حتى آخر 10 سنوات لم تكن الكرة في ألمانيا محط اهتمام عدد كبير من الناس، كان معظم العالم يتابع الدوري الإنجليزي والإسباني والإيطالي. الآن وفي آخر تقارير رابطة الدوري الألماني فقد بلغت مداخيل الأندية الألمانية 3 مليارات يورو، هذا بجانب أن الدوري الألماني الآن هو الدوري الأكثر جماهيرية – وبشكل رسمي – في العالم، بمعدل حضور 42 ألفاً و600 مشجع في المباراة، أما في 2013 أوصل الألمان كلمتهم للعالم وتجسدت قوة تسويق الدوري هناك بأن نهائي دوري الأبطال كان بين قطبي الكرة الألمانية بايرن ميونخ ودورتموند..! تسيد بايرن ميونخ الكرة العالمية وقتها، الدوري والكأس والسوبر ودوري الأبطال وكأس العالم للأندية وفاز على أقوى نادٍ في العالم وقتها «برشلونة» بنتيجة 7- صفر في مجموع المباراتين، لم تصل الكرة الألمانية لهذه المكانة إلا بفضل تفوقها في مجال الاقتصاد الرياضي، رابطة الدوري الألماني هناك تقوم كل فترة بإنشاء مذكرات إستراتيجية يتم تنفيذها فوراً بحذافيرها، وكلها تدور حول « كيفية النهوض بالكرة الألمانية». بالإضافة لذلك فإن هناك إدارات تسويقية قوية جداً داخل الأندية الألمانية كل منها يعمل لإنجاح ناديه بصفة مستقلة ومن جانبها فإن الحكومة الألمانية هناك تشجع الخصخصة في مجال كرة القدم، ولكن بطريقة ذكية وتخدم الهدف القومي والوطني، فهناك قانون يحظر على أي فرد امتلاك أكثر من 50 % من أي نادٍ! وهذا معناه أن الأجانب الأثرياء لا يمكنهم السيطرة على الأندية التاريخية التي تعد ثروة ألمانية ملك للشعب الألماني. أما سر النهضة الفنية والمالية هنا هو «البنية التحتية» وهو مقسم لبنية تحتية من اللاعبين وبنية تحتية من المرافق، فلابد أن يكون لكل نادٍ استاد خاص به، وأيضاً أكاديمية للناشئين، حتى بلغ الإنفاق من الأندية الألمانية على ناشئيها منذ 2001 حتى الآن أكثر من نصف مليار يورو. أخيراً النهضة الألمانية في كرة القدم سرها الاستثمار والتسويق السليم، التسويق في الملاعب وحقوق أسمائها، في اللاعبين وصفقاتهم، وفي الناشئين وكيف يكونوا نجوماً بأسعار خيالية فيما بعد، يتضح هذا التفوق من كلمات رئيس بايرن ميونخ السابق الذي قال «الأندية الأخرى في أوروبا تذهب للبنوك لتسحب الأموال وتأخذ القروض، عندنا في بايرن نذهب للبنوك لكي نقوم بإيداع الأموال.. في حساب النادي» .