تحتفل المملكة الاثنين المقبل بوضع حجر الأساس لمدينة الملك سلمان للطاقة في منطقة استراتيجية منتصفة بين حاضرتي الدمام والأحساء بالمنطقة الشرقية في موقع يمثل قلب اقتصاد الطاقة في العالم حيث صناعة النفط والغاز الطاقة والكيميائيات إلى جانب ثروات البلاد الهائلة من المواد الهيدروكربونية والمواد الخام واللقيم في ظل تكامل سلسلة القيمة، والبنية التحتية والخدمات ذات المستوى العالمي، والقرب من الأسواق العالمية التي تشهد طلباً متنامياً مستمراً لمنتجات وخدمات الطاقة التي سوف تشملها مشروعات المدينة والتي من المخطط أن تجذب 300 مشروع صناعي وضخ مبلغ 22.5 مليار ريال للناتج الإجمالي المحلي سنوياً وفتح عشرات آلاف الوظائف للمواطنين والمواطنات. وتمثل مدينة الملك سلمان للطاقة بوابة الطلب الهائل المحلي والإقليمي لقطاعات التنقيب والإنتاج، والتكرير والمعالجة والتسويق، والصناعات البتروكيميائية، والكهرباء، والمياه في موقع واحد مدعمة بالتقنيات الحديثة المبتكرة لآبار النفط والغاز والاستثمارات العالمية المتنوعة والمرتبطة بالصناعات المساندة لقطاع الطاقة وتوطينها وتشمل توطين تصنيع أجهزة الحفر البرية لآبار النفط والغاز، ومختلف المشروعات ذات القيمة المضافة العالية والتي توفر أيضاً الدعم للشركات الوطنية والمنشآت الصغيرة والمتوسطة وتحفيز الابتكار وريادة الأعمال في قطاع الطاقة التي تعزز تنويع الاقتصاد الوطني. وتخطط شركة "أرامكو" لأن تكون المدينة أكبر داعم للمحتوى المحلي في ظل الطلب الهائل لمنتجات وخدمات الطاقة الذي تقدر قيمته في دول مجلس التعاون الخليجي بمبلغ 170 مليار دولار، في حين تقدر قيمته في المملكة حوالي 41 مليار دولار، في وقت تنظر "أرامكو" لمدينة الملك سلمان للطاقة ضمن أهم مشروعات برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية والذي يستهدف الإسهام في الناتج المحلي ب1,2 تريليون ريال، وتوفير 1,6 مليون وظيفة، إضافة إلى جذب استثمارات تُقدّر بقيمة 1,6 تريليون ريال، بحلول العام 2030. في وقت يمثل مشروع تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية أحد أبرز برامج تحقيق رؤية المملكة، ويتضمن أكثر من 300 مبادرة، ويعمل على تطوير 11 صناعة منها صناعة السيارات، والصناعات العسكرية والطبية، والاستزراع المائي والسمكي، وكلها تستهدف رفع صادرات المملكة لتصبح 50 % منها صادرات غير نفطية، في وقت تهدف استراتيجية البرنامج إلى تحويل المملكة إلى قوة صناعية رائدة ومنصة لوجستية عالمية، وذلك عبر التركيز على أربعة قطاعات حيوية تشمل الصناعة، والتعدين، والطاقة، والخدمات اللوجستية. وتسعى شركة "أرامكو" وشركائها هيئة المدن الصناعية "مدن" لضخ خبراتها المكتسبة في قطاعات النفط والغاز والتكرير والبتروكيميائيات والتعدين واستغلالها لخلق مدن صناعية تحقق التكامل بين قطاعات المواد الأولية الخام والوسيطة والنهائية وتوطين قطاعات الطاقة المتجددة ورفع تنافسيتها بما يتفق والأهداف الاستراتيجية للتحول 2020، إضافة إلى تشييد الصناعات المساندة لقطاع الطاقة وتشمل مصانع قطع الغيار والإلكترونيات وأنظمة التحكم، والأنظمة الكهربائية، وأنظمة التبريد، ومعدات معالجة السوائل، والصمامات، والأنابيب وملحقاتها، والمضخات، ومتطلبات ومواد إنجاز أعمال الآبار، وسوائل وكيميائيات الحفر، ومواد البناء المرتبطة بالطاقة، وخدمات التنقيب والإنتاج، وتشكيل المعادن وغيرها. وتتأهب أرامكو لإطلاق العمل ﻓﻲ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ واﻟﻤﻨشآت الأﺧﺮى للمدينة ومن المقرر انتهاء الأعمال الإنشائية لكامل المرحلة الأولى في العام 2021 في حين يتم البناء على ثلاث مراحل من المتوقع إنجازها بحلول سنة 2035م. في وقت تستهدف خطط أرامكو جذب نحو 120 مشروعا استثماريا صناعيا في المراحل الأولى من المجمع وتستهدف عند اكتمال بنائه جذب أكثر من 300 استثمار صناعي وغير صناعي والتي ترمي لتنويع الاقتصاد وتخفيض الاعتماد على النفط، وتعزيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتطوير مختلف القطاعات. وأنهت "أرامكو" أعمال إنشائية ضخمة في مدينة الملك سلمان للطاقة وتهيئة الأرض وتسويتها ونقل التربة في وقت تتأهب المدينة لتوفير بيئة صناعية، حيث من المخطط أن تلبي الشركات المستهدف جذبها أيضاً حاجة منتجات الطاقة وخدماتها المرتبطة بها، في حين سوف يفتح الباب على مصراعيه للقطاع الخاص وتمكينه من المنافسة في الساحة الإقليمية والعالمية وترسيخ مكانة المملكة كمركز استراتيجي للاستثمار في خدمات الطاقة بكافة أفرعها. وتتضمن المدينة مشروعات عملاقة للبنية التحتية والتجهيزات الأساسية والتي تشكل أرضا خصبة لجذب المستثمرين في وقت تمهد أرامكو للإجراءات التجارية التي تراعي المصالح المشتركة والتي يكون لها دور حاسم في النهوض بقطاع الصناعات المساندة وتوطين سلسلة التوريد في قطاع الطاقة وذلك بالاعتماد على خبرات أرامكو الكبيرة جداً في مجال إدارة المشروعات وسلسلة التوريد والتي من شأنها ضمان المساهمة الفاعلة من قطاع مشروعات النفط الخام والغاز والكيميائيات في خلق مزايا اقتصادية جديدة تتسم بالجودة والاستدامة بما يخدم مصالح المملكة. ويضم مشروع المدينة خمس مناطق محورية تشمل المنطقة الصناعية، والميناء الجاف بطاقة استيعابية ثمانية ملايين طن متري من الشحن سنويًا، ومنطقة الأعمال والتي تضم مقر أرامكو الرئيس لأعمال الحفر وصيانة الآبار واستثمارات تجارية، ومنطقة التدريب في قطاع الطاقة لتدريب وتطوير الكوادر الوطنية وتلبية احتياجات المستثمرين في المنطقة، والمنطقة السكنية والتجارية والتي تضم مجمعات سكنية، ووحدات فندقية، ومركزًا صحيًا، ومدارس، ومرافق ترفيهية. المدينة تستقطب 300 مشروع صناعي وخدمي لدعم صناعة النفط والغاز بالمملكة