الرياضة أصبحت حاضراً صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها سواء حديثاً أو منذ فترة طويلة. الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه "دنيا الرياضة" عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم وضيفتنا اليوم هي الكاتبة والناقدة والمؤلفة المسرحية الدكتورة ملحة عبدالله. البعض يطلق لعبة قذرة ضد أوطانهم.. ولم أرتد الملاعب الرياضية * أين الدكتورة ملحة عبدالله الناقدة والكاتبة والمسرحية عن الرياضة؟ o بصراحة اتابع من بعيد وخاصة عندما تكون منتخباتنا العربية. * بين الرياضي والكاتب المسرحي ثمة تشابه، برأيك أين يكمن؟ o ثمة تشابه بين الدراما والرياضة ومنها عناصر المكان والجمهور والفرحة والصراع والوجدان المشترك، فكل هذا يعطيها عناصر الظاهرة المسرحية، إلا أنها تختلف في كثير منها الثمين والنص وما إلى ذلك مما ينفي عنها كونها ظاهرة مسرحية بينما يجمعهما عنصر اللعب فالمسرح لعب متفق عليك، والرياضة وخاصة كرة القدم غير متفق على أنها لعبة وإنما واقع حقيقي أشبه بالألعاب الشعبية في تراثنا العربي ويمكن استلهام الألعاب الرياضية في المسرح فمنها خرج من ألعاب «الدثرامب»، ولذلك نقول أن هناك عناصر اتفاق وكذلك اختلاف فالاختلاف يكمن في الاتفاق المسبق أن ما يجري على خشبة المسرح هو عالم تخيلي. المسارح الرومانية واليونانية لم تخلدها سوى صيحات الجماهير * بين المعشب الأخضر وخشبة المسرح علاقة، برأيك ما هي؟ o علاقة الصراع بين الاثنين. * ما هو الفرق بين إسدال الستار وصافرة النهاية؟ جمهور المسرح يندمج في اللعبة.. وجمهور الكرة يعتمد على إيقاظ الوعي التام - الكاتب المسرحي يمكن أن يستلهم من الألعاب الرياضية في أعماله، فكلامهما يخضع للفرجة والصراع، فيما يسمى بخاصية (هنا والآن) وهي لا تتوفر الا في المسرح والفرجة الرياضية والشعبية. * ما نصيب الرياضة من اهتماماتك؟ * النصف تقريبًا أو مايعادل 50 في المئة. أقول للشللية حرام عليكم.. والأندية الأدبية مكبلة * هل تمارسين الرياضة؟ o نعم، وأفضل ممارستها في الصباح الباكر ومنها الكرة الرياضية. o هل ستنجح الرياضة النسائية؟ o لا أعتقد ذلك، لأن الوجدان الجمعي غير مهيأ لذلك. o المخرجة المسرحية أين تشاهدينها في كرة القدم؟ o كلامها يمارسان مهمة المدرب، لكنهما يختلفان في صناعة الخيال. o هل يمكننا القول إن الصراع يعد عاملا مشتركا بين المسرحية والمباراة؟ o الصراع هو عماد اللعبة الرياضية وهو مايقرب عليه المسرح، لأن الوجدان والتوتر الدرامي يجمع بين الاثنين أيضًا، فهناك ما يسمى بأفق التوقع في المسرح وهو ما يعمل على التوتر وكذلك في كرة القدم. o حينما ترين وتسمعين ضوضاء جماهير الملاعب ألا ترثين لحال المسرح السعودي؟ - لم يخلد المسرح اليوناني والروماني حتى يومنا هذا إلا بصيحات الجمهور، ولأن المسرح وافد عندنا فلا يجد هذه الصيحات وإنما نجدها في الألعاب الشعبية. * هناك من يتهم المجتمع الرياضي بالشللية ببعض توجهاته، ماذا عن الوسط المسرحي؟ * المصالح تلعب دورا كبيرا في كلاهما وهذه كبوة الاثنين للأسف. o هل تعتقدين أن هناك تشابهًا بين ما يحدث في كواليس الرياضة والمسرح من اختلافات وإثارة ونقاشات حادة؟ - لا، هناك اختلاف كبير بين لاعب كرة القدم والممثل على الرغم من متطلبات اللياقة البدنية، إلا أن الممثل يعتمد على الإحساس بينما يعتمد اللاعب على القوة العضلية ولو انه يجمعهما عنصري الموهبة والمهارة، فالممثل يستخدم الإحساس والاندماج والقدرة على الإيهام، اللاعب يعتمد على الحضور العقلي والوعي التام والفرق كبير جدًا في الوظيفة ولا نستطيع في هذا المقام شرح الفروق بينهما وانا أصبت هنا مرمي الفرق الكبير بين الكرة الرياضية والمسرحية اما الناقد فذاك شيء مختلف تمامًا، إذ أنه يدرس كل العناصر سواءً كان رياضي أم مسرحي، وهذه الدراسة الشمولية لكل عناصر اللعبة تؤهله للحكم ولكن لابد أن يتم ذلك من خلال معيار نقدي وهو قانون متفق عليه عالميًا هذه المعايير هي ما يطبقها الناقد وهو القاضي الذي يصدر الحكم في النهاية ولذلك فلو علموا النقاد بمسؤلياتهم -أمام الله- لما اقتربوا منها. *هل تناقشين طالباتك في شؤون الرياضة؟ * أحيانًا، إذا كان لها علاقة بالابداع المسرحي. o كانت الأندية تهتم بالمسرح سابقًا؛ فأين نتاج ذلك وسط مطالبتكم بعودة الاهتمام بالمسرح في الأندية؟ * وجود المسرح في كل زاوية وحارة ومنتدى ونادي هام للغاية، لأننا نشأنا على مسرح الهواة والمدرسي والنادي، والأندية الأدبية منوطة بذلك لكنها مكبلة بالتمويل وقلة الخبرات وتسيطر عليها الشللية والمصالح. *ما الفرق بين الرياضة والمسرح؟ * جمهور المسرح يندمج في اللعبة لكن جمهور الكرة بعتمد على ايقاظ الوعي التام. o أي الألوان يشكل الغالبية السائدة في منزلك؟ - الأبيض. * متى كانت آخر زيارة لك للملاعب الرياضية؟ o لم ارتادها أبدًا، وأتمنى ان أخوض التجربة. * البطاقة الحمراء في وجه من تشهريها؟ - في وجه الجهلاء بعلم المسرح والمدعين لأخطر لعبة مؤثرة في الوجدان الجمعي، فهم يلعبون ضد أوطانهم وجمهورهم وثقافة بلادهم. * ولمن توجهين البطاقة الصفراء؟ * لكل الشللية، وأقول لهم كفاية حرام يكفيكم فلا يبنى المسرح على المخادعة والكذب. o لمن توجهين الدعوة من الرياضيين لزيارة منزلك؟ * كلهم أحبتي طالما يخدمون أوطانهم، فأهلًا وسهلًا بكل المخلصين في الرياضة والمسرح. جانب من مباريات المنتخب