تحرص العروس على توثيق لحظات ليلة العمر بالصور ومقاطع الفيديو المتنوعة عن طريق استئجار إحدى المصورات، والتي تقوم بالتقاط طقوس الزفاف ولحظات العروس من لحظة وضع المكياج وعمل التسريحة وارتداء الفستان إلى مغادرتها حفل الزفاف، بيد أن البعض من المصورات تستغل تلك الصور والمقاطع في الدعاية والترويج لأعمالها عبر نشرها في "الستوري" في برامج "الواتساب" و"الانستغرام" و"السناب شات"، غير مراعية لخصوصية العريس والعروس، وما يمكن أن يحدثه عرض صورهم أو أجزاء منها للعامة من فضح للأسرة وخلافات قد تنتهي بالطلاق. ويبقى من المهم أن تعي مصورة العروس أن الصور تُعد مستندات سرية، ولابد أن تسلمها لأصحابها فقط، وأن نشرها عبر برامح التواصل دون موافقة أصحابها يعد جريمة معلوماتية، ويعاقب عليها حسب ما نصت المادة الثالثة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالسجن مدة لا تزيد على عام وبغرامة لا تزيد على "500" ألف ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين. اشتراطات وضوابط وقالت نورة آل مفرح -مرشدة طلابية بتعليم عسير-: إن نشر صور العروس أو أجزاء منها مع تفاصيل حفلة الزفاف من قبل مصورات الأفراح عبر حساباتهن ببرامج التواصل الاجتماعي، أصبحت ظاهرة مُلاحظة ومزعجة جداً تفتقد فيها المصورة للأمانة وسرية العمل والحفاظ على الصور التي أؤتمنت عليها، إضافةً إلى جهلها بالعواقب الوخيمة لنشر صور العروسين عبر حساباتها من دون أدنى تفكير في النتائج، واصفةً ذلك بالانتهاك الصارخ للخصوصية، وأنها مخالفة يعاقب عليها نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، حتى وإن كان هدف المصورة تعريف المجتمع بنفسها وقدراتها وجودة عملها، مضيفةً أنه يجب على العروس عند اختيارها مصورة حفلة زفافها أن تتفق مع الموثوق بها، لافتة إلى أنه من المستحسن أن تكون المصورة تعمل لدى "أستديو" مصرح له، وأن توقع العروس معهم عقداً يحوي اشتراطات وضوابط تضمن عدم انتشار وتسرب صورها، داعيةً إلى التوعية والتثقيف بنظام الجرائم المعلوماتية وانعكاسات نشر الصور الخاصة على سمعة الأُسر وما يمكن أن يحدثه من تفكك وخلافات. وأوضحت هالة علي النعمي -موظفة- أنه يحفظ التصوير للعروسين ذكريات أجمل اللحظات والأيام، ولضمان عدم انتشار الصور يمكن الاستغناء عن الاتفاق مع المصورة، مضيفةً أنه مرت عليها حالة طلاق لإحدى قريبات زميلتها بعد انتشار صورها من دون ذنب، حيث أرادت توثيق لحظات فرحتها بالزواج والارتباط، ناصحةً كل مصورة تمتهن هذا العمل بهدف كسب الرزق بالأمانة والخوف من الله والحفاظ على الصور المؤتمنة عليها والحرص على عدم نشرها. انتهاك الخصوصية وذكر عيسى النهاري أن القيام بممارسات جديدة وغريبة نوعاً ما عن ما كنا عليه في الماضي لا يعد تنازلاً عن المبادئ والقيم التي يؤمن بها الشخص، وإنما هي إشارة لتغير في الفكر والقناعات ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاطي مع المتغيرات، ومن ذلك ما يظهر في الوقت الراهن من الاهتمام الكبير بتوثيق لحظات ليلة الزفاف وحفظها كذكريات سعيدة، مضيفاً أنه قد يحدث من مصورات حفلات