بات الفشل الفضائي مرادفاً لفشل نظام الملالي بعد إخفاقه للمرة الثانية في إطلاق قمر صناعي إلى الفضاء، وسط مخاوف دولية من نيات إيرانية غير بريئة لاستغلال تقنيات الفضاء للتستر على تطوير برنامجها الباليستي والنووي، في انتهاك جديد للقرارات الأممية المجرمة لذلك. وكشفت صور صادرة من الأقمار الصناعية، نشرتها شركتا «ديجيتا غلوب» و»بلانيت» المتخصصتان في تحليل البيانات عن إجراء إيران ثاني محاولة لها خلال أقل من شهر لإطلاق صاروخ يحمل قمراً صناعياً من قاعدة الخميني للفضاء. وأظهر تحليل بيانات الصور أن الصاروخ الإيراني تم إطلاقه الأربعاء الماضي، وترك آثار احتراق على منصة إطلاقه قبل أن يختفي في الفضاء. ورأى ديفيد شميلير خبير تحليل البيانات بمعد ميدلبوري للدراسات، أن آثار الاحتراق بمنصة الصاروخ تدل على إطلاقه، مؤكداً فرضية فشل الصاروخ في تحقيق هدفه، في وقت صمتت خلاله طهران، ولم تسارع للإعلان عن تجربتها. وكانت إيران قد فشلت في منتصف يناير الماضي، في عملية مماثلة لإطلاق ما وصفته بالقمر الصناعي للفصاء، حيث صرح وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد أزاري جهرومي، أن عملية الإطلاق فشلت في إيصال القمر إلى مداره، وعزا الفشل إلى عدم قدرة الصاروخ الحامل للقمر على الوصول إلى السرعة المطلوبة في المرحلة الثالثة من عملية الإطلاق. وتأتي المحاولات الإيرانية وسط مخاوف دولية من استغلال إيران لعباءة علوم الفضاء من أجل التستر على الأبعاد العسكرية في برنامجها الباليستي والنووي، واستخدامها للصواريخ بعيدة المدى المخصصة للأقمار الصناعية التي تتطابق في تكنولوجيتها مع الصواريخ الباليستية في إطلاق رؤوس حربية، وبالتزامن مع مواصلة طهران محاولات الوصول إلى تطوير صاروخ باليستي قادر على حمل رؤوس نووية. كما تتضمن المخاوف الدولية من صواريخ إيران، مساع الأخيرة في إطلاق أقمار التجسس الفضائي، واستخدامها في عملياتها العسكرية الموجهة ضد دول المنطقة، وتهديد مضيقي باب المندب وهرمز الحيويين لتجارة العالم، ومن ثم تهديد الأمن والسلم الدوليين. وكانت الولاياتالمتحدة الأميركية قد حذرت من استمرار النظام الإيراني في إطلاق الصواريخ للفضاء، مؤكدة أن طهران تنتهك بذلك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، المندرج ضمن الاتفاق النووي للقوى الكبرى، وينص على أن تحجم إيران عن تطوير الصواريخ الباليستية المصممة لحمل رؤوس نووية، وذلك لمدة تصل إلى ثماني سنوات. في غضون ذلك، كانت وسائل إعلام دولية قد كشفت عن مشروع سري إيراني يحمل اسم «مشروع آماد»، يهدف إلى تصميم واختبار وإنتاج أسلحة نووية، وأن طهران جعلت المشروع طور السرية حتى تكون جاهزة لإنتاج سلاح نووي في أي وقت، ونيتها تطوير خمسة رؤوس نووية على الأقل. ويطالب مراقبون دوليون بضرورة تحرك الوكالة الدولية للطاقة الذرية للقيام بعمليات تفتيش لجميع المواقع الإيرانية المشبوهة نووياً، وحصر الإمكانات والمواد المرتبطة بها؛ بهدف التحقق من النيات غير السلمية لإيران.