لم ولن يكون الشعب السعودي عبر تاريخه الطويل وعلى مدى تعاقب أجياله حتى يومنا هذا - في حاجة إلى أن يؤكد ويثبت للعالم ولاءه الدائم والمطلق والمتوارث لقيادته بأبلغ وأعظم الصور.. هذه حقائق راسخة، أثبتها التاريخ بكل أحداثه، وهذا واقع قد أدركته كل الدول وكل المنظمات وكل القادة والساسة منذ أن تأسست هذه البلاد على يد الموحد - المغفور له بإذن الله تعالى - الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. ورغم قساوة كثير من الأحداث والظروف والمؤامرات التي شهدتها المنطقة العربية والخليج العربي وواجهتها هذه البلاد خاصةً، فقد كان للشعب السعودي أمام جميع هذه الأحداث وتلك الظروف دوما رأي وموقف ثابت وراسخ رسوخ جبل طويق وجبال السروات على أرض هذه البلاد.. رأي ومواقف تجسدت خلالهما أبلغ وأعظم معاني الولاء والوفاء بين الشعب وقيادته، وبصور ومشاهد أذهلت كل عيون العالم، فأدرك أولئك حينها أن هذه البلاد بدستورها وبعقيدتها وبقيادتها وبشعبها هي مجتمع وبلاد عصية على كل محاولات المساس بها. واليوم، عادت من جديد محاولة النيل من هذه البلاد ومن شعبها، من خلال حملة مغرضة من بعض وسائل الإعلام (المأجورة)، ولكن الملاحظ أن هذه الحملة مختلفة عن كل سابقاتها، وجاءت بأساليب جديدة، على أمل أن ينجحوا في مخططهم والتأثير في تأليب المجتمع العالمي على مجتمع هذه البلاد ووحدته.. فكان هدف هذه الحملة المأجورة والمنظمة والمسيسة هو قائد مستقبل الوطن الشاب الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بعدما أدرك أصحاب هذه الحملة ومن يقف وراءهم ومن معهم ومن يدعمهم، أن سموه هو رجل مرحلة المستقبل، الذي يحتاج إليه الوطن والأمة، الذي أثبت مكانته ومقدرته خلال مدة وجيزة جدا أنه الرجل الحازم والصارم، والذي ظهر لهم فجاءة، وجاء بخطى سريعة وواثقة بتوفيق الله؛ ليفشل كل مخططاتهم التي أعدو لها بكل خفية منذ سنوات، لنشر الفساد والفوضى في بلادنا خاصة وفي كل دول المنطقة لأهداف حاقدة.. لذلك اعتقد أصحاب هذه الحملة أن في قضية جمال خاشقجي فرصة عظيمة لهم من أجل تحقيق هدفهم، فأعدوا حملة امتزجت فيها كل أوجه العداء الفارسي والإخواني والصهيوني، فجاءت بوجه متكامل من الحقد المذهبي والتاريخي للعقيدة الخالصة ولهذه البلاد وقيادتها وشعبها.. ولأننا في المملكة العربية السعودية - بحمد الله وفضله وتوفيقه - قد أدركنا مبكراً أهداف مثل هذه الأهداف، ولنا مع هذه الأساليب تجارب سابقة .. ولأن هذه البلاد بلاد مختلفة، ولأن شعبها شعب مختلف، فقد انقلبت على رؤوس هؤلاء المأجورين كل مخططاتهم، فجاءت هذه القضية - بتوفيق الله - بمنزلة استفتاء وتصويت تلقائي على كل المستويات وغير مسبوق في كل صوره؛ لتأكيد مكانة الأمير محمد بن سلمان الشعبية المحلية والعالمية، فكان استفتاء في نتائجه وفي حجمه وفي كل مقاييسه مفاجئا ومذهلا وصادما لأولئك الأعداء وبأعظم وأبلغ صور الولاء والمحبة لسموه ولقيادته. ورغم حجم هذه الحملة وشراستها لكن بتوفيق الله وعونه كانت مواجهتها سهلة وميسرة على أبناء هذا الوطن، الذين أكدوا أن الرهان على ولائهم لقيادتهم ووحدة وطنهم رهان خاسر دوما منذ زمن بعيد، وقدّم المجتمع السعودي درساً جديداً وقاسياً لكل رموز هذه الحملة ومن يدعمهم. حفظ الله هذا الوطن وقيادته وشعبه من كل مكروه، وأدام عليه نعمة الدين والأمن والاستقرار والرخاء في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله.