ساهم مهرجان الزيتون بالجوف في النسخ الاثنتي عشرة الماضية بالتعريف بشكل مميز بهذا المنتج الثمين وبالجهود الكبيرة التي بذلها مزارعو الجوف لإنجاح زراعة وتسويق منتجات الشجرة المباركة التي زرعت للمرة الأولى قبل 48 عاماً عن طريق أحد أهالي سكاكا المرحوم الشيخ عايض الزيد الواكد الذي أتى بها من بلاد الشام حتى انتشرت زراعتها ليصل عدد أشجارها اليوم إلى 16 مليون شجرة بما يعادل أكثر من 2 % من أشجار الزيتون في العالم منتجة 40 ألف طن من ثمر الزيتون سنوياً يستخرج منها 4 آلاف طن من زيت الزيتون النقي ذي الجودة والسمعة المميزة. أخذ مهرجان الزيتون لهذا العام منحنى جديداً فهو النسخة ال 12 محلياً والأولى دولياً بمشاركة الإمارات العربية المتحدة وهو ما يضيف بعداً واهتماماً دولياً بهذه الثمرة الثمينة، وأصبح يسمى المهرجان الدولي للزيتون بالجوف. زادت الأرقام المسجلة في المهرجان لهذا العام من تميزه حيث أعلن عن وصول كمية زيت الزيتون المتوفرة في المهرجان إلى 100 ألف لتر، وكمية المتوفر من ثمار الزيتون إلى 15 ألف كيلو وهو ما يعكس سخاء هذه الشجرة وأهمية وجود استراتيجية تصنيع وتسويق وتصدير. تنظيمياً، حظي المهرجان بتميز واختلاف واتضحت اللمسات المخلصة لرئيس اللجنة العليا للمهرجان أمين منطقة الجوف المهندس درويش الغامدي والعاملين معه في المهرجان بفقرات وفعاليات ونشاطات ومشاركين في غاية الجاذبية والمتعة والتنظيم وهو ما انعكس على عدد الزوار وحجم المبيعات ومستوى الاهتمام إعلامياً وشعبياً. إعلامياً، حظي المؤتمر بتغطية ونشاطات إعلامية استثنائية صنعها فريق إعلامي استثنائي بقيادة خبير وإعلامي وطني نشيط جداً ومميز هو الأستاذ منصور المزهم والذي اختير رئيساً للجنة الإعلامية للمهرجان فظهر المهرجان كما يجب بصورة مختلفة عن النسخ السابقة. كنت وما زلت أعتقد أن الاهتمام بزراعة الزيتون في الجوف لا يجب أن يقتصر على الاهتمام بالمهرجان السنوي ويجب أن يمتد لتكوين استراتيجية وطنية شاملة تعتني بصغار المزارعين والتحديات التي تواجههم وعمليات التسويق والتصنيع والأبحاث والتصدير وتهتم بنشر هذه الزراعة في مدن أخرى لأنها فرصة وطنية حقيقية وميزة تنافسية يمكن من خلالها تحقيق مرابح تنموية للمملكة. ولأفهم أكثر عن ما إذا كان هناك استراتيجية لتطوير هذا النشاط توجهت بسؤالي عدة مرات إلى المتحدث باسم وزارة البيئة والمياه والزراعة الدكتور عبدالله أبا الخيل وسعادة وكيل الوزارة الأستاذ منصور المشيطي عبر حساباتهم الموثقة في تويتر ولم يصل أي رد.. ولذلك رأيت أنه من الأهمية إعادة الدعوة لجعل التميز الذي نشاهده في مهرجان الزيتون لهذا العام تميز مستمر طوال العام من خلال استراتيجية شاملة تستغل الفرص المتاحة في سلة غذاء المملكة وأرضها الخصبة ومائها العذب لدعم الأمن الغذائي السعودي والتصدير الخارجي لمنتج يحظى بالقبول الواسع والقيمة العالية.