تشكلت في منطقة عسير صورة متجددة للتنمية، لتكون عنواناً مضيئاً وعريضاً للإنسان والمكان، تحقيقاً لرؤية وأهداف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- «بأن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم يحتذى به». أمير عسير: هدفي الأسمى الوصول بالمنطقة لأعلى المستويات وباتت التنمية المتجددة هدفاً كبيراً يعمل من أجله صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير بكل همة نحو تحقيقها، وهو ما أكده في عدد من لقاءاته واجتماعاته منذ تعيينه نائباً، وصولاً إلى توليه إمارة المنطقة. وتحولت عسير وسط عصف ذهني من كافة جهاتها الحكومية والأهلية ومحافظاتها، إلى ورشة عمل كبرى، يترأسها سمو الأمير تركي بن طلال لتستنهض فيها الهمة وتضع خطط المستقبل ومشروعاته التي ترسم ملامح عسير القادمة من خلاله. رسائل التوجيه وأكد الأمير تركي بن طلال في رسائل شفهية لمسؤولي المنطقة تحويل رغبة وأهداف قائد الوطن وولي عهده في التنمية إلى خطة قابلة للتنفيذ، وقال سموه: «أمرنا ولي العهد برسم الأهداف والعمل بعزيمة لتحقيقها، وحماية سبل الوصول إليها بسحق الفساد وإماتة البيروقراطية العمياء، واحترام الوقت وترتيب الأوليات، والعمل بعقلية الفريق الوقادة». وأشار في حديثه لقيادات أمانة عسير وبلدياتها الأسبوع المنصرم، «أنه حسب توجيه ولي العهد أن تكون أفضل الجهات في العالم هي التي تعمل على تطوير عسير، وهي تعمل الآن وستنتهي بعد أشهر قليلة بثلاث وسائل سنستخدمها لتطوير استراتيجية عسير، وهذه الاستراتيجية بالشراكة مع أرقى وأفضل المكاتب المتخصصة في العالم». إلى ذلك يقول سموه: «لدينا عقول وطنية لديها أفكار جديدة، ولا نستطيع تحقيق شيء إلا بوحدة قيادة، بحيث تكون القيادة قدوة ويكون التحقيق مركزي والتنفيذ لا مركزي»، وهذا ما يؤكد التوجه الذي يقوده تركي بن طلال نحو التنمية والعمل من أجلها في منطقة عسير. ومن بين الكلمات التي قالها سموه لحث الجهود والعمل بروح الفريق الواحد قال إن: «متعة الإنجاز إذا كان لا يهم أحدا نسبة الفضل لمن، فستحقق المعجزات، حيث ينسب الفضل للفريق، ونجاح الفريق نجاح للجميع». ويسعى سمو أمير عسير إلى تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين، وتحديث لكافة الأنظمة الإدارية المعمول بها، وإحداث عدد من اللجان المعنية بمتابعة المشروعات ومكافحة الفساد، والسعي إلى تبسيط وتسهيل الإجراءات، لسرعة إنجاز الأعمال بدقة وفي أقل وقت. ووجه رسالة يقول فيها: «نحن موجودون لخدمة المستثمرين ولا بد من تسهيل الإجراءات أمامهم بأسهل الطرق، نريد تغيير انطباع المستثمرين عن منطقة عسير»، وأضاف في أخرى «أرجوكم يا رؤساء البلديات احذفوا أي عبارات مكتوبة بشكل عشوائي، نريد أعمالاً مرتبة بدلا من العبارات والكتابات العشوائية على الجدران، إن كافة الجداريات والجسور في المنطقة ستتحول إلى لوحة فنية متجانسة مع طبيعة العمران المكاني لمنطقة عسير». إشراك البلديات لخدمة الشباب وفي رسالة تعني خدمة الشباب باعتبارهم من فئات المجتمع التي يعول عليها الكثير وإشراك البلديات في تقديم خدماتها الأخرى لهم وجه سموه لرؤساء البلديات «بأنه ليس باللازم أن تكون استراحات البلدية عبارة عن مبنى مغلق خاص فقط بأغراض البلدية» وقال: «البلدية والإمارة والأمانة وجدت لخدمة الناس، ليكونوا شركاء في هذه المنافع ومن الضروري تفعيل ذلك لخدمة الشباب ومناسباتهم وهذا أمر بالغ الأهمية». ولم يخفِ تركي بن طلال معاناة عسير من عزوف المستثمرين في المنطقة في محاولة متجددة لخلق وإتاحة فرص جديدة وتسهيل الاستثمار بالمنطقة حيث قال: «سمعة عسير لدى