تضاعفت جرائم ميليشيات الحوثي الانقلابية التابعة لإيران واعتداءاتها على المرأة اليمنية وتعددت أساليب ووسائل وأشكال الانتهاكات بحقها في المحافظات والمناطق التي لا تزال تحت سيطرة الميليشيا رغم ما تحظى به المرأة اليمنية من مكانة اجتماعية عالية واحترام وتعظيم لدى المجتمع اليمني. غير أن ظهور الحركة الحوثية، كانت بمثابة إعلان حرب على القيم الدينية والتقاليد القبلية والعادات الاجتماعية اليمنية، بما فيها التقاليد والقيم والعادات التي تحمي المرأة في السلم والحرب وتمنحها مكانة واحترام لدى المجتمع اليمني. وبحسب سكان قبليون فإن الميليشيا اعتدت على كل قيم وأخلاق وتقاليد وعادات اليمنيين الكريمة والحميدة، وارتكبت جرائم وانتهاكات واعتداءات وسلوكيات شنيعة ودنيئة تجردت فيها عن المروءة ومارست "العيب الأسود" بحق المرأة على نحو غير مسبوق لدى المجتمع اليمني. وأشار رجال قبائل يمنيون إلى أن الميليشيا كلما وثقت صلتها أكثر بالإيرانيين، فإنها تغرق أكثر في وحل الانحطاط، ويزداد عدائها للقيم والأخلاق والتقاليد والأعراف القبلية والاجتماعية اليمنية والعقيدة الدينية المعتدلة لدى اليمنيين، وتجلى ذلك بوضوح في تزايد جرائمها وانتهاكاتها بحق اليمنيات. وأصبحت المرأة اليمنية عرضة لأبشع أنواع المضايقات والانتهاكات والجرائم في المناطق والمحافظات التي لا تزال تحت سيطرة الميليشيا، وارتفعت مؤخراً وتيرة الاختطافات والملاحقة للنساء من قبل الحوثيين ومداهمتهم واقتحامهم للمنازل دون أي اعتبار لحرمتها، وقطع طرق المسافرات اليمنيات في النقاط الحوثية. وقالت مصادر إعلامية يمنية أن انتهاكات ميليشيا الحوثي تصاعدت على نحو غير مسبوق بحق النساء اليمنيات وتعرضهن للاحتجاز والاعتقال في النقاط الحوثية، سواء داخل العاصمة اليمنية صنعاء أو المنتشرة على الخطوط والطرق. وسُجلت مئات الانتهاكات التي تعرضت لها النساء على يد النقاط الحوثية في محافظات ذمار والبيضاء وعمران وصعدة وريمة والحديدة. وأكدت مصادر يمنية أن ميليشيات الانقلاب اختطفت السبت الماضي خمس فتيات وثلاثة أطفال برفقتهن في إحدى النقاط الحوثية في منطقة الكوماني بذمار عند عودتهن من رحلة سفر عبر العاصمة المؤقتة عدن، وقامت الميليشيا بإنزالهن من المركبة واقتادتهن إلى مكان مجهول، ومن بين المختطفات حنان الحيدري ووفاء الشبيبي وفاتن الحيدري ونورا الشبيبي. وتكرر العيب الأسود في صعدة، حيث اختطفت الميليشيا الحوثية الإيرانية فتاة يمنية كانت تتلقى العلاج في مستشفى الرحمة بصعدة برفقة شقيقها الأصغر. الاختطافات الحوثية الأخيرة للفتيات لم تكن هي الأولى، فهي تأتي ضمن سلسلة اختطافات قامت بها وكانت قد اختطفت خلال الأشهر الماضية عشرات الطالبات اليمنيات في جامعة صنعاء وقامت بالاعتداء عليهن، وضربهن بأعقاب البنادق والعصي والهراوات، ونفذت حملة مداهمات لمنازل ذويهن وأجبرتهن على توقيع تعهدات بعدم المشاركة في مسيرات احتجاجية ضدهم، علاوة على اختطاف واحتجاز عدد من الناشطات أثناء مطالبتهن بالإفراج عن المختطفين المدنيين والمخفيين قسراً في سجون ميليشيات الحوثي الانقلابية. وخلال النصف الأول من العام الجاري فقد قتلت ميليشيا الحوثي الانقلابية 129 امرأة وأصابت 122 أخريات جراء القصف والألغام، بحسب إحصائية وثقها التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن. وكشف التحالف في بيان أصدره الأحد بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة عن ممارسة ميليشيا الحوثي ما وصفها ب"أبشع أنواع الانتهاكات الأخرى" والتي تشمل التشويه، والتحرش الجسدي واللفظي واستغلالها في الأعمال الأمنية وغيرها وحرمانها من التعليم والعمل وإجبارها على الزواج المبكر، مشيراً إلى أن النساء يواجهن أنماطاً مختلفة من العنف في ظل غياب مؤسسات الدولة بسبب الانقلاب.