رعى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين عصر أمس الجمعة الاحتفال الكبير الذي أقيم في قصر الصخير العامر، إحياءً للأيام الوطنية لمملكة البحرين، وذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة على يد المؤسس أحمد الفاتح ككيان عربي إسلامي، والذكرى 45 لانضمام مملكة البحرين للأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى السابعة عشر على تسلم جلالة الملك حمد مقاليد الحكم في مملكة البحرين خلفاً لوالده الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة رحمه الله. وفور وصول جلالة الملك حمد إلى مقر الاحتفال يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، أطلقت المدفعية البحرينية إحدى وعشرين طلقة تحية لجلالته الذي توجه لمنصة الشرف الملكية لتعزف الفرقة الموسيقية السلام الملكي البحريني. وبعد تلاوة آيات عطرة من الذكر الحكيم، تفضل عاهل مملكة البحرين بإلقاء خطابه السامي، الذي قال فيه: "نحتفي اليوم، بذكرى عيدنا الوطني المجيد وقيام الدولة البحرينية الشامخة قبل أكثر من قرنين، بعمقها وجذورها التاريخية الممتدة لعهد الجد المؤسس أحمد الفاتح، لتحافظ منذ ذلك الحين على كيانها المستقل الذي طالما حمل لواء العروبة ورفع رسالة الإسلام، ووقف بصلابة وقوة لحماية سيادته وحفظ امتداده العربي وارتباطه الخليجي ومكانته الدولية". وقال إن لذكرى السابعة عشر لتولي جلالته مقاليد حكم البحرين تأتي كمناسبة سنوية يتم عبرها تجديد عهود الولاء والوفاء والالتزام بثوابت الإصلاح والتطوير المستمر لمملكة البحرين بقيمها الداعية للعيش المشترك، وحماية الحقوق والحريات واحترام القانون، كأساس لثبات الدولة واستقرارها. وأكد جلالته على أن احتفالات البحرين الوطنية المجيدة تمثل فرصة طيبة يتوجه جلالته من خلالها بالشكر والتقدير لكافة الفعاليات المدنية والشعبية، التي تتولى مسؤولية البناء والتجديد بروح عصرية تنطلق من خصوصيتنا الوطنية وثوابت البحرين الأصيلة، مشدداً جلالته بأن ذلك ما تتميز به البحرين من العهد الأول إلى يومنا هذا. وأضاف جلالته في خطابه السامي: "لعل ما تتمتع به بلادنا من علاقات استراتيجية متنوعة ومصالح اقتصادية متبادلة مع اشقائها واصدقائها لهو أبلغ دليل على قدرة البحرين المتجددة بأن تكون جزء أصيل من منظومة التنمية الشاملة، وهذا يرجع في اعتقادنا إلى تفوق الخبرة البحرينية أينما وجدت، متطلعين بهذا الصدد إلى استمرار مؤسساتنا المدنية في أداء دورها الوطني لخدمة الصالح العام، وقيادة الرأي الهادف، ورفد الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية بالرؤى والتطلعات التي تثري وتقوي مسيرة البناء والتطوير". كما عبر جلالة الملك حمد في خطابه السامي عن اعتزاز البحرين بانضمامها ومساهمتها الفاعلة في كافة التحالفات العسكرية والأمنية الخليجية والدولية لحماية اقليمنا ومحيطنا العربي والاسلامي من الإرهاب على اختلاف أنواعه، وسيظل هذا الالتزام عنواناً لعلاقتنا القوية مع المجتمع الدولي، وقال بأن البحرين لن تتأخر عن ذلك الالتزام مهما بلغت التضحيات. كما توجه جلالته إلى الله عز وجل بمناسبة الذكرى العطرة ليوم الشهيد البحريني، بالرحمة والمغفرة لرجال البحرين الأوفياء الذين قضوا نَحْبَهم، وصدقوا عهدهم، فداءً لوطنهم وتلبيةً لواجبهم منذ فجر تأسيس الدولة البحرينية المباركة، مؤكداً على أن موقفهم ستنير سماء تاريخ البحرين الوطني الذي سيسجل لهم تضحياتهم الكبيرة بأحرف من نور. وأعرب جلالته في ختام خطابه السامي عن دوام فخره واعتزازه بما تحققه البحرين من تقدم متسارع شواهده حاضرة في كافة المجالات، وقال إننا سعداء اليوم بتكريم نخبة جديدة من الكفاءات والخبرات البحرينية الرائدة والمتميزة، متمنياً للمكرمين المزيد من التوفيق والسداد في أداء واجبهم الوطني، وللبحرين وأهلها دوام الرفعة والرخاء والاستقرار.