ألاحظ عند خروجي للبر بعد هطول الأمطار، وبداية خروج الربيع، وخروج الناس في بعض المتنزهات والفياض والروضات، خاصة القريبة من الرياض، أن هناك مخلفات من قبل بعض المتنزهين، ولو أن الدولة لم تقم بعمل الحماية على هذه الفياض بعمل التشبيك عليها، لكان قد قضى على البيئة هؤلاء العابثون، ولدخلت سياراتهم وعاثت فيها، ورغم أنها لا تسلم من المخلفات، مثل البلاستيك والأوراق والمعلبات والمناديل. وكان من المفترض أن يتركوا أماكنهم نظيفة، ويزيلوا ما بعدهم من مخلفات في أكياس بلاستيك، ويتم رميها في حاويات الزبالة التي قد وضعتها الدولة في تلك الأماكن، أو أخذوها معهم، حتى إذا دخلوا الرياض وضعوها في أقرب حاوية أو برميل، لذلك المطلوب من جميع المتنزهين المحافظة على البيئة؛ لأن هذه المخلفات تضر التربة، وتسهم في التلوث، وتضر المخلوقات والنباتات البرية. وأقترح أن تكون هناك عقوبات تطبق في حق هؤلاء المخالفين، ويكون هناك برنامج مماثل «كلنا أمن» يتم فيه تصوير أي متجاوز وسيارته حتى يتم إيقاع العقوبات عليهم إلكترونياً؛ لأن هناك نوعية من الناس لا تفهم إلا لغة العقوبات والغرامات؛ لأنها فوضوية، وليس لديها وعي حضاري بالمحافظة على البيئة، ولا على البنية التحتية؛ لأنها - على حسب زعمهم - ملك للدولة والدولة قوية، وإذا فعلنا ذلك نكون قد حافظنا على بنية وبيضة البيئة النباتية، وجعلناها تنمو وتتسع؛ لأن إهمال ذلك ينتج عنه تفكك التربة، وينتج عن ذلك تلوث البيئة، وإثارة الغبار، وتدمير بنية الغطاء النباتي، وبالتالي الحيواني والحياة الفطرية عموما، وكذلك أقترح تنظيم الطرق والمسالك المؤدية إلى هذه الروضات والفياض لعدة أسباب، منها عدم إثارة الغبار الذي يكون سببا في التنغيص على المتنزهين، ويوغر قلوبهم، فهناك من هو مريض بالربو، أو من لديه حساسية في الصدر، وكم من متنزه قد تأثر طعامه بهذا الغبار، فدعا على من تسبب في ذلك. ومع الأسف، رغم توفير الدولة - حفظها الله - عمال النظافة؛ حيث إنهم منتشرون في بعض الروضات والفياض، وتوجد حاويات وبراميل زبالة - أجلكم الله - ومصليات ودورات مياه؛ حيث توجد «توانك» لأجل هذا الغرض، وبعض الردميات هناك تمسح وترش من البلدية، إلا أن هناك عدم وعي وتخلفا عند البعض، لذلك نرى الإهمال وعدم المبالاة وعدم احترام المكان والغير. فبعض هؤلاء عندما سافر لأوروبا وعمل الفوضى التي قد عملها عندنا في متنزهاتهم، هناك فضحهم الإعلام، ووقعت عليهم الغرامات، ومنع البعض من الدخول لتلك الدول مرة أخرى، ثم أخذوا يقومون بتنظيف تلك المتنزهات كمتطوعين. أين ذلك التطوع وهذا الضمير في وطنكم ومتنزهاتكم؟ كما لا أغفل دور بعض شبابنا في الجامعات والمدارس؛ حيث يقومون بالتطوع أحيانا لتنظيف المتنزهات البرية والشواطئ، ويشكرون على هذا الوعي، وهذا شيء يؤجرون عليه من الله؛ لأنه يعتبر من باب إزالة الأذى من الطريق، كما يدل على وعي ديني ووطني.