تطرق معالي وزير التعليم د. حمد آل الشيخ في ورشة عمل قيادات التعليم المنعقدة مؤخراً لعدة أمور من ضمنها "الاهتمام بالقراءة والكتابة" والتي ناشد بها الكثير من التربويين ومعلمي الأجيال وخاصة في مراحل التأسيس الأولى مع المتابعة المكثفة والدورية في الصفوف العليا، حيث لاحظنا في السنوات الأخيرة تدني المستوى التحصيلي للطلاب والطالبات في مهارتي القراءة والكتابة وسوء الخط الذي يرجع إلى قلة الاهتمام بالكتابة، فإذا تم العمل على هاتين المهارتين بطريقة مركزة سنلاحظ مع مرور الوقت تحسناً ملحوظاً في مستويات الطلاب فأنا مع عودة "دفاتر النسخ" والذي يستخدمه بعض المعلمين للأسف كوسيلة للعقاب وليس للعلاج، ولكن إذا تم استغلاله بطريقة صحيحة وسليمة سنجد كتابة سليمة مع خط جميل. بالإضافة إلى التركيز على القراءة اليومية لدرس القراءة كاملاً وعدم الاكتفاء بمقتطفات أو جمل شريطة أن لا يكلف المعلم بمبادرات أو أعمال كتابية تصرف جهوده وتثقل كاهله وتشتت فكره، وهذا الأمر ينطبق أيضًا على مادة اللغة الإنجليزية حيث تعد القراءة والكتابة ضمن مهارات المادة الأساسية، حيث يفضل عدم الاكتفاء بسجلات الإنجاز في المرحلة الابتدائية والمتوسطة فقط بل يجب أن يكون هناك دفاتر خاصة للملخص السبوري مع ضرورة تكثيف الإملاء اليومي وتفعيل جزئية القراءة الموجودة بالدرس بطريقة فاعلة وشاملة لجميع الطلاب بالفصل. ومن المحاور التي ذكرها معاليه: "لا مزيد للاهتمام بالحفلات والبرامج التي لا تدعم مستوى التحصيل الدراسي". هذا الأمر منطقي جدًا حيث إن كثيراً من البرامج والحفلات فيها من استنزاف الجهود وسرقة وقت العمل الثمين والهدر المادي الذي يثقل في كثير من الأحيان كاهل المعلم وولي الأمر بمتطلبات ليس لها نفع مجدٍ سوى أن تصبح نظرة ولي الأمر للمدرسة "عبئاً آخر "من أعباء الحياة، وهي التي تعتبر بوابة العلم والمعرفة وكذلك الحال بالنسبة لإدارات التعليم. كما ذكر معاليه: "التخفيف من المبادرات" حيث أصبح الميدان التعليمي يعج بالكثير من المبادرات التي أصبحت للأسف علامة على تميز المؤسسة التعليمية، نحن مع الفكر المبدع الذي يخترق حاجز التقليدية وينطلق في عالم الابتكار النافع ولكن بشرط أن تتوفر في هذه المبادرة الواقعية والحرص على الصالح العام الفعلي، وأن تخدم مصلحة المؤسسة التعليمية وليس أفراداً بذاتهم، هي فرصة للنهوض بمستوى التحصيل الدراسي وفرصة للتطوير المهني. وكما نوه معاليه إلى ضرورة "الاهتمام بنواتج التعليم وجعلها شغلها الشاغل للجميع" وهذا أمر في غاية الأهمية ويحتاج إلى تضافر الجهود من جميع الفئات مع التركيز الفعال على المخرج التعليمي بعيداً عن الممارسات الشكلية عديمة الفائدة. وكنت أتمنى لو تطرق معاليه إلى ضرورة تدريب المشرف التربوي، حيث يعد من أهم الروافد التي تغذي الميدان وليس الاكتفاء فقط بالدورات الصيفية التي تعقد من قبل مشرفين تربويين في الإدارات التعليمية، حبذا لو كانت هناك دورات تخصصية تخدم مشرف المادة وخاصة مشرفي اللغة الإنجليزية حيث تندر فرص تطوير المشرف التربوي فيها. كلنا نعلم جيداً أن الميدان التعليمي - ولله الحمد - يزخر بالطاقات المبدعة وبالقدرات المخلصة من معلمين ومشرفين وقيادات حكيمة نلتمس منها الخير الكثير، ولكن "سوء توظيف" هذه القدرات بتوجيهها إلى وجهات لا تعكس حجمها وقوتها مما ولّد لديها "قلة الدافعية" والاستسلام السلبي للمعطيات مع الرفض التام للتغيير حتى لو كان مثمراً، وإذا كان هناك هدر في الوقت فهناك أيضاً هدر للجهود.