تتسم العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين بالتواصل والود والمحبة بين قيادتي وشعبي البلدين، وتشهد تطوراً مستمراً في كل المستويات انطلاقاً من الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بينهما تجاه مختلف القضايا وروابط الأخوة والمصاهرة والنسب ووحدة المصير والهدف المشترك التي تجمع بين شعبيهما، فضلاً عن جوارهما الجغرافي وعضويتهما في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجامعة الدول العربية. وتجسيدا لروابط الأخوة ووشائج الود بين الأشقاء في المملكتين الشقيقتين، وترسيخاً للبعد الاستراتيجي العميق بين البلدين يواصل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدي حفظه الله دوره الريادي والفعال في تنمية العلاقات الأخوية التاريخية الراسخة التي تجمع بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة والإشادة بالمستوى المتقدم الذي وصل إليه التعاون الثنائي في كافة الميادين، وخاصة ما يتعلق بإقامة المشاريع المشتركة في شتى القطاعات، وتقدير المواقف المشرفة لأخيه خادم الحرمين الشريفين والداعمة لمملكة البحرين وشعبها، وجهوده الدؤوبة في ترسيخ أواصر العلاقات البحرينية - السعودية، وخدمه قضايا الأمتين العربية والإسلامية، مشيداً جلالته بما تشهده المملكة العربية السعودية الشقيقة في العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين من نهضة تنموية شاملة. إن علاقات الأخوة التي تجمع بين البحرين والسعودية تتميز بالقوة والمتانة فهي ضاربة في جذور التاريخ، وتغطي شتى القطاعات والمجالات. ففي الأول من يوليو عام 1932 وفي عهد المغفور له بإذن الله تعالى صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة تدفق النفط في حقل البحرين، وفي نفس هذا العام هلت بشائر الخير والنصر مع قيام الإمام عبدالعزيز بتوحيد الجزيرة العربية. وفي إبريل من عام 1945، في عهد المغفور له بإذن الله تعالى صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة تم مد خط أنابيب النفط بين البحرين والمملكة العربية السعودية وكان آنذاك أطول خط أنابيب نفط تجاري تحت الماء. كما شهد التعاون المشترك بين البلدين نمواً مطرداً وملموسا في المجالات كافة حيث تم في عام 1966، في عهد المغفور لهما بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة وصاحب الجلالة الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراهما تدشين إنتاج النفط في حقل بوسعفة المشترك بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية تعزيزاً لأواصر الإخوة وترسيخاً لروابط الوحدة والمصير المشترك. وفي نوفمبر 1986 تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة -رحمهما الله - بافتتاح جسر الملك فهد حيث يربط بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين بطول 25 كيلومتراً. وجاء افتتاح هذا الجسر ليؤكد الجهود الرامية إلى ترسيخ العلاقة بين البلدين وشعبيهما الشقيقين والتي تتميز بالتجدد والتطور مع مرور الوقت وتوطّدت عبر الأزمنة الماضية. وساهم جسر الملك فهد في تحقيق العديد من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية للبلدين الشقيقين وكذلك لدول مجلس التعاون الخليجي. وتقديراً لدور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر ومساهمة سموه في النموذج الفريد الذي تمثله العلاقات البحرينية السعودية فقد تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في عام 2009 بمنح سمو الأمير خليفة قلادة الملك عبدالعزيز والتي تعد أعلى تكريم سعودي يمنح لكبار القادة والزعماء. إن مواقف صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان الداعمة لتنمية العلاقات السعودية البحرينية تعزز من مكانة المملكة العربية السعودية الشقيقة باعتبارها البيت الجامع الذي يحتضن الجميع لدورها المحوري والفاعل تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية، بما يسهم في تحقيق أمن واستقرار المنطقة، والتأكيد على أن البلدين الشقيقين جسد واحد إزاء مختلف التحديات، وهو واقع أكدته المواقف وإرث رسخه الأجداد ويتناقله الأحفاد. كما احتفلت مملكة البحرين ملكاً وشعباً بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله في ابريل 2010. وفي احتفالية خاصة بهذه المناسبة تفضل صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين بتقديم السيف «الأجرب» لخادم الحرمين الشريفين وهو سيف يعود لجده الإمام تركي بن عبدالله آل سعود (مؤسس الدولة السعودية الثانية)، الذي ظل قرابة 140 عاماً وديعة في البحرين، كما كرمه بأرفع وسام