الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة تحتفل مملكة البحرين في يومي 16 و17 ديسمبر من كل عام بأعيادها الوطنية المجيدة التي تتمثل بمناسبات عزيزة على قلوبنا جميعا هي ذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح دولة عربية مسلمة عام 1783م والذكرى ال45 لانضمام البحرين إلى منظمة الأممالمتحدة كدولة كاملة العضوية والذكرى ال 17 لتسلم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم. ويشرفني ويسعدني بمناسبة هذه الأعياد المجيدة أن أرفع أجمل التهاني وأطيب التبريكات إلى مقام سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة القائد الباني الحكيم مقرونة بأخلص مشاعر الولاء والإخلاص والإجلال والإكبار لجلالته، سائلا الله تعالى أن يحفظه ويرعاه ويسدد خطاه في خدمة وطنه العزيز وحماية مصالح شعبه الكريم، كما يسعدني أن أرفع أحر التهاني إلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله ورعاهما- وإلى الأسرة الكريمة وشعب البحرين الوفي. إن للأعياد والمناسبات الوطنية أبعادها ومعانيها الجميلة فهي محطات للتوقف والتقييم وفرص لاستحضار عظمة التاريخ وعبق الماضي المجيد التي هي روابط اتصال مهمة بالحاضر الجميل وتطلعات إلى مستقبل أكثر إشراقا، ومجتمع أكثر تطوراً وتقدماً ورفاهية، وإننا ننظر باعتزاز وفخر كبيرين إلى هذه المنجزات والمكتسبات العظيمة التي تحققت لبلادنا العزيزة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياحية والخدماتية من تربية وتعليم وصحة وتنمية واتصالات ومواصلات وتكنولوجيا، وعمل وعمال وغيرها، وصولاً إلى الدولة العصرية الأكثر تقدماً والأفضل نمواً. وقد تحقق لنا الكثير بفضل الله تعالى أولاً، وبإرادة وحكمة قائد الوطن وعزيمة هذا الشعب الأبي التي لا تلين ولا تحبطها التحديات والمصاعب أياً كانت. وتلك بلا شك بعض الثمار الطيبة للمشروع الإصلاحي الوطني الذي بادر صاحب الجلالة الملك المفدى إلى إعلانه منذ أن تولى مقاليد الحكم ليقود بلادنا العزيزة إلى مراحل متسارعة من النهضة والتطور ارتكازاً على نهج الشورى والديموقراطية وترسيخاً لأسس دولة القانون والمؤسسات والعدالة والمساوة وتكافؤ الفرص بين جميع المواطنين. إن مملكة البحرين بقيادة عاهل البلاد المفدى -أعز الله ملكه- تسعى إلى توثيق علاقاتها الثنائية بدول الخليج العربي والدول العربية والإسلامية والدول الصديقة وتحرص على أخذ دورها المهم ومكانتها الراسخة في محيطها الإقليمي والقومي والدولي انطلاقاً من السياسة الحكيمة التي اختطها جلالة الملك المفدى وتنفذها الحكومة الرشيدة والتي تقوم على مبادئ التعاون والتفاهم والتنسيق المشترك والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وقد سبق احتفالاتنا بالأعياد الوطنية المباركة انعقاد قمة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي حظيت البحرين باحتضانها قبل أيام؛ حيث زهت المنامة باستقبال قادة دول الخليج الشقيقة وسط آمال وتطلعات عالية لشعوب الخليج والأمة العربية والإسلامية إلى تحقيق المزيد من التعاون والتضامن والعمل المشترك وتوحيد التوجهات والمواقف لمواجهة المخاطر التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم. لقد حقق مجلس التعاون الخليجي الكثير من المكاسب لشعوبه ودوله وكلنا ثقة في قدرة قادتنا الكرام (حفظهم الله) على عمل المزيد لتعزيز المسيرة الخليجية وتعظيم الفوائد لمصلحة المواطن الخليجي وصولاً إلى الاتحاد المرتقب الذي نتطلع إليه جميعا بإذن الله، كما أننا على ثقة تامة بأن القمة السابعة والثلاثين هي قمة خير وعطاء ونماء للجميع. وقد كانت قمة ناجحة ومثمرة في مختلف قراراتها ونتائجها بحمد الله وتوفيقه. كما أن مملكة البحرين قد تشرفت وإزدهت بالزيارة المباركة التي قام بها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه-؛ حيث حل في رحاب أخيه سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى بعد مشاركته الفاعلة في القمة الخليجية الميمونة. هذه الزيارة الكريمة التي كانت موضع التأهيل والترحيب من كل أبناء البحرين الذين عبروا لمقامه السامي عن أعمق مشاعر المودة والتقدير والاحترام.. وإنني لعلى ثقة أكيدة من أن هذا اللقاء الأخوي والتاريخي بين القائدين الحكيمين ستكون له ثمرات خير وبركة على البلدين وشعبيهما الشقيقين والوضع الخليجي والعربي بعامة. أما العلاقات الثنائية بين بلدينا الشقيقين فهي علاقات تاريخية وثيقة ومتنامية تستند إلى أواصر القربى والدم والتاريخ وهذه مسيرتنا الواحدة تمضي إلى غاياتها النبيلة بما يخدم المصالح والأهداف السامية المشتركة للبلدين. وهنا أود أن أعبر عن اعتزازي البالغ بالحرص المتواصل للقيادتين الحكيمتين على تعزيزها وتنميتها في كل المجالات ولاشك أن ذلك كله يتم بتوجيهات سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيزآل سعود وجهود الحكومتين الرشيدتين تأسيساً على الروابط الوثيقة والمحبة والتفاهم التي تجمع الشعبين الكريمين. * سفير مملكة البحرين لدى المملكة العربية السعودية