يذكر الدكتور سعود النمر وزملاؤه في كتابهم المرجعي الرائد في علم الإدارة: (الإدارة العامة: الأسس والوظائف والاتجاهات الحديثة) أن من أهم الأساليب القيادية الحديثة في علوم الإدارة، ما اصطُلح على تسميته بمفهوم (التمكين)، وهو أسلوب إداري متطور جداً يصل إلى مناطق أبعد من تلك التي تصل إليها مفاهيم التفويض، حيث يرى أن التمكين يتم عبر منح العاملين المزيد من الصلاحيات والمسؤوليات الواسعة لمواجهة المشكلات العادية والطارئة، وكذلك لاستغلال الفرص وتلافي المخاطر والتهديدات التي تحيط بعمل واستراتيجية المنظمة. يدعو التمكين إلى وجود وفرة في المهارات والمعارف والإمكانيات والقدرات التي تصاحبها الصلاحيات المفتوحة للموظفين، مما يمنحهم القدرة على ادارة المواقف حسب مقتضياتها. وهذا بلا شك يحرر كل طاقات الخوف الكامنة في دواخل العاملين، مما يجعل لديهم القدرة والرغبة في التجريب المنضبط والمدروس للأعمال الإدارية التي تعمل في فلكها منظماتهم. نقطة ارتكاز التمكين هي إثراء المشاركة الحقيقية للعاملين، وإعطاؤهم دور فعلي في اتخاذ القرارات الحيوية، مما يجعلهم قادرين على رفع درجات الثقة في المستويات الإدارية المختلفة؛ ولذلك فإن التمكين يرى أن على موظفي المستويات الإدارية التنفيذية البحث عن حلول لمشاكلهم، والقضاء عليها بدون الرجوع إلى الإدارات الوسطى والعليا. في خضم الجولة العظيمة التي أجراها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل وبعد قمة العشرين. نُشر في هذه الصحيفة يوم الأربعاء الماضي خبراً يقول: إن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية استعرض عدداً من الموضوعات، ومن ضمنها العرض المقدم من المركز الوطني قياس أداء الأجهزة العامة، وقد أتخذ المجلس بشأنه توصياته اللازمة، انتهى. بوجهة نظري وبناءً على مفهوم التمكين الإداري، فإن تمكين قائد لمنظمة على مستوى عالٍ من الأهمية مثل المجلس، للعاملين معه. يعتبر نقلة كبيرة جداً في تطوير هذا المفهوم، حيث أنه يعبر عن ثقة كبيرة من رأس الهرم يوليها للعاملين تحت إدارته، مما سيساهم في بناء قيادات إدارية لديها الثقة المطلقة بما تعمله، وبالتالي توريث هذه الثقة للمستويات الإدارية الأدنى فالأدنى. ونتيجة لها، فإن المحصلة النهائية سوف تكون جودة عالية في مخرجات القرارات التي بالتأكيد ستشبع حاجات المستفيدين منها. كما أن هذه الثقة ستساهم أيضاً ببناء وتطوير القدرات الخاصة باستشراف المستقبل المتوقع، ومن ثم توسيع قاعدة الاستفادة الممكنة من هذا المستقبل وتوجيهه بالصورة المثلى. المنظومة التي تعمل على تمكين موظفيها والعاملين فيها، سوف تحصل على قفزات عظيمة وضخمة في الوصول إلى أهدافها. وأحد قفزات مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بوجهة نظري، هو إنشاء مركز حيوي ومدهش. ويمثّل برأيي، العين واليد للطبيب الماهر الحاذق، والتي تتدخل بسرعة في إصلاح وتقوية أجهزة الجسم المختلفة؛ ولتتعرف أكثر عن مهام هذا المركز وصلاحياته وإنجازاته، كل ما عليك هو أن تكتب في قوقل (مركز الانجاز والتدخل السريع).