بعث الأستاذ الدكتور صالح بن سعد اللحيدان -كاتب ومؤرخ- بتعقيب على مانشرته الرياض في ملحقها الثقافي الأسبوعي ليوم السبت الماضي تحت عنوان («المنتديات الثقافية».. سطوع أطفأته وسائل التواصل) مثمناً «ثقافة اليوم» طرح مثل هذه الموضوعات الحيوية التي تمس شريحة مهمة من المجتمع وقال: تابعت مانشرته (ثقافة اليوم) في عدد «الرياض» 18450 ص13، وسرني هذا التناول لموضوع حيوي بهذه القيمة ذلك الموضوع الذي لعله يساهم في النقلة النوعية صوب تغيير الاتجاه الثقافي لزرع التجديد شيئاً فشيئاً، وأحسب أن هذا الطرح قد يساهم فيما لعله يبعث على قفزات ضرورية لاستقطاب النخبة المؤثرة، ليكون لها ذلك التأثير مثلما هو التأثير الذي فعله ابن قتيبة والعيني والجاحظ وابن رشيق صاحب (العمدة) وكذا ما قام به سيبويه وابن جني والجصاص، وإنني إن شاء الله سأبعث بملخصه إلى (اتحاد المؤرخين العرب) لقوة ماجاء فيه وتناوله موضوع الساعة. ومن هنا أبين أن حالة المنتديات الثقافية قد تضاءلت وهذا قد يسري على النوادي الأدبية التي تكرر الطرح واللقاءات وإن اختلف التناول بين موضوع وآخر وإلا فأين الجديد. إن المنتديات الثقافية في فترة من الفترات قد كان لها تأثير نوعي جيد وإلتفافٍ حميد بما تقوم عليه من استضافات وحوارات نوعية مختلفة بل إن بعضها قد يستضيف من خارج الإطار العربي لإضافات قد يحتاجها الواقع من نوعية الثقافة وبعض أساسيات قواعد العلم والثقافة. وإنني أعتب كثيراً على بعض وزارات الثقافة وكذا الهيئات والمجامع العلمية في بعض الدول العربية أنها لا تطلب تقارير مكتوبة من النوادي الأدبية وكذا الثقافية، دع عنك المجامع والهيئات العلمية، وهذا ماساهم في استمرار التكرار والنقل المجرد وبعض الطرح الإنشائي دون أثر ملموس نراه، وهذا هو الذي جعل الحال اليوم تحتاج إلى الشعور بالمسؤولية نحو التجديد النوعي. ما أسمعه من كثير من العلماء والمثقفين الذين تتم مناقشتهم على هامش بعض المؤتمرات أن الغالب من هؤلاء الناس لو وجدوا سبقاً إضافياً وليس مكرراً ولا مجرد نقل فإنهم سوف يهرعون إليه ومن هنا تعم المعرفة ويسود العلم الإضافي. إنني أقدر ماجاء في الرياض حول هذا الموضوع الحيوي فلعله من خلاله يتنبه المسؤولون إلى مثل هذه القضية الحيوية ولاسيما الوقوف على التقارير التي لابد منها ذلك حتى نبتعد عن الخطاب المباشر أو المحاكات. إن الدول اليوم تتسابق عن طريق العقل العلمي الفعال بعيداً عن العاطفة وعجلة الطرح التلقائي ومما يساعد على هذا إنما هو البعد عن الإنشائيات العجولة