بحريني، وهو وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة تقديراً لما قدمه للأمتين العربية والإسلامية من إسهامات جليلة. كما تفضل خادم الحرمين الشريفين بتقديم قلادة الملك عبدالعزيز للملك حمد بن عيسى آل خليفة والتي تمنح لأصحاب الجلالة والفخامة قادة وزعماء الدول تكريما لهم. وفي إطار علاقات الأخوة بين الأشقاء شارك صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بمملكة البحرين إلى جانب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في جلسة نقاشية ضمن منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار 2018 الذي عقد في الرياض تحت رعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة حفظه الله. وخلال الجلسة أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة أن أي نمو أو تطوير أو نجاح في المملكة العربية السعودية الشقيقة يعم أثره المنطقة كلها، فالمملكة العربية السعودية هي محرك النمو الأساسي لهذه المنطقة وعمود الاستقرار فيها، داعياً سموه إلى الاستثمار في السعودية كون ذلك استثماراً في البحرين. إن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة يضطلع بدور فعال وملموس في ترسيخ العلاقات الأخوية والروابط التاريخية التي عززتها المواقف المصيرية والأهداف المشتركة الواحدة والتي تجمع بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية. وانطلاقاً من النهج المبارك والتوجيهات السامية للقيادة الرشيدة في المملكتين الشقيقتين - المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين - والرغبة الصادقة في تعزيز التنسيق والتشاور بين البلدين على كافة المستويات، واستنادًا إلى الروابط الأخوية التاريخية الراسخة بين البلدين، وما يربط الشعبين الشقيقين من وشائج قربى وأهداف ومصير مشترك، وتجسيداً للمساعي المشتركة لكل ما فيه صالح البلدين وشعبيهما، أقيم احتفال تاريخي يوم 26 نوفمبر 2018 لتدشين خط الأنابيب النفطي الجديد الذي يربط بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية. أقيم الحفل بقاعدة الصخير الجوية في مملكة البحرين برعاية كريمة وسامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى حفظه الله ورعاه وحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وكبار المسؤولين من المملكتين الشقيقتين. مشاريع طموحة تزيد من عمق الروابط الوثيقة بين البلدين خط الأنابيب الجديد يجسد الرؤى السديدة للقيادة الرشيدة في البحرين والسعودية ينطوي مشروع خط الأنابيب الجديد بين المملكتين الشقيقتين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين على أهمية كبرى لأنه يجسد نهج ورؤى القيادة الرشيدة في المملكتين الشقيقتين من أجل ترسيخ وشائج الود وعلاقات الأخوة الوثيقة بين شعبي المملكتين على مدى العصور والأزمان. كما أنه يمثل امتداداً لجسور التعاون الراسخة بين شعبي المملكتين الشقيقتين على مدار التاريخ. كما يمثل المشروع حدثاً جليلاً ونقلة نوعية في تاريخ النفط الحديث نظراً لأهمية خط النفط الجديد في دعم قطاع النفط والغاز ومؤازرة الجهود الرامية إلى الارتقاء بقطاع الطاقة في ترسيخ دعائم التنمية المستدامة. ومن المأمول أن يفي الخط الجديد بمتطلبات الزيادة المستقبلية في الطلب على النفط الخام بعد تنفيذ مشروع تحديث مصفاة بابكو. ومع نجاح تدشين الخط الجديد الذي يربط بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية والذي يمثل حقبة جديدة ومشرقة بين البلدين تحتفل المملكتان الشقيقتان بتشييد صرح نموذجي جديد ومتكامل من العلاقات المتميزة والراسخة بين البلدين والذي يجسد قصة جديدة من قصص التعاون الناجح بين الأشقاء. وما زال هذا النبع الفياض يتدفق بكل الخير والعطاء ويمثل رمزاً ساطعاً وخالداً للشراكة الأبدية بين مملكتين شقيقتين عريقتين ربطتهما وحدة المصير والدم والنسب. إن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله يواصل مع أخيه خادم الحرمين الشريفين الاضطلاع بدور محوري في سبيل توثيق عرى التعاون والعلاقات المشتركة وتنميتها على كافة المستويات بين البلدين في العصر الحديث ولعل مشروع جسر الملك حمد أحد النماذج المشرفة التي تمثل امتدادا طبيعيا ورافدا جوهريا للمشاريع التنموية الطموحة بين البلدين والذي سيشكل نقله نوعيه هائلة في قطاع النقل البري وحركة العابرين بين البلدين الشقيقين لما فيه خير الجميع انطلاقا من رؤى جلالته السديدة بأن جسور الترابط التاريخي والأخوة الوطيدة بين بلدينا وشعبينا الشقيقين تمد عبر تاريخنا المشترك العريق القائم على التواصل والتلاحم الأخوي الثابت على مدى العصور والأزمان.