ضمن برنامج التحول الوطني ورؤية 2030 أنهى المركز الوطني لتقنية الأقمار الصناعية التابع لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تطوير وتصنيع القمرين السعوديين «سعودي سات 5 ب» و»سعودي سات 5 أ» للاستطلاع والاستشعار عن بُعد، قمران صنعا بأيدٍ سعودية وعلى أرض المملكة ضمن رؤية 2030 بتوطين الصناعات والتقنيات الاستراتيجية، ومن ضمنها تقنية وصناعة الأقمار الصناعية والتي ارتبطت بأذهان العامة بأنها مخصصة للبث الفضائي التلفزيوني، ولكنها في الحقيقة أشمل من ذلك بكثير فهي تتعداه لخدمة مجالات عديدة في الزراعة والمعادن ومراقبة السفن، والمجالات الاستخباراتية وغيرها من المجالات المتعددة التي تخدم الإنسان. معايير عالمية وهنا نسلط الضوء على القمرين السعوديين «سعودي سات 5 ب» و»سعودي سات 5 أ» اللذين تم تصنيعهما واختبارهما وفق المعايير العالمية لأغراض الاستطلاع والاستشعار في معامل ومختبرات مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من خلال خبرات وكفاءات سعودية تعمل في مجال صناعة وتطوير الأقمار الصناعية، ويأتي هذا الإنجاز الوطني نتيجة الدعم الكبير الذي يحظى به قطاع البحث والتطوير العلمي والتقني والصناعي في المملكة عامة ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية خاصة، من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله -، وينضم سعودي سات 5 ب وسعودي سات 5 أ إلى الإنجازات التي حققتها المملكة في مجال الفضاء والأقمار الصناعية، حيث أطلقت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية 13 قمراً صناعياً وشاركت في مهمة استكشاف القمر الصناعي «شانجي 4» مع الجانب الصيني وتوفير الخدمات المتطورة لنظام الاستشعار عن بُعد، وإطلاق نظام متطور لتتبع ومراقبة السفن التجارية بالأقمار الصناعية تشمل تغطية يومية شاملة لحركة السفن تصل إلى 30 ألف سفينة حول العالم، ويأتي إطلاق القمرين الصناعيين الجديدين تحقيقاً لرؤية المملكة العربية السعودية 2030 الهادفة ليس لتوطين التقنيات الاستراتيجية فحسب، بل تمتد إلى تعظيم المحتوى المحلي وتوفير فرص وظيفية وتمكين الشباب السعودي من الإلمام بالتقنيات المتقدمة في مجال تطوير وتصنيع الأقمار الصناعية في ظل حديث عن إنشاء هيئة للفضاء. مفخرة وإنجاز وقال المهندس ماجد المشاري مدير المركز الوطني لصناعة الأقمار الصناعية التابع لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية: إن القمرين الصناعيين السعوديين «سعودي سات 5 ب» و»سعودي سات 5 أ» مفخرة وإنجاز جديد يضاف إلى سلسلة الإنجازات التي حققتهما مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في مجال الأقمار الصناعية، وهما قمران مخصصان للتصوير الفضائي بدقة عالية لسطح الأرض من المدار الأرضي المنخفض وتقديم الخدمات للجهات الحكومية في المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بالصور عالية الدقة، وكذلك سيخدم رصد الغطاء الزراعي وأيضاً التخطيط العمراني، وكذلك مراقبة التحركات والتغيرات على سطح الأرض، ومن المهام كذلك تجربة أنظمة فضائية جديدة، مضيفاً: من الأهداف لهذين القمرين هو توطين صناعة الأقمار وتوطين القدرات على تصنيع أقمار صناعية عبر كوادر وطنية من شباب وشابات الوطن لتلبية الاحتياج المحلي من الصور الفضائية عالية الدقة. تصوير كهروضوئي وأوضح المهندس ماجد المشاري المميزات لهذين القمرين، وأن هذين القمرين يحتويان على أنظمة لتصوير الكهروضوئي بدقة عالية، وكذلك مزود بأنظمة لتوجيه القمرين لتصوير الأهداف الأرضية بدقة وسرعة عالية، وأنظمة الاتصال عالية السرعة، ويستخدم أنظمة متقدمة لتوفير وتوزيع الطاقة ويوجد محطة أرضية قادرة على التحكم بثلاثة أقمار صناعية بنفس الوقت، وقادر كذلك على معالجة وتفسير الصور باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. وأجاب على سؤال «الرياض» حول أهمية الأقمار الصناعية التي تجعل الدولة تركز على توطينها ضمن برامج التحول الوطني ورؤية 2030 بأن تركيز الدولة - حفظها الله - على توطين هذه الصناعة، حيث تعد صناعة الأقمار الصناعية من الصناعات الاستراتيجية ذات الاستخدامات المتعددة، ونظراً لوجود طلب عالٍ على الخدمات التي تقدمها الأقمار الصناعية، إضافةً إلى الخفض الكبير في التكلفة الممكن تحقيقه عبر صناعة الأقمار محلياً. وعن الخطط المستقبلية لصناعة الأقمار الصناعية اكتفى بالقول: من المخطط إنشاء المزيد من المشروعات الخاصة بتطوير وتصنيع وإطلاق الأقمار الصناعية الجديدة بالمستقبل ولاستخدامات متعددة. بيئة خصبة وقال الأستاذ طلال المفلح الخبير بالتنمية المستدامة: إن المملكة العربية السعودية تقوم حالياً، ضمن رؤية 2030 من خلال برنامج التحول الوطني بتوقيع الاتفاقيات مع الدول المتقدمة مثل الصين ودول العالم الأول المتقدمة في مجالات البترول والبتروكيميائيات والطاقة والتقنية الحيوية، وكذلك الاستخدامات السلمية للفضاء ومجالات الابتكار وحاضنات التقنية وإنشاء الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تخدم المملكة في هذا المجال، ويهمنا الحديث عن مجال الفضاء حيث تقوم المملكة في القريب بإطلاق القمرين 5 b و5 a من خلال تطوير تقنية استخدامات الفضاء السلمية والتكنولوجيا الرقمية والتي ستوفر الوظائف وتحسين البنية التحتية التقنية وتطويرها، خاصةً أن المملكة العربية السعودية تتمتع ببيئة خصبة تمكنها أن تكون في مقدمة الدول العالمية المقدمة للخدمة، إضافةً إلى أن المملكة تعتبر من الدول المستهلكة لكمية البيانات وإرسالها بشكل عالٍ وعبر عن رضاه للتطور التقني التي تشهده المملكة العربية السعودية بوتيره متزايدة، وبأسرع ما كان مخططاً له، وشدد على الحكمة من اتخاذ الصين شريكاً استراتيجياً بتطوير صناعة الأقمار الصناعية والاستفادة من خبراتهم بهذا المجال الذي لهم باع طويل فيه، إضافةً إلى تنويع التحالفات الاستراتيجية شرقاً وغرباً، وبالعودة لإطلاق القمريين السعوديين من محطة الفضاء الصينية خطوة سيتبعها خطوات أكبر، وإن الأنظار محلياً وعالمياً تترقب إطلاق هذين القمرين اللذين صنعا بأيدٍ سعودية وعلى أرض سعودية. أيادٍ سعودية وكفاءات وطنية عمل وجهد واضح نجاح كبير في التصنيع الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة