لم يمنع تواجد عدد من نخبة حكام أوروبا في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان ولا حتى تقنية "VAR" المشككين والغارقين بنظرية المؤامرة من التشكيك بصدارة الهلال للمسابقة حتى وهي تقام وسط حالة استثنائية من الدعم المالي والمعنوي من قبل الدولة لجميع الأندية. تصدر الهلال البطولة بعد مضي تسع جولات وبالعلامة الكاملة وبفارق مريح نسبياً قياساً بعدد المباريات التي خاضها ومنافسوه حتى الآن، وأثبت بقيادة مدربه البرتغالي خورخي خيسوس أنه الاسم التدريبي الأفضل وأن عناصر الفريق المحلية والأجنبية هي العلامة الأبرز التي شكلت فارقاً عن بقية المتنافسين. منذ البداية كان رتم الهلال متصاعداً وإن عانى في بعض المباريات، لكنه كان يحصل على ما يريد بتقديمه كرة هجومية رائعة أجبرت منافسيه على التراجع والبحث عن الخروج بأقل الخسائر، الخيارات الهجومية في الفريق متعددة إن على مستوى طريقة اللعب أو حتى من ناحية الأفراد، لذلك كانت الحلول حاضرة للتعامل مع أي طريقة دفاعية ومع أي ظرف يشكل عقبة في سبيل حصد الفوز. ولأن الطريقة الهجومية الشرسة التي أظهرها لاعبو «الأزرق» تسببت بالكثير من الضغط على المنافسين، كان من الطبيعي والبديهي لكل من يفهم أبجديات الكرة أن تكثر الأخطاء حول وداخل المنطقة المحرمة، لتكون المحصلة الحصول على ركلات حرة مباشرة وغير مباشرة ومنها ركلات الجزاء التي استغلها الفريق بشكل مثالي. صحيح أن القرارات التحكيمية عرضة للنقد، لكن من المثير للسخرية القول إن كل ما تحصل عليه الهلال من ركلات يندرج تحت البند المستهلك تاريخيا «مجاملة الهلال»، في وقت يعاني منافسوه من مشكلات فنية وتذبذب في المستويات والنتائج مثلما يحدث في النصر والأهلي، بينما يغيب الاتحاد تماماً عن التواجد وبقي الشباب أقرب إلى فرق الوسط، بالتزامن مع غياب لمغامرات فرق مثل الفتح والفيصلي وغيرهما. حري بالمشككين والذين ملئوا الفضاء ضجيجاً بالتباكي على انفراد «الزعيم» بالمنافسة أن يلتفتوا لأوضاع فرقهم التي لم تتلق دعماً طوال تاريخها كالذي تلقته هذا الموسم، وأضاعته بتعاقدات كان ممكناً أن تكون أكثر إيجابية أو بإعادة مدرب مستهلك بدلاً من الاستمرار بصناعة صورة ذهنية تشكك بمنافسهم وإيهام الشارع الرياضي باستفادته من التحكيم، وهي الأسطوانة المشروخة التي هزمها الفريق الكبير بحضور الحكام السعوديين والأجانب والتقنية الجديدة.