تحتفل مملكة البحرين بأعيادها الوطنية المجيدة يومي 16 و17 ديسمبر، إحياءً لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح دولة عربية مسلمة العام 1783م، والذكرى ال 47 لانضمامها للأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والتاسعة عشرة لتسلّم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى مقاليد الحكم، وانطلاق عهد جديد من الإصلاح والتحديث والتنمية الشاملة والمستدامة. فقد استطاعت مملكة البحرين بفضل الرؤية الحكيمة والمستنيرة لجلالة الملك أن تحقق إصلاحات سياسية ودستورية وإنجازات تنموية وعمرانية وحضارية عززت من مكانتها كأنموذج في الحكم الرشيد وإرساء دولة الحق والعدالة والمواطنة الصالحة، وتصنيفها ضمن الدول المتقدمة جدًا في مؤشرات الحرية الاقتصادية والتنمية البشرية والحكومة الإلكترونية، وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات. وما يميز المشروع الإصلاحي لجلالة الملك أنه نابع من الإرادة الوطنية الذاتية برؤية عصرية ثاقبة لجلالة الملك المفدى، وإجماع شعبي غير مسبوق منذ انطلاقه بتدشين ميثاق العمل الوطني بنسبة 98.4 % العام 2001، وشموله لمناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة، من خلال إعادة المجالس النيابية والبلدية المنتخبة العام 2002، وتعزيز نزاهة واستقلالية السلطة القضائية من خلال إنشاء محكمة دستورية ومجلس أعلى للقضاء ونيابة عامة، وتكريس الرقابة على أداء السلطة التنفيذية عبر البرلمان وآلياته وديوان الرقابة المالية والإدارية والمجتمع المدني ووسائل الإعلام المستقلة. وتزامنًا مع احتفالات العيد الوطني، تدخل المسيرة الديموقراطية مرحلة جديدة من العمل البرلماني المسؤول بافتتاح جلالة الملك للفصل التشريعي الخامس لمجلسي الشورى والنواب، بعد نجاح الانتخابات النيابية والبلدية بمشاركة شعبية عالية تجاوزت 67 %، وإرساء منظومة تشريعية وإجراءات تنفيذية متطورة لكفالة حقوق الإنسان في وجود مؤسسة وطنية مستقلة لحقوق الإنسان وأمانة عامة للتظلمات، ومفوضية لحقوق السجناء والمحتجزين، ومعهد للتنمية السياسية، وهيئة لتنظيم سوق العمل، وصندوق العمل «تمكين»، إلى جانب 639 جمعية أهلية وحقوقية وسياسية، فضلاً عن أداء الإعلام البحريني رسالته الوطنية من خلال خمس قنوات تليفزيونية وعشر محطات إذاعية، و(43) صحيفة ومجلة يومية وأسبوعية وشهرية، و528 شركة خاصة للإنتاج الإعلامي والفني، واتساع آفاق التعبير الحر عن الرأي بلا حدود سوى الضوابط المهنية والأخلاقية. وتمارس المرأة البحرينية حقوقها كشريك متكافئ في مسيرة الإصلاح والتنمية الشاملة بفضل الجهود المميزة للمجلس الأعلى للمرأة منذ تشكيله في العام 2001 برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك، وأداء واجباتها الوطنية بكفاءة وجدارة كوزيرة وسفيرة وقاضية، وتمثيلها 23 % من المناصب القيادية الحكومية، و54 % من المديرين، و25 % من الكادر الدبلوماسي، و9 % من القضاة، ونسبة 53 % من العاملين في القطاع الحكومي، و33 % في القطاع الخاص، و64 % من الأطباء، و59 % من خريجي الجامعات، إلى جانب عضويتها الفاعلة في مجلسي الشورى والنواب بنسبة 19 % من الأعضاء، ورئاستها لعشرين جمعية أهلية نسائية. ومملكة البحرين وإذ تعتز بسياستها الخارجية الحكيمة والمتوازنة، وانتمائها إلى منظومتها الخليجية ووطنها العربي الكبير وأمتها الإسلامية، فإنها تفخر على الدوام بعلاقاتها التاريخية الوثيقة والمتنامية مع شقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية، حصن العروبة المنيع وقلعة الإسلام الشامخة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين ودعم ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وما يجمع قيادتي وشعبي البلدين من روابط أخوية متينة، وحرص مشترك على ترسيخ الأمن والسلام الإقليمي والعالمي، وتوطيد التعاون والتعايش بين جميع الشعوب والحضارات والثقافات والأديان. إن مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وهي تحتفل بأعيادها الوطنية لا تنسى الوقفات الأخوية المشرفة للمملكة العربية السعودية الداعم الأول لأمنها واستقرارها، ومسيرتها الديموقراطية والتنموية والحضارية، مؤكدة وقوفها والعالم العربي والإسلامي صفًا واحدًا إلى جانب خادم الحرمين الشريفين في قيادته الحكيمة للقمتين الخليجية والعربية، واحتضانه لمنظمة التعاون الإسلامي، وما تقدمه مملكة الخير والعطاء من خدمات دينية وإنسانية جليلة، ومبادرات مشهودة في دعم السلام ومكافحة التطرف والإرهاب، وترسيخ الشرعية في اليمن وإرساء الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة والعالم. * وزير شؤون الإعلام بمملكة البحرين رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية ولي العهد مع ملك البحرين علي بن محمد الرميحي*