تعيش معظم الأسر فترة الامتحانات حالة من القلق بدرجاته المتفاوتة، فمن تلك الأسر من تعد ذلك القلق أمراً طبيعياً سببه مبالغة أبنائهم في الخوف مما ستحققه نتائجهم المرجوة، وأخرى تصفه أنه حالة مرضية تسبب أضراراً صحية ونفسية لأبنائهم، ومنهم من يرى أن تجنب المنبهات وعدم السهر تساعدان على التخفيف من حدة القلق. ويرى استشاريون أن قلق الامتحان عبارة عن حالة نفسية انفعالية تصاحبها ردود فعل نتيجة لتوقع الفشل في الامتحان أو سوء الأداء فيه، وأنه يتوجب على الأسر تجنب الشدة الزائدة في توجيه الأبناء وفي حثهم على المذاكرة ما قد يحجم الامتحانات في أذهان أبنائهم. في هذا السياق تحدث ل»الرياض» استشاري الطب النفسي ومدير إدارة الصحة النفسية بصحة جازان الدكتور سطام بن أحمد جده قائلاً: إن قلق الامتحان هو حالة نفسية انفعالية تصاحبها ردود فعل نفسية وجسمية غير معتادة نتيجة لتوقع الفشل في الامتحان أو سوء الأداء فيه، أو للخوف من الرسوب ومن ردود فعل الأسرة، أو لضعف الثقة بالنفس، داعياً الآباء والأمهات إلى توعية أبنائهم بعدم المبالغة في القلق أثناء فترة الامتحانات حتى لا يكون عائقا لتفكيرهم. وأضاف أن للقلق أعراضاً نفسية تظهر على صاحبها تتمثل في القلق العام والخوف دون سبب محدد والتوتر، وكذلك سرعة الانفعال وضيق الصدر، وأعراضاً معرفية كضعف التركيز والشعور بالإحباط وكثرة التفكير، وأعراض أخرى جسدية يجب أن تتنبه لها الأسرة والمدرسة وهي حينما يشتكي الطلاب من إصابتهم بحالات الصداع، أو خفقان القلب، أو التعرق المستمر وما يصيبهم من آلام بالبطن، وقد تظهر تلك الحالات في قاعة الامتحان نتيجة الحوف المتزايد. وأشار إلى أهمية تجنب الشدة الزائدة من قبل الأسر تجاه أبنائهم، والابتعاد عن المشاكل الأسرية، واستخدام أساليب التحفيز كنوع من الدعم المعنوي لأبنائهم، ذاكراً أن صعوبة المادة قد تكون أحد أهم الأسباب المؤدية للقلق والخوف من الامتحان، وأنه إذا استمر ذلك القلق فإنه بحاجة للطبيب النفسي. وعمّا تعانيه الأسر من حالات استنفار قبل بدء الامتحانات تحدث حسن الحازمي أحد الآباء قائلاً: إنهم يعانون أشد المعاناة في إقناع أبنائهم للخروج من دائرة القلق الزائد، مؤكداً على أن سبب ذلك القلق هو شعور أبنائهم بعدم امتلاك الوقت الكافي لدراسة موادهم، ما يضعهم في تلك الدائرة المغلقة. وأشارت أم أحمد إلى أن الخوف من الامتحانات أمر طبيعي، وأنه لا داعي لتلك الحالة من الهلع طالما أن حالة القلق لم تتجاوز حد المعقول، مضيفةً أن تجنب المنبهات هو أحد أهم الأسباب في التخفيف من تلك الحالة الشعورية. وأضاف جبريل العامري أنه ما إن تدخل فترة الامتحانات إلاّ وتظهر على أبنائه العديد من الحالات المرضية كالتعرق الشديد وآلام البطن ما قد يقلل من تركيزهم وفقدهم لقدر أكبر من المعلومات. وعن دور التعليم فيما يقدمه لطلاب وطالبات المدارس أوضح المتحدث الرسمي والمستشار الإعلامي لتعليم جازان يحي عطيف أنه تم تنفيذ العديد من الخدمات التربوية والتعليمية التي تقدم للطلاب والطالبات من قبل إدارة التوجيه والارشاد بتوجيه من مدير عام التعليم بالمنطقة الدكتور عسيري بن أحمد الأحوس بهدف تخفيف الضغط النفسي وتهيئتهم من دخول الامتحانات، وذلك بتفعيل الهاتف الاستشاري للطلاب وأولياء أمورهم وعمل مسح ميداني لمتابعة حالات الطلاب النفسية والصحية والتعامل معها حسب كل حالة، إضافةً إلى تفعيل دور الإعلام التربوي في توعية الأسرة والمجتمع في كيفية التعامل مع أجواء الامتحانات. إلى ذلك أوضح مدير وحدة التوجيه والإرشاد الطلابي بمكتب تعليم ضمد أحمد بن علي جباري أن حالة القلق من الامتحانات يجب استثمارها في الدراسة والمثابرة وجعلها قوة دافعة للرفع من مستوى التحصيل الدراسي وتحقيق الإنجاز المرجو، وهو أمر طبيعي لا داعي للخوف منه، وأن الطالب باستطاعته التقليل من مستوى القلق عن طريق الاستعداد الجيد وتنظيم الوقت إضافةً لاتباع التغذية السليمة وتجنب السهر. على الأسر تجنب الشدة الزائدة في حث الأبناء على المذاكرة