يحكى أن ذبابة وقفت على نخلة عملاقة فعندما همَّت الذبابة بالرحيل قالت للنخلة: أيها النخلة خذي احتياطاتك وتمسكي فإني راحلة عنك، فردت النخلة في استعلاء لهذا الحشرة بعد أن كادت ألا ترد ارحلي أيتها الحقيرة فو الله ما شعرت بك وفي وجودك حينما وقفت عليّ فهل سأتأثر إذا رحلتي عني. يتذكر أحدنا هذه القصة وهو يتابع الحملة الإعلامية القطرية المأجورة ضد بلادنا حينما تتعمد تلك القنوات بتخصيص مساحات واسعة للأحاديث الكاذبة عن المملكة وجعلتها على رأس قضايا الخريطة البرامجية الخاصة بها. إن وسائل الإعلام القطرية والإخوانية وفي مقدمتها قنوات الجزيرة أضحت تمارس أسلوباً إعلامياً ممجوجاً بخطة مدبرة مسبقاً وباتت مدمنة على حملات الكذب والتضليل لاسيما في كل ما يتعلق بقضايا وأحداث المملكة العربية السعودية، حيث تتعمد كافة وسائل الإعلام القطرية المقروءة والمسموعة والمرئية استهداف المملكة عبر إطلاق سيل من الإشاعات والافتراءات بهدف طمس الحقائق والوقائع ومن أجل صرف الأنظار عن قيام تنظيم الحمدين بتمويل ورعاية الإرهاب على المستويين الإقليمي والعربي. إن الحملة الإعلامية غير المسبوقة ضد المملكة يقف وراءها الإعلام القطري والإخواني وتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك أطرافاً عديدة تحاول تحقيق مآرب خاصة، ولكن أنَّى لها أن تصل إلى هدفها المتمثل في الإساءة إلى المملكة أو تعطيل الخطط الإصلاحية الكبرى التي تشهدها بلادنا خلال هذه الفترة والتي يقودها مهندس الرؤية الطموحة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز سواءً على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو العسكري. وهو الأمر الذي يجعل تلك القنوات في وضع تخبط مستمر وتعمد إلى التغير من مواقفها وسياساتها الإعلامية بين الحين والآخر. ويفقد الإعلام القطري بعد أكثر من عام على المقاطعة مصداقيته ومهنيته تماماً وأصبح مقروناً بالكذب والتضليل سواء على المستوى العربي أو العالمي حيث عزف الكثيرون عن متابعته، ولم يعد أحد يصدق ما يقوله أو ما يردده وهو الأمر الذي يتضح جلياً في التراجع الحاد لنسب المشاهدة للقنوات القطرية والإخوانية التي تبث من تركيا وبالتالي لن تنجح الحملات الإعلامية المشبوهة التي تشنها وسائل الإعلام القطرية ضد السعودية. لقد ساهمت قرارات المملكة الإقليمية والعربية والعالمية في إظهاره الإعلام القطري على حقيقته باعتباره مجرد بوق وحملة تلفيق يتبناها تنظيم الحمدين في قطر ولعل تلك القرارات فضحت أبعاد وحقيقة علاقة نظام تميم بالجماعات والتنظيمات الإرهابية والكشف عن أوجه التمويل والرعاية التي تقدمها قطر للإرهاب والإرهابيين والمرتزقة المنتشرين لتحقيق أهداف ذلك التنظيم. لقد تجاوز الإعلام القطري أبسط القواعد المهنية والمبادئ والقيم الإعلامية، وأصبح يسخر العشرات والمئات من الإعلاميين والكتاب لنشر الادعاءات المغرضة ضد دول المقاطعة ويتخصص كثيراً للنيل من سمعة ومكانة المملكة. إذا كان الإعلام القطري يتوقع أنه بهذه الممارسات يعتقد أنه سيضغط على المملكة للعدول على قراراتها فهو في منزلة الذباب الذي يعتقد أنه عندما يغادر النخلة الباسقة إنها ستتأثر بل أستطيع أن أجزم أنه بهذه الأساليب الرخيصة سيزيد الأزمة القطرية بل سيوجهها إلى مزيد من العمق.