في قصر يوهانسبرغ في السويد تصافح الحوثيون مع الوفد الحكومي بالأيادي واتفقوا على تبادل الأسرى، وعلى مبادئ توحي للقارئ والمشاهد أنها مبشرة وتنم عن روح تتنفس بعد طول غياب وأنها -أي هذه المحادثات- ربما تخرج بنتائج إيجابية ونرى أصداءها في القريب العاجل، إن صدق الحوثيون في ابتساماتهم الصفراء التي يوزعونها على الصحفيين، وأمام الكاميرا وأن يوفوا بوعودهم هذه المرة ونرى تسوية فعلية للخلافات والقضايا الشائكة ووقف لإطلاق النار في الحديدة ويتم من خلال هذه المحادثات إعادة فتح مطار صنعاء ومن ثم تتم التسويات الأُخرى والتي من أهمها دعم البنك المركزي لينهض اليمن من جديد وتتنفس رئة المنطقة الهدوء بعد أن عاث فيها الإيرانيون بدعمهم للميليشيا الحوثية وسعوا إلى خراب المنطقة لولا التدخل السعودي ووقفة المملكة الدائمة في وجه الإرهاب والإرهابيين وقرارها الحازم في حرب اليمن بالتحديد ووقفتها في وجه الأطماع الإيرانية. ونحن نعلم أن هذه المشاورات التي ترعاها الأُمم المتحدة بين وفد الحكومة اليمنية ووفد الحوثيين أنجزت تسليم لوائح متبادلة للأسرى والمخطوفين تضمنت أكثر من 16 ألف شخص وهذه بادرة طيبة نحو تحقيق السلام في المنطقة، ووقف للعبث الإيراني لدعمها لهذه الميليشيات ونتمنى أن يلتزم الحوثيون بالمبادرة الخليجية ويوافقون عليها بالإضافة إلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والإذعان لقرار مجلس الأمن 2216 وهذه الثلاثة محاور أو المتطلبات لا حياد عنها إذا ما أراد الحوثيون الخروج من مأزق الحروب والشتات، وأرادوا النهوض ببلدهم والمنطقة وعدم انسياقهم إلى الأطماع الإيرانية الوهمية، ويعود اليمن إلى وضعه الطبيعي ويشترك اليمنيون جميعاً في صناعة مستقبل بلادهم، وليعلم الحوثيون أن الأسلحة المنفلتة خارج الدولة - وبمعونتهم ومعرفتهم وبدعم من الجانب الإيراني - بأنها من أهم عوائق بناء المستقبل والعودة إلى الأمن والاستقرار. "مدينة الحديدة" والميناء التابع لها موقع خلاف بين الأطراف ومكان استراتيجي يحاول كل جانب السيطرة عليه نظراً لكون أغلب إن لم تكن كافة المساعدات الحيوية والواردات اليمنية تأتي من هنا وبذلك ستكون الحديدة في المحادثات نقطة مهمة للطرفين. نتمنى أن نرى انفراجاً في الأيام القادمة وأن نفرح بحل هذه الأزمة، وأن تتكلل جهود المملكة في تذليل الصعاب أمام هذه المحادثات. وللمملكة دور كبير في هذه المحادثات وتسعى دوماً إلى الحوار وإلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات فهل يقتنع الحوثيون بذلك..؟ هذا ما نأمله.