تقدم السن يُفقد القدم بعضاً من قوتها ومرونتها نتيجة للتغيرات في الجلد والمفاصل. وتزداد القدم انبساطاً وتفقد الدهون المبطنة للجلد والتي تمنحها الحماية والمظهر الصحي والحيوي. هذا لا يعني بالضرورة أن تصبح القدمان مؤلمتان مع تقدم العمر أو أن يتراجع نشاطهما عما كانتا عليه في سن سابق ولكن في المقابل عليك الاهتمام بالقدمين ومنحهما العناية الصحية اللازمة. ما التغيرات الطبيعية التي تحدث في القدمين مع الشيخوخة؟ مع التقدم في السن يشيخ كل جزء من الجسم لا سيما القدم لأنها تتعرض طوال حياتنا وعلى نحو متكرر لكثير من الضغط وتحمل وزن الجسم وتخضع للاحتكاك والإصابات الصغيرة. وتشمل التغيرات الطبيعية التي تحدث في القدمين مع مرور الوقت ما يلي: ترقق الجلد أوجاع في المفاصل انخفاض قوة العضلات بالإضافة إلى ذلك تكون القدم أكثر عرضة لخطر الإصابة والألم في الحالات التي تؤدي إلى ما يلي: التأثير على العصب المغذي للقدم أو الأوعية الدموية التي تمد القدم بالدم. التأثير على العظام والعضلات والمفاصل أنفسهم. تورّم القدمين. ويشمل ذلك: مرض الشرايين الطرفية الدوالي داء السكري فشل القلب التهاب المفاصل الروماتويدي مرض الكلية ما آثار الشيخوخة على الطريقة التي تعمل بها القدم؟ تتمتع القدم الشابة بالقوة والمرونة فهي تحتوي على أقواس تربطها أوتار مرنة تسمح للقدم بالحركة بمرونة تامة. فالمفاصل تتميز بالمرونة والعظام قوية والجلد صحي ومتماسك والدورة الدموية فعالة وبالتالي يكون التئام الجروح سريعاً. ومع مرور الزمن تطال الشيخوخة أجزاء القدم فتجعلها أقل مرونة، وتدريجياً تقل قدرة القدم على مقاومة الضغوط المتكررة عليها مثل الضغط الناجم عن وزن الجسم ودرجات الحرارة الشديدة. فقدان المرونة تفقد القدم مرونتها مع التقدم في العمر حيث تفقد الأوتار شدتها وكفاءتها وهذا يقلل من قدرة القدم على تحمل الضغوط أو الحركة بمرونة فيصعب عليها مثلاً القفز عن الكرسي برشاقة. بالإضافة إلى ذلك قد تتدهور مرونة المفاصل بين العظام حيث تزداد خشونة مع مرور الزمن وتصبح حركة المفاصل البسيطة بين عظام القدم صعبة ومؤلمة. يكثر التهاب المفاصل وتدهورها على الأرجح في الحالات التالية: إصابة بالغة في القدم. إصابات القدم المفرطة نتيجة الأنشطة الرياضية كالجري. . التهابات المفاصل مثل الروماتيزم أو الذئبة الحمامية الجهازية التي تؤثر على القدمين. . النقرس. إن عدم وجود المرونة في المفاصل جنبا إلى جنب مع ارتخاء الأقواس وفقدان مرونتها يمكن أن يؤدي إلى التغيير في شكل القدمين. فيحدث في كثير من الأحيان التهاب الكاحل والمفصل تحت الكاحل ومفصل الإصبع الكبير في القدم. فقدان القوة مع التقدم في السن تفقد العضلات بعضا من قوتها. هذا تأثير تدريجي حيث تبلغ قوة العضلات ذروتها في العشرينات من العمر وبداية الثلاثينات. تصبح عظام القدم أيضا رقيقة مع تقدم العمر وتزداد سوءاً مع وجود أمراض مثل ترقق العظام osteoporosis (هشاشة العظام). على كل حال يزداد ترقق العظام مع التقدم في السن وهي عملية طبيعية ولكنها تتفاقم مع التدخين وعدم ممارسة الرياضة. كما أن ترقق العظام يصبح أكثر سوءاً بين المرضى ممن لديهم ما يلي: ضعف كمية فيتامين (د). الجرعات العالية أو العادية من المنشطات. أدوية كمال الاجسام الستيرويد (المنشطات). فرط نشاط الغدة الدرقية. قضاء فترات طويلة بدون حدوث الدورة الشهرية للأسباب التالية: الحمل والرضاعة. وسائل منع الحمل التي تثبط الدورة الشهرية مثل Depo-Provera. حالات انقطاع الطمث المبكر ومرض فقدان الشهية العصبي الذي يؤثر على الدورة الشهرية عند النساء. فشل الخصية andropause. فيروس نقص المناعة HIV. فقدان الدهون مع تقدم العمر يصبح الجلد أقل مرونة ويتضاءل الدهون في هيكل القدم. وهذا يقلل من طبقة الدهون المبطنة للجلد والتي تحمي القدم مما يزيد من التعرض للضرر. ومع مرور الزمن تقل طبقة الدهون في أخمص القدم وهذا هو الحال بشكل خاص عند من يلبسن الكعب العالي كثيراً وعند المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي، مما يؤدي إلى الألم (ألم في مشط القدم) وتكوّن الكلس (الكلس هو منطقة سميكة من الجلد). ويساعد استخدام الحشوات الطبية داخل الحذاء في تخفيف الحالة. انخفاض معدل تجدّد خلايا الجلد مع التقدم في العمر يقلل من قدرة التئام الجروح في الجلد. انخفاض طبقة الدهون في القدم يؤدي إلى جفاف الجلد الأمر الذي يسهم في حدوث تشققات الكعب وتكوّن الكلس. انخفاض طبقة الدهون في قاع القدم يقلل من الحماية فتزداد الحساسية للألم. التورّم يزداد تعرض الساق والقدم إلى التورّم مع التقدم في السن. ويعمل التورّم على إضافة ضغط زائد على هيكل القدم. وهناك أسباب كثيرة لذلك، منها: * فقدان مرونة أوردة الساقين. * فقدان قوة العضلات في الساقين (عضلات الساقين هي جزء من آلية ضخ الدم مرة أخرى صعودا إلى القلب). * أمراض القلب. * بعض الأدوية. تغيرات على أظافر القدم عادة ما تصبح أظافر أصابع الأقدام أكثر سمكا وأكثر هشاشة مع التقدم في السن بسبب تباطؤ نموها مع الشيخوخة. وتزداد حدة هذه السماكة بسبب ظروف صحية مثل اضطرابات الغدة الدرقية ومرض الشرايين الطرفية. العدوى الفطرية لأظافر القدم يمكن أيضا أن تسبب سماكة الأظافر. ضعف وصول الدم إلى القدم وصول الدم إلى الأجزاء البعيدة (أو الطرفية) من الجسم هو الأكثر احتمالا أن يتأثر بضعف الدورة الدموية بسبب ظروف صحية مثل تصلب الشرايين atherosclerosis. وتميل الأوعية الدموية إلى أن تضيق مع التقدم في السن, ويزداد الأمر سوءاً مع وجود الأمراض التي تسبب تورم الساقين مثل الدوالي. وهذا يقلل من قدرة القدمين على التئام الجروح والإصابات الطفيفة سريعاً. حالات صحية تتعلق بالقدم الحالات التالية يمكن أن تحدث نتيجة الإساءة في التعامل مع القدم بالتزامن مع الشيخوخة: . الأورام: نتوءات عظمية في قاعدة إصبع القدم الكبير. الأسباب الأكثر شيوعاً هي: ارتداء الأحذية الضيقة في مقدمتها بحيث تضغط على أصابع القدم. ارتداء الكعب العالي الذي يؤثر غلى أصابع القدم. ورم عصب مورتون: وهو العصب المتوسع، ويكون أكثر شيوعا في النساء من الرجال، ويسبب الألم، واحساس بالحرقة والوخز أو الخدر في القدم أو بين أصابع القدم. ويمكن أن ينتج أيضاً عن ارتداء الأحذية الضيقة جداً. التهاب اللفافة الأخمصية: ويعني التهاب الأنسجة في الجزء السفلي من القدم. وأكثر أعراضه شيوعاً هو ألم في الكعب. كما يعدّ التهاب المفاصل وارتداء الأحذية غير المريحة للكعب من الأسباب أخرى. كيف يمكنني أن أحمي قدمي من آثار الشيخوخة؟ الأحذية مع التقدم في السن من المهم أن يكون الحذاء ليناً ودافئاً بما فيه الكفاية، مع تجنب الأحذية الضيقة التي تحتك بالأصابع لأنها تؤدي إلى ألآم في القدم. (تحدّ هذه الأحذية من وصول الدورة الدموية بكفاءة أو تضغط على الجلد فتؤذيه). ينبغي تجنب الكعب العالي واختيار الأحذية التي تدعم القدمين وتعزز ثباتهما. ارتداء الحذية المصنوعة من الجلد أو من الصناعات اليدوية من مواد لا تمنع تهوية القدم. الحفاظ على القدمين دافئة وارتداء الجوارب في الطقس البارد والتأكد من لبس الجوارب بالشكل الصحيح أثناء انتعال الحذاء. ارتداء الأحذية التي تدعم مرونة القدم، من المفيد أن تكون بطانة الحذاء موسّدة بطبقة لينة. إذا كانت القدمان تصابان بالتورم بين الحين والأخر فالأفضل اختيار حذاء واسع لاستيعابهما. اختيار المقاس المناسب للجوارب. تجنب المشي حافي القدمين حتى في الأماكن المغلقة. التمارين تمرين القدم على نحو منتظم. العناية بالبشرة . الإعتناء بجلد القدمين عن طريق إزالة الجلد القاسي الذي يمكن أن يكون أرضاً خصبة للجراثيم (البكتيريا) والتي يمكن أن تؤدي إلى تشكيل الكلس. وترطيب القدمين بانتظام والتخلص من القشور وطبقات الجلد القاسي باستخدام الحجر الخاص بالفرك (حجر الخفاف) . إذا ظهرت البثور في القدم والأورام أو أي تشوهات في القدمين مثل انعكاف الأصابع أو ضعف المرونة فينصح بزيارة الطبيب المختص في تشخيص وعلاج اضطرابات القدم (طبيب القدم أو اختصاصي علاج القدم) . استخدام كريمات الترطيب بعد غسل القدم للمساعدة في إبقائها ناعمة وخالية من مناطق الجلد السميكة (الكلس) والشقوق. وينصح أيضاً بتقشير البشرة بلطف لحمايتها من العدوى والالتهاب. تقليم وبرد الأظافر بشكل مستقيم وليس بشكل مستدير وذلك لمنع نمو الظفر الغائر. والحرص على تقليم الأظافر بالمقص الخاص بذلك وليس المقص العادي. فحص القدم يوميا مع اتخاذ اللازم لعلاج أي جرح أو شقوق في الجلد مباشرة حال ملاحظتها. عند وجود مشاكل مستمرة في القدمين فينبغي النظر في اتخاذ إجراءات وقائية مع القيام بزيارات منتظمة إلى اختصاصي الأقدام للمساعدة في الحفاظ على صحة القدم. الصحة العامة ينصح الأطباء بالاعتناء بالمشاكل الصحية الكامنة في الجسم قدر المستطاع. والحالات التالية تستدعي فحص القدمين على نحو منتظم: داء السكري. مرض الشرايين الطرفية. مشاكل في أعصاب القدم. تشوه القدم. تشوهات أظافر القدم. تغيرات القدم مع تقدم العمر نتوءات عظمية في قاعدة إصبع القدم الكبير ينصح الأطباء بالاعتناء بالمشكلات الصحية الكامنة في الجسم ينصح بتمرين القدم على نحو منتظم