ابن قُتيبة: جاهلي من ربيعة الجوع، وقال عنه ابن حزم: شاعر مُضر في وقته، أورد له ابن سلَّام ثلاث روائع جياد لا يفوقهن شعر ومنها القصيدة التي نحن بصددها، والتي يصف فيها ظباء بيشة بقوله: فَقُلْتُ لها فِيئيِ فَمَا يَسْتَفِزُّني ذواتُ العُيُونِ والبَنانِ المُخَضَّبِ فَفَاءَت كَمَا فَاءَت من الأُدْمِ مُغْزِلٌ بِبِيشَةَ تَرْعَى في أراكٍ وحُلَّبِ وهو أول من شبه الظبي بالإبريق، وان كان الشاعر مُقِلّ مُغلَّب، ذكره ابن رشيق في باب الشعراء المُقلِّين والمُغلَّبين، وعدّه الضبي من أصحاب المُفَضَلِيَّات من شعراء الحكمة ومن جيد شعره في ذلك: وَمَنْ تَعَرَّضَ لِلْغِرْبَانِ يَزْجُرُهَا عَلَى سَلَامَتِهِ لَابُدَّ مَشْئُومُ وعن اشتقاق اسم عَلْقَمَة هو من الشيء المُرّ وكلُّ مُرٍّ علقم ولجودة أشعاره لُقِّبَ بالفحل، يقول الأصمعي الفحل من الشُّعراء هو من له مَزِيّةً تميزه على غيره،والفَحْل باللغة كما عند الفراهيدي، هو الكريم المُنْتَجَب ويقال فَحْلٌ فَحيلٌ، وأصله الفحل من الإبل المُتخذ للضِراب لكرمه وعتقه. وَهِم المعاصر الزركلي -يرحمه الله- فوضعه في الطبقة الأولى من فُحول الشُّعراء والصحيح كما عند ابن سلّام في الطبقة الرابعة من الفحول الجاهليين، فكما اشتهر طُفيل الغنوي بوصف الخيل اشتهر شاعرنا علقمة كذلك بوصف النَّعام وذكر ذلك الأعرابي، فيما نقل عنه الأصفهاني بقوله: "ولا وصف أحد نعامة إلا احتاج إلى علقمة بن عبدة". مات بن عبدة كما أخبرنا ابن سِيْده، قبل الإسلام بنحو 64 عاماً بخلاف اجتهاد الزركلي الذي سجل وفاته ب20 عاماً. باحث تاريخي *