الآخرين فيما يتعلق بالاستثمار متدنية الانطباع العام، أقول ذلك علنا والصراحة مطلوبة، وأنا أبُلغت بهذا الكلام من قيادات في الاقتصاد الوطني الجهة المعنية» مطالباً سموه بالتغيير حيث قال: «ولا بد أن نغير هذا الانطباع ونحسنه، وبدأنا في ذلك بعدة إجراءات واتخذنا قراراً داخلياً بالتغيير». كما يهدف سموه إلى إيصال رسالة الإمارة إلى كافة الوجهات بالمنطقة بطريقة حديثة ومتجددة تسهل تقديم الخدمات لأهالي المنطقة، وقال سموه لمنتسبي إمارة عسير في لقائه الأسبوع الماضي: «أطلب منكم حسن الوفادة وجودة التنفيذ والعدل وتطوير آليات العمل، ولن أستمعَ للوشاة وهدفي الأسمى هو الوصول بمنطقة عسير لأعلى المستويات». المحافظات ومقومات التنمية ونشير هنا إلى ما تمتلكه منطقة عسير من مقومات وعناصر اقتصادية وسياحية ذات مكانة مهمة منها أنها تمتلك مجموعة كبرى من المدن والمحافظات، منها مدينة أبها ومحافظة خميس مشيط، والنماص وتنومة وبلقرن وبيشة وتثليث وأحد رفيدة وسراة عبيدة وطريب وظهران الجنوب ورجال ألمع ومحايل وبارق والمجاردة إضافة إلى المراكز الأخرى، المتناثرة جميعها على مساحة تقدر ب 81,000 كم²، وسط مقومات متعددة ما بين موقعها الجغرافي، والتنوع المناخي، والطبيعة المتباينة، وشبكة الطرق المترابطة، ومطاريها الدولي في أبها والإقليمي في بيشة، إضافة إلى المواقع الأثرية والتاريخية، والمتنزهات الوطنية، والمشروعات التنموية، والفنادق والمنشآت السياحية، وكذلك ثقافة أهلها وموروثاتهم الشعبية. فيما تتمتع بأجواء مناخية جعلت الكثير من محافظاتها قبلة للزوار في المواسم السياحية وذلك باعتدال أجوائها وطبيعتها الخضراء وما تحتفظ به من مواقع تراثية وآثار ومتاحف وهي تمتلك مقومات سياحية تتنوع ما بين طبيعتها ومتنزهاتها وإرث إنسانها. السياحة اقتصاد تنموي وكانت عسير على موعد مع «السياحة» لتصبح مصدرا اقتصاديا تنمويا مهما تعود فوائده على إنسان المنطقة، بما تمتلكه من مكونات ومقومات وعناصر سياحية متنوعة، حيث تتمتع المنطقة بأجواء مناخية جعلت الكثير من محافظاتها قبلة للزوار في المواسم السياحية وذلك باعتدال أجوائها وطبيعتها الخضراء وما تحتفظ به من مواقع تراثية وآثار ومتاحف، وإرث لإنسانها الذي لا يزال يحتفظ بكل بيت للشعر وللفنون الشعبية بأدائها الحركي واللفظي فهناك الخطوة والعرضة والدمة وغيرها الكثير التي ولدت مع إنسان المنطقة وتمازجت ما بين ألوان حربية وطربية وكانت ضمن عناصر الجذب السياحي، زامل ذلك كله مشروعات سياحية وخدمات مقدمة من كافة الجهات ذات العلاقة لخدمة الأهالي وزوارها. استكمال المشروعات وتعمل منطقة عسير حالياً على استكمال مشروع المدينة الجامعية والمدينة الطبية ومشروع المطار ومشروع تطوير وسط أبها، إضافة إلى قرب الانتهاء من مشروع الكورنيش البحري على واجهتها البحرية في محافظة الحريضة، الذي بلغ مجموع تكاليف المرحلة الأولى منه أكثر من (100 مليون) وهو يعتبر من أجمل الشواطئ على مستوى المملكة وسيمنح المشروع تلك الواجهة وجه آخر يتحول من خلالها إلى منتجع بيئي منظم بمواصفات عالية ويصبح معلما وطنيا وسياحيا مميزا. هكذا بدأت عسير وملامح التنمية المتجددة التي يقودها الأمير تركي بن طلال بمشروعات عملاقة قادمة بإذن الله، تسعى القيادة الرشيدة من خلالها تقديم أفضل الخدمات للمواطن في هذا الجزء من الوطن الكبير، ووضع المنطقة كأفضل وجهة سياحية تزيد من جمال ورونق ما تحتضنه من مقومات سياحية طبيعية. ويقف ويتابع ميدانياً لمشروعات المنطقة أبها مدينة السياحة القادمة اهتمام كبير بإرث الإنسان والمكان العمل على تأهيل مقومات وعناصر الجذب السياحي بالمنطقة