حين تستشعر الحيوانات الهزيلة دنو الخطر ترتعد فرائصها فزعًا وخوفًا من اقتراب المصير، فتعمد إلى فرد أجنحتها ونفش ريشها وإيقاف شعرها خيلاء، حتى تبدو أكبر حجماً وأكثر نفوذا، مظنة أن هذا النفخ وهذا النفوذ الزائف سوف يكفل لها دوامها وبقاءها، هذا ما يفعله الاقزام قولاً ومعنى، وما فعلته طهران تمامًا حين عمدت الى أذنابها الحوثيين بإطلاق الصواريخ البالستية الى أجواء المملكة، وكذلك ما فعلته قناة الجزيرة حين استقطبت محللين سياسيين مأجورين ليبثوا تحليلاتهم المسمومة على الملأ وليبدوا آراءهم في الهجمات الصاروخية وتداعياتها في المنطقة، إيران المحملة بالضغوطات الداخلية المتمثلة في انهيار الاقتصاد وتذمر الشعب من الأوضاع المزرية فيها، والضغوطات الخارجية من قبل المجتمع الدولي لم تجد لهذه الضغوطات مفرًا سوى هذا العدوان، كما أن الجولات المكوكية التي يقوم بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية أقضت مضاجع الأنظمة في طهران والدوحة وحطمت أحلامهم وأذهبت ما بقي فيهم من عقول. لم يكن استهداف أراضي المملكة بصواريخ بالستية عدة من قبل أذناب إيران في اليمن أمرًا مستغربًا رغم فداحة هذا التطور وشناعة هذا العدوان، فالنفوس النتنة والأجواف الخاوية التي باعت دينها ووطنها بعرض من الدنيا قليل، لا غرابة أن تقوم بعدها بأي عمل مستهجن شنيع. هذا العدوان وإن بدا تطورًا خطيرًا على الصعيد العسكري غير انه يعد مؤشرًا قويًا على ارتفاع مستوى الخذلان واليأس الذي قد احاط بهم معنوياً، وهو دليل ايضاً على أن الايام الأخيرة لهذه المليشيات قد باتت معدودة وفي رمقها الأخير، مع الاخذ بعين الاعتبار بأن دفاعاتنا الجوية قادرة بإذن الله على التصدي واعتراض أي صاروخ يمكن أن يصل إلى أجواء المملكة. لاشك أن تزامن اطلاق هذه الصواريخ مع حزمة الاتفاقيات والشراكات التي قام بها ولي العهد دليل على أن تلك الاتفاقات كانت في حد ذاتها عاملاً مزعجاً أقض مضاجع إيران وأذنابها. يحكى أن ذبابة وقفت على نخلة عملاقة فهمَّت هذه الذبابة بالرحيل فقالت للنخلة استمسكي يا نخلة فإني راحلة عنك، فردت النخلة في استعلاء وشموخ على هذه الحشرة الحقيرة، ارحلي فوالله ما شعرت بك حينما وقفتِ عليّ فهل سأتأثر إذا رحلتِ عني.. انقلوا عنا هذه المعلومة الى نظام الحمدين.