انطلاقاً من مسيرة التنمية التي تشهدها مملكتنا الغالية، وما تسعى إلى تحقيقه من مستهدفات ذات صلة بكافة القطاعات الحيوية في إطار رؤية الوطن المباركة 2030، وبخاصة ما يتعلق بالتعليم، تستهدف جامعة الملك فيصل أن تكون جامعة رائدة محليّا وإقليميّا وعالميّا في إيجاد بيئة تعليمية محفزة ومنتمية إلى المستقبل، منتجة بحثيًا، ومتفاعلة مجتمعيًا وتنمويًا بما يمكّنها من المساهمة في تحقيق عدد من الأهداف الوطنية، والتي يأتي على رأسها المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي للمملكة. أما الداخلية فقد انحصرت في الأبعاد الثلاثة الخاصة بالموارد والقدرات بمختلف أشكالها، والكفاءة والخبرة المتراكمة، والمزايا النسبية والتنافسية. ملامح هوية جامعة الملك فيصل المستقبلية تشكلت ملامح هوية جامعة الملك فيصل حول محور شمولي هو "الأمن الغذائي" بأركانه المتعددة، منطلقة من مفهومه المتمثل في القدرة الوطنية على توفير المنتج الغذائي، وتسهيل الحصول عليه، واستخدامه مع التأكيد على إدارة المخزون الاستراتيجي منه، واستدامته، والاستفادة المثلى من المصادر الطبيعية، والمحافظة عليها، وعلى أن يرتكز على أركان خمسة تتثمل في: توفر الأغذية، وإمكانية الحصول عليها، واستخدامها، واستقرار الإمدادات منها، وإدارتها على النحو الأمثل، والحفاظ الأمثل على المصادر الطبيعية. انعكاسات تحديد الهوية على وظائف الجامعة تسعى الجامعة من خلال هويتها المستقبلية إلى: تركيز الجهود البحثية على المشاريع المرتبطة بالأمن الغذائي، والمصادر الطبيعية المرتبطة به، وما يتعلق به من مجالات داعمة، بما يشمل التأسيس لشراكات بحثية مهمة في سبيل دعم هذا التوجه، والتركيز على تنفيذ مشاريع تنموية واستثمارية نوعية في مجالات الأمن الغذائي، والمجالات المتقاطعة معه لأغراض نقل التقنية والخبرات المكتسبة، وإعادة تعريف الصناعات ذات الصلة، وتركيز جزء من البرامج الأكاديمية والتعليمية على الجوانب المتعلقة بالأمن الغذائي، وما يتصل بها من مجالات داعمة. أهمية اختيار الأمن الغذائي هوية للجامعة تأتي أهمية اختيار الأمن الغذائي هوية للجامعة من منظورين خارجي وداخلي، أما الخارجي، ففي إطار تقاطعه المباشر مع رؤية المملكة 2030 ، والتي حددت تحقيق الأمنين التنموي والغذائي، والاستفادة المستدامة من الموارد المائية كأحد أهدافها الاستراتيجية، إلى جانب صدور استراتيجية وطنية للأمن الغذائي للمملكة في العام 2018، وإطلاق عدد من الجهات في القطاعين العام والخاص عددًا من المبادرات النوعية، ومن بينها إطلاق وزارة البيئة والمياه والزراعة سبع مبادرات تحولية وطنية في العام 2017، وكذلك الهيئة العامة للغذاء والدواء، وكذلك الاحتياج الكبير لمزيد من المراكز البحثية المتخصصة على النحو الذي يلبي احتياجات الأمن الغذائي وتفرعاته المختلفة في المملكة، إضافة إلى جغرافية وتضاريس منطقة الأحساء وما يتصل بهما من دلالات، والاحتياج الشديد إلى سوق قائم في مجالات التقنيات الزراعية وتطبيقاتها على الأمن الغذائي في المملكة. وأما من حيث المنظور الداخلي فقد تمايزت جامعة الملك فيصل في المجالات الزراعية والغذائية والحيوانية والمائية من حيث قِدم وعراقة نشأة كلية العلوم الزراعية والأغذية وكلية الطب البيطري، وتوسع الجامعة في مجال الأبحاث الزراعية، المائية والحيوانية، وما تلا ذلك من إنشاء مراكز بحثية متخصصة (مركز التميز في النخيل والتمور، مركز أبحاث الإبل، مركز الدراسات المائية، مركز أبحاث الثروة السمكية، مركز أبحاث الطيور، وحدة أبحاث النحل)، إلى جانب شراكة الجامعة الأكاديمية مع وزارة البيئة والمياه الزراعة، والهيئة العامة للغذاء والدواء، والشركات الكبرى كأرامكو السعودية، وسابك، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، وما أبرمته من اتفاقيات بحثية مع جهات متعددة في الشأن الزراعي والبيئي والمائي، إضافة إلى السعي نحو المواءمة مع النظام الجديد للجامعات وما يترتب عليه من مرونة مالية، وتنويع في مصادر الدخل، وتنمية ذاتية للموارد. مجالات الأمن الغذائي وجيوب التميز المحتملة تتلخص مجالات الأمن الغذائي فتركز على مجالات: الزراعة بإنتاج الغذاء بكل أنواعه عن طريق استزراع النباتات، وتربية الحيوانات، والأسماك. والمياه: بإنتاج وإدارة الثروة المائية لأغراض زراعية، ويشمل ذلك التنقيب، والاستخراج، والتحلية، والمعالجة وغيرها. والصحة: وتشمل صحة الإنسان والحيوان، والمحافظة على البيئة من الأخطار البيئية التي تهددها، والطاقة: بإنتاج الطاقة اللازمة للزراعة، وبخاصة الطاقة المتجددة، وربطها بالأنظمة الزراعية والمائية المختلفة. والنقل والتخزين: بنقل المحاصيل الزراعية، والمنتجات الغذائية وتخزينها بما يكفل أقل هدر ممكن قبل الوصول للمستهلك النهائي. والبيئة: بالحفاظ على الموارد البيئية في ظل اتساع الرقعة النباتية والحيوانية. والتقنية: بتطوير تقنيات إدارة الري، والاستزراع عن بعد، ونقل المحاصيل ومعالجة المياه. والإدارة: من خلال إدارة سلسلة القيمة الغذائية، وإدارة المخزون الاستراتيجي للغذاء. بالإضافة إلى مساعيها الأساسية المتمحورة حول المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي للمملكة، ستعمل الجامعة على التركيز والاستثمار في مجموعة من جيوب التميز الفرعية والمتمثلة في التخصصات التالية: المخاطر المالية، وأمراض الدم الوراثية، والإعلام الرقمي، والموهبة في التعليم، والتعلم الرقمي، والأمن السيبراني. وقد تبنت جامعة الملك فيصل مؤخرًا تأسيس "واحة الأحساء للابتكار والتقنية"، والتي تشبه في مفهومها وأهدافها حدائق العلوم وأودية التقنية، وإن كانت تنظر لريادة الأعمال والابتكار وتأسيس الشركات الناشئة بمنظور أوسع، حيث سيكون الإبداع والابتكار وريادة الأعمال، وتأسيس واستقطاب الشركات في منظومة متكاملة تدخل في التعليم والتدريب والبحث والثقافة التنظيمية للجامعة. وتطمح الجامعة إلى أن تكون واحة الأحساء للابتكار والتقنية مصدراً معتبراً للمعرفة المرتبطة بحلول وتقنيات الاستدامة البيئية في بعض الصناعات التي تستهدفها المملكة، بما يسهم في تحفيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، وتوفير بيئة تعزز إنتاجية وتنافسية الشركات والمؤسسات العاملة في الواحة، وتدعم مكانة الجامعة محليّا وعالميّا، ويضمن لها الاستدامة، ويلبي تطلعات أصحاب المصلحة. وجامعة الملك فيصل ومنذ انطلاق فجر رؤية الوطن 2030، أخذت على عاتقها أن تكون حاضرة وفاعلة في كل التوجهات والتحولات التطويرية والتنموية الوطنية بمختلف المجالات، وأن توظف كل خططها الاستراتيجية، وإمكاناتها بما يعزز إسهاماتها في تحقيق هذه الرؤية المباركة تحت قيادة الحزم والعزم. مركز الموهبة والإبداع