في الأيام الماضية صاحب الزيارة الملكية التي شرّف بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - منطقتي القصيموحائل الكثير من الأمور المبهجة التي أسعدت كل مواطن سعودي كما أسعدت أهالي المناطق التي شرّفها الملك وولي عهده بالزيارة الكريمة. فإضافة إلى سعادة الجميع بهذه الزيارة الأبوية، التي تدل دلالة واضحة على حرص قادة هذه البلاد على رعاية مصالح أبناء الوطن، ابتهج الجميع بالمشروعات الضخمة التي دشّنها خادم الحرمين الشريفين، وبتكريم المميزين من أبناء القصيموحائل، وكذلك استبشروا خيراً بالقرارات الحكيمة التي تصب في مصلحة أهالي تلك المناطق وسيكون لها أثر إيجابي ملموس على حياتهم بإذن الله. ومن الأمور المبهجة أيضاً في هذه المناسبة الوطنية المهمة الحضور المميز والمشرّف للأدب ممثلاً بالشعر الشعبي، فقد تألق سعود الحافي في القصيم كما تألق زميله نجم جزاع الأسلمي في حائل، وجاء التفاعل معهما واسعاً بما يتناسب مع حجم المناسبة ومع حجم الإبداع والجهد الذي بذله كل منهما في إبداع قصيدته وإلقائها إلقاءً يليق بمقام ملك الحزم وولي عهده وبالمناسبة الوطنية التي تشرفا من بين آلاف الشعراء بنيل شرف المشاركة فيها. ومثل هذه المناسبات الوطنية فرصة نادرة يتمنى كل شاعر أن تُتاح له المشاركة فيها، ودائماً ما يتنافس الشعراء أشد المنافسة على كسب شرف الحضور في المحافل والمناسبات الوطنية الكبرى للتعبير عن مشاعرهم تجاه الوطن، وكذلك للتعبير عن حبهم وولائهم لقادته المخلصين والتغنّي بإنجازاته الكبيرة التي لم تتوقف منذ توحيد الدولة السعودية الثالثة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه -. ولا شك أن المشاركة في مثل هذه المناسبات الوطنية مسؤولية كبيرة تتطلب مهارات أخرى غير امتلاك الموهبة الشعرية القوية، فالشاعر لا ينجح فيها إلا بإبداع قصيدة تتسم بالجزالة وصدق المشاعر وتكون لها قدرة على إثارة حماسة المتلقين ودفعهم للتفاعل مع مضمونها، فالأبيات الإنشائية التي لا يستحضر فيها الشاعر الأحداث الاجتماعية والسياسية لا يمكن أن تجد تفاعلاً جيداً من المتلقين، كