حذر وزير النفط البحريني الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة من النزاعات التجارية الإقليمية والعالمية والتحديات الاقتصادية وتسليع المنتجات، والتي قادت قطاع البتروكيميائيات إلى مفترق الطرق الذي يشهده الآن داعياً مصنعي الكيميائيات في دول مجلس التعاون الخليجي إلى علاقات أوثق تعاونا بالأخص في تبني المبادرات الإبداعية لمواجهة التحديات العالمية الراهن، جاء ذلك في كلمة ألقها في منتدى "جيبكا" السنوي 13 في دبي أمام حشد بنحو 3000 من القادة والخبراء وأصحاب القرار والمؤثرين في صناعة البتروكيميائيات في العالم. وشدد على أهمية الاعتراف بالدور الرئيس الذي تلعبه دول المجلس في تلبية الطلب العالمي والاستفادة من شبكتها الإقليمية القوية والتي تتطلب الاهتمام بأفضل الممارسات المتبعة في مختلف أنحاء العالم وتركيز الجهود على الاستفادة من فرص الابتكار العديدة التي سيجلبها التوجه نحو الاقتصاد الدائري وذلك بهدف زيادة الكفاءة وتعزيز الابتكارات الجديدة. وقال: "إن الرؤية الحكيمة والقيادة التنفيذية القوية من الأمور الأساسية لتحقيق الاقتصاد الدائري والوصول إلى مستويات جديدة من النمو المستدام، ومن خلال تطبيق هذه المبادئ، يمكن للشركات وضع خطط فعالة للحد من النفايات، وزيادة إنتاجية الموارد وفصل النمو عن استهلاك الموارد الطبيعية. وأشار وزير النفط البحريني إلى موجة الابتكار التكنولوجي التي باتت تعرف ب "الصناعة 4.0" وهي الثورة الصناعية الرابعة تعتمد على التكنولوجيا الرقمية والفيزيائية، وحث قادة القطاع على التعامل مع التكنولوجيا بتفاؤل حذر، وتمكين القوى العاملة وقادة المستقبل في هذا المجال، مع الاهتمام بقضايا مثل الأمن والتميز التشغيلي والمحافظة عليها في مكانة متقدمة. وكان من بين المتحدثين في المنتدى، يوسف البنيان، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "سابك" ورئيس مجلس إدارة الاتحاد الخليجي للبتروكيميائات والكيميائيات "جيبكا" الذي ألقى الكلمة الترحيبية متناولاً التحديات العالمية المتعلقة بالتحول التي أصبحت حقيقة واقعة والتي يتعين على الجهات الفاعلة في قطاع الكيميائيات الإقليمي والعالمي تركيز جهودها على تحسين قائمتها من المشروعات، وتعزيز التنافسية، واتخاذ التدابير التي تضمن تحقيق النمو، وبين البنيان أن المحافظة على مكانة في سلسلة القيمة التحويلية يتطلب التعاون معاً من خلال إنشاء الشراكات القيّمة والمربحة. وقال البنيان: "إن التعاون مع شركات النفط العالمية وشركات النفط الوطنية في أميركا الشمالية وآسيا، والاستثمار في البحث والتطوير، والرقمنة وتحسين العلاقات مع العملاء، سوف تساهم في تعزيز حجم العمل والقيمة الناتجة عنه لجميع الأطراف المعنية، ومن دون هذه الإجراءات الهيكلية لن نكون قادرين على التنافس مع الشركات العالمية الكبرى، سواء كانت شهيرة أو حديثة على الساحة". من جهته تحدث وزير الكيميائيات والبتروكيميائيات في الهند راجا فندرا راو متناولاً اقتصاديات الهند بوصفها واحدة من أسرع الأسواق نمواً في العالم في مجال التكرير والمنتجات الكيميائية، متطرقاً لبرامج التحول والاستثمار المتنامية في الهند مسلطاً الضوء على القضايا التي يحتاجها القطاع بدءاً من الفرص الصناعية العالمية في الهند، وانتهاءً بآفاق النمو الإقليمية والتغيرات الأساسية ضمن خيارات العملاء. وحضر الافتتاح الأمير سعود بن ثنيان آل سعود، كضيف شرف مؤثر عرفاناً بدور سموه الرائد فيما تحقق للمملكة من تطور في مفهوم بناء المدن الصناعية النموذجية وقطاع البتروكيميائيات إبان توليه رئاسة الهيئة الملكية للجبيل وينبع، ورئاسة مجلس إدارة شركة "سابك".