الزفاف تجاوزات مرفوضة كنشر الصور عبر حساباتهن الشخصية وإطلاع عامة الناس عليها كنوع من الدعاية لهن، وبالتالي تناقلها وانتشارها، مبيناً أن ذلك يعد انتهاكاً بشعاً للخصوصية من شأنه أن يربك الزواج ويؤثر على العلاقة الزوجية لاحقاً، موضحاً أنه من المهم لتلافي ذلك التعامل مع مؤسسات مرخص لها تحقق رغبة العروسين في توثيق فرحتهم والاحتفاظ بلقطات اللحظات الجميلة لاسترجاعها مستقبلاً وتحافظ على خصوصية المستفيد. ورأت مريم فارس -ربة منزل- أن من يعمد للاتفاق مع مصورة لتصوير شخصيات ولحظات ليلة الزفاف يُعرض نفسه لمخاطر انتشار الصور، مضيفةً أن الفكرة مرفوضة بالنسبة لها لما فيها من احتمال فضح أعراض الناس، مرجعةً استئجار البعض للمصورات للتقليد الأعمى الذي قد لا يدرك الغالبية عواقبه. انعكاس سلبي وأرجع أنور عبدالله -صيدلاني- انتشار الصور الخاصة وغير القابلة للنشر للعروس إلى تساهل ولا مبالاة بعض الأسر، مبيناً أنه مع الطفرة غير المسبوقة في عالم التواصل الاجتماعي شاهدنا صور فتيات تنتشر، منها ما يكون لعروس ليلة زفافها، وقد يكون في حالات كثيرة بغير علمها وعن طريق مصورات الأفراح، وهذا الأمر دخيل على مجتمعنا المحافظ، وينعكس سلباً على العلاقة الزوجية ويقوض دعائمها وقد يؤدي إلى الانفصال. وقالت مرام عصام الدين محمد -مصورة حفلات زفاف-: إنها لا تقوم بعرض أي صور للعروس بالسوشيال ميديا إلاّ بعد أن تستأذن من العروسة وأهلها، مضيفةً أنه في حال عدم السماح لها فإنها تحافظ على الصور ولا تقوم بنشرها، مبينةً أن البعض يبدي موافقته في البداية على عرض الصور ببرامجها للتواصل الاجتماعي وبعد عرضها يعترضون ويطلبون الحذف، ويتم ذلك فوراً، ذاكرةً أن الأهم لديها رضا العميل وتحقيق كل رغباته وعدم إلحاق الضرر به، مشيرةً إلى أن المصورات تهتم بالتقاط التفاصيل الصغيرة للعروس كالدبلة في يدها والكوشة ومسكة العروس من دون أن تظهر ملامحها التي تكشف عن شخصيتها، وذلك حتى تتمكن من عرضها ومشاركتها الأهل والصديقات. إلحاق الضرر وذكرت حليمة محمد الحسن الأمير -صاحبة صالون نسائي للتجميل- أنه قديماً كان تصوير ليلة الزفاف منزلياً يعتمد على استخدام كاميرا أحد أفراد الأسرة، فهو يتمتع بخصوصية عالية جداً وضمان لعدم تسرب الصور ونشرها، أمّا اليوم فقد أصبح من الأساسيات والضروريات ومن شروط العروس أن يكون لديها مصورة خاصة محترفة وألبوم وصور من نوع معين، ويكون التصوير من بداية الزفاف إلى نهايته، مع استعراض جزئيات دقيقة جداً في لبس العروس كالحذاء والإكسسوارات والتاج والطرحة، مضيفةً أنها كصاحبة صالون نسائي لا تحبذ تصوير مثل هذه الجزئيات، ولا تشجع الاتفاق مع مصورة، مرجعةً ذلك لما يجلبه من مشكلات نحن في غنى عنها، مبينةً أن رأي العروس في الأمور المشتركة لا يعد ملكاً لها وحدها بعد الزواج، حيث إنها أصبحت مرتبطة بشخص لابد أن يكون على اطلاع حتى لا تتصادم معه عند معرفته بهذه الأمور، مشيرةً إلى أن العروس التي لا تبالي بذلك تكون إمّا لجهلها أو لفرحتها الشديدة أو حبها للشهرة، داعيةً كل مصورة خاصة التي تتبع لأستديو معروف أن تكون حريصة على