نقلة حضارية لافتة تشهدها السعودية الشامخة براية توحيدها، المطمئنة بوحدة قيادتها وشعبها، الوارفة بظلال تنميتها الشاملة، المتطلعة بثقةٍ وتوكل على الله لمستقبل مخضر ينبض برؤية طموحة تشكلت ملامحها السياسية والاقتصادية والاجتماعية في ظل مواقف ملك قائد حكيم، وجهود ولي عهد أمين، لتمضي هذه القيادة المباركة راسخة القيم والمبادئ نحو إصلاحات جذرية في مفاصل مؤسسات الدولة بكل قطاعاتها، وتعزز فيها مفاهيم النزاهة والشفافية، وتقتلع بحزم كل جذور الفساد بشتى أنواعه، وتضع مصلحة شعبها، وتقديم الرعاية وسبل الرفاهية له في صدر أولوياتها، مستمدة منهجها من شريعة الإسلام السمحة، التي تحفظ لهذه البلاد أصالتها ومكانتها، وتستحث همم أبنائها نحو مجالات أرحب من الريادة التنموية والحضارية، وتؤكد للعالم بحكمتها وحنكتها مواقفها المتوازنة الحاسمة في كل ما يمس قضاياها وعلاقتها الدولية، كما أنها ستبقى المحور الأهم في تشكيل القرار السياسي والاقتصادي الدولي. في ذكرى البيعة الرابعة يقلب التاريخ سجلا حافلا بالإنجازات العظيمة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله تعالى - القائد الذي منح اهتمامه ورعايته لكل شعبه، وامتدت يده البيضاء الحانية، ورحمته الإنسانية لتعم بالبذل السخي كل الشعوب المستضعفة والمنكوبة. وكانت حكمته بعون الله تعالى، صمام الأمان لوطننا العزيز في ظل ما يشهده العالم من تقلبات سياسية واقتصادية، وفي ظل ما تشهده المملكة من حملات عدائية تحاول عبثًا المساس بمكانتها ووحدتها ورسوخ كلمتها ودورها الدولي، ورغم كل هذه الأحداث يبيت الوطن الغالي بفضل من الله تعالى ناعم البال بأمنه ورخائه واستقراره، فخورًا بوحدته، مبايعًا لقيادته، لتعبر أعوام الوطن مزهوة بمنجزاتها تسابق الزمن في ثقة وتطلع رحب نحو تحقيق رؤية الوطن المباركة 2030 رؤية الغد المزهر. أعوام خضراء منذ البيعة الأولى لسلمان العطاء.. ومسيرة تحول وطني تاريخي لم تشهدها السعودية في عهودها المجيدة، مسيرة ترعاها عناية الله وحده، وتقود ركبها توجيهات قائد هذه المسيرة المباركة حفظه الله، وتحظى باهتمام قيادة شابة طموحة تمثلت في صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد الأمين -حفظه الله ورعاه -، قيادة تتوهج همة وإنجازًا، وتجري توجهاتها في خارطة التنمية الوطنية الشاملة أنهارًا من الثقة والشفافية والوعي، وتعد بانطلاقة تنموية تحلق بالوطن نحو آفاق من الريادة والمكانة العالمية. ويبقى التعليم في سياسة قادتنا محط النظر والاهتمام؛ إيمانا بأن مستقبل الوطن يكمن في صناعة أبنائه وبناته، وتأهيلهم بالتخصصات النوعية، وبأرقى الدرجات العلمية، وتزويدهم بأفضل المهارات المهنية، لذا سعت القيادة الرشيدة وما تزال لتشخيص واقع التعليم، وتقديم التوجيهات والدعم السخي، وتشييد المشروعات التعليمية، وتوجيه بوصلة التعليم نحو مواكبة عجلة التقدم العلمي والبحثي العالمي، وما يشهده التعليم العالي من تقدم وريادة خير شاهد على هذا العطاء المبارك الذي يسهم بإذن الله في صناعة شباب الرؤية الذين هم عمادها وثروتها. إنها ذكرى البيعة الرابعة لسلمان الأمن والأمان، حيث انطفأت جذوة الإرهاب، واجتثت عروقه، وزهت حدودنا الأبيّة ببطولات جنودنا الأوفياء، إنها مناسبة غالية ووقفة شكر وامتنان لقائد هذه المسيرة، أدام الله عز الوطن، وحفظكم الله يا خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهدكم الأمين. * مدير جامعة الملك فيصل