"كمبيوتر لكل مكتب وفي كل منزل يستخدم برامجنا كأداة لتحقيق الفاعلية والقيمة"، هكذا كان حلم شركة مايكروسوفت، وتلك كانت رؤية الغد التي بنتها الشركة عندما انطلقت، حيث قامت بوضع خطة الطموح والكفاح، ووثبت للانتقال من مربع الآمال إلى ساحة الأعمال، وسخرت مقوماتها ومواردها نحو تحدي المستقبل حتى استطاعت بلوغ محطة المرام، وغدت جزءًا من حياتنا اليومية، وأداةً لتنظيم وإدارة إجراءاتنا العملية وأدوارنا الوظيفية. لاشك أن ديسمبر يعد من أكثر الأشهر ازدحاماً بالأعمال لدى كافة المؤسسات وخاصةً إقفال أنشطة وبرامج العام والتخطيط لحلم السنة التالية، إذ لابد في هذه الفترة من الوقفة مع الذات المؤسسية لمراجعة الأداء بشكل شمولي في الإدارات والأقسام. وذلك معطوف بلا ريب على أهمية تقييم مدى مواكبة إنتاجية المنظمة مع ما تم رسمه في سيناريوهات التخطيط، بالإضافة إلى نسب التوافق مع المؤشرات المحددة. ولتفادي الهدر في الموارد والجهود، تكمن هنا ضرورة قياس أثر البرامج والمشروعات المنفذة ومدى كفاءتها في صناعة النتائج الإيجابية وتحقيق الأهداف المنشودة بفاعلية. كما يتعين أيضاً وضع الأداء العام على مسطرة الممارسات العالمية لتحديد موقعنا من التنافسية، والتعلم من التجارب المثلى لدى الدول الأخرى في سبيل تحسين وتطوير الأداء. وجميع ما سبق يعد مدخلات رئيسة في عملية التخطيط للتخطيط ولبناء مستهدفات وأهداف ومبادرات الفترة الزمنية المقبلة، أما المدخل الأهم ومحور دائرة التركيز فهم العملاء والمستفيدون من مواطنين ومقيمين. حيث لابد من الإيمان بدورهم المحوري كشركاء في صناعة النجاح وتحقيق العوائد والأرباح، وهو الأمر الذي يحتم من وجودهم على طاولة التخطيط جنباً إلى جنب مع قادة ومنتسبي المنظمات. ولنقف هنا تأملاً أننا في شهر صرام غراس العام، وموعد الإعداد الميداني لتأويل الأحلام، شهر يفصلنا عن عام الوثب نحو التحول إلى محيط شمس المستقبل الساطعة، شهر تفتح نافذته على 2019، وتقل عرباته الركاب نحو الموعد الأول مع المجد الجديد 2020، فكيف أنتم يا مؤسساتنا على هذه الخطى سائرون؟ وعلى أي نقطة في خط زمن التغيير والإنجاز تقعون؟ واعلموا يقيناً أننا بكم مستبشرون، وفي جهودكم واثقون. أختم بقولي إننا على أعتاب جولة نهضة تنموية راهن عليها الأمير محمد بن سلمان بقوله: "سيفاجئ هذا الوطن العالم من جديد"، ومع تدافع تلك الطموحات، وارتفاع حمى المنافسات على كرسي الصدارة، لابد من أن تتبنى مؤسساتنا منهجية "فكر عالمياً ونفذ محلياً"، ولتحذر ما قاله الكاتب ديفد كامبل: "إذا لم تكن تدري إلى أين تتجه ربما ستصل إلى مكان آخر".