مؤشرات عدة قبل "دربي القصيم" كانت تصب في مصلحة التعاون صاحب المركز الرابع على حساب منافسه الرائد المتأخر في سلم ترتيب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان، لكن ما جرى على أرض الميدان كان مختلفاً تماماً، إذ فرض الرائد نفسه وكأنه الفريق الأفضل نقطياً وعناصرياً والأكثر استقراراً من جاره التاريخي. في بريدة، لا يفصل بين الغريمين التقليديين سوى شارع بعرض 30 متراً، لكن العمل كان مختلفاً تماماً بينهما قبل النزال، إذ نجح الرائد بالعودة من بعيد على الرغم من عدم وفرة الخيارات العناصرية مقارنة بجاره، كان حضور "رائد التحدي" زاهياً في المواجهة المؤجلة، وكان لاعبوه الأكثر حضوراً وثقة أمام فريق صعب ويملك قوة هجومية ضاربة اختفت تماماً. ثمة مؤشرات كانت تشي بعدم قدرة التعاون على التفوق على جاره الأقدم تأسيساً، إذ خسر التعاون مواجهته أمام أحد في المدينة وفاز الرائد على الاتحاد في جدة قبل موعد المباراة التي تم تأجيلها، وقبل الموعد خسر التعاون أمام القادسية وفاز الرائد على الحزم، وأعطى ذلك انطباعاً أن تركيز التعاونيين على مواجهة جارهم أكبر، إذ فشلت إدارته بما نجحت به إدارة الرائد التي تعاملت مع المباريات بشكل مثالي للغاية. في "ديربي بريدة" كانت البصمة الأكثر تميزاً للبلجيكي بيسنك هاسي الذي أثبت أنه مكسب للدوري السعودي وليس فريقه وحسب فهو وإن خذله بعض لاعبيه في جولات كثيرة نجح في فرض شخصيته وتشكيل هوية رائعة ل"الأحمر" بل وفاجأ الجميع بتشكيلة هجومية لم يتنبأ بها أحد. فاز الرائد وتفوق على منافسيه القصيميين في ظرف أسبوع، وكان في أفضل حالاته في الموقعة التي حبست أنفاس جماهير القصيم، لأن ثمة عمل إداري بقيادة فهد المطوع وطاقمه وبصمة للبلجيكي هاسي نجحا في إظهار الفريق القصيمي العريق بشكل انتظره محبوه كثيراً. يستحق الرائد وجماهيره العريضة موضعاً أفضل في سلم الترتيب ذلك أن كل عوامل النجاح متوفرة في هذا النادي الذي يجب أن يكون موقعه أفضل بين الكبار بدلاً من التذبذب الكبير في العطاءات والنتائج والتي أحرجت هذا الفريق في كثير من المواسم، والأهم أن تستمر هذه الانطلاقة وألا تتوقف حتى نشاهد فريقاً بهذا التوهج والقاعدة الجماهيرية الكبيرة بين المنافسين على المقدمة.