سمعتها ومهنيتها، وأن تكون واعية وعلى دراية بأنها تعمل في مجتمع لديه عاداته وتقاليده والتزامه بتعاليم الدين الإسلامي، وأن تحرص على الاستئذان من العروس والعريس قبل نشر أي جزئية عبر برامج التواصل. وتحدث خالد أبو راشد -محامٍ ومستشار قانوني- قائلاً: إن مصورة حفلة الزفاف مؤتمنة على الصور، ويجب أن تتعامل معها كمستندات عمل سرية تسلم لأصحابها فقط، مضيفاً أن نشرها عبر برامح التواصل دون موافقة أصحابها تعد جريمة معلوماتية لما فيها من المساس بالحياة الخاصة والتشهير بالآخرين وإلحاق الضرر بهم عبر تقنيات المعلومات المختلفة، ويعاقب عليها حسب ما نصت المادة الثالثة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالسجن مدة لا تزيد على عام وبغرامة لا تزيد على "500" ألف ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين. خلافات وصدامات وقال د. عبدالله الأسمري -مستشار نفسي وأسري-: بحكم عملي في الاستشارات الأسرية لفترة طويلة لاحظنا أثر المصورات وما يحدث من قبلهن من تجاوزات في نشر الصور الخاصة جداً بين الزوجين ليلة زفافهما، وربما يتعدى ذلك إلى نشر صور أخوات العروس والعريس وغيرهم من الحضور، وقد وصلت المشكلات التي عرضت علينا للشك والغيرة القاتلة والحياة غير المستقرة والمليئة بالخلافات والصدامات، والتي تبدأ باسترجاع الزوج لصدمته لحظة انتشار صور زوجته ليلة زفافها، وتنتهي لدى كثير من الحالات بالطلاق، مضيفاً أن الصور التي تنشرها المصورات على "الستوري" في "الواتساب" و"الانستغرام" و"السناب شات" والتي قد تكون من قبيل الدعاية لأعمالها تكون فيها العروس بكامل زينتها وفي أوضاع خاصة جداً مع العريس، كون الجميع مطمئناً إلى أن المصورة أمينة ولن تقوم بعرض الصور، مبيناً أنه من خلال الحالات التي تمر عليه قد يستعان بعنصر رجالي في مراحل الإخراج والتسليم والأسرة لا تعلم بذلك إلاّ لاحقاً، فتبدأ الاعتراضات والمشكلات الناتجة عن الغيرة الهدامة. عدم المغامرة وأشار د. الأسمري إلى أن الوضع يزداد سوءاً في حين أن الاتفاق مع المصورة والتقاط صور العروس تم من دون إذن العريس، ذاكراً أن الزوج يغضب هنا ويرى أن ما حدث عصيان واستغفال له وعدم احترام لرأيه وتبدأ المشكلات والخلافات وربما تطور الأمر إلى الأسوأ إذا ما تم ابتزاز العروس بالصور؛ كون زوجها لم يكن يعلم بالاتفاق، مُشدداً على أهمية التوعية بمخاطر مصورات العروس وحفلات الزفاف سواء المقصودة منها أو غير المقصودة، وعلى ضرورة أنه في حال تم الاتفاق مع مصورة أن يكون القرار من الطرفين العريس والعروس وبرضا وقناعة تامة، لافتاً إلى أنه مع التطور التقني أصبح هناك بدائل آمنة يمكن اللجوء لها لضمان عدم تسريب الصور وانتشارها، ناصحاً العروس بعدم المغامرة والتضحية بسعادتها واستقرارها من أجل متعة مؤقتة أو خطأ كان بالإمكان تجاوزه، وأن السعادة بين الزوجين تحدث بالتوافق والتكيف والتغلب على بعض المواقف والتسامح وتحمل الطرف الآخر. لابد أن توقّع العروس على عقد مع المصورة يحوي الاشتراطات والضوابط د. عبدالله الأسمري خالد أبو راشد عيسى النهاري أنور عبدالله حليمة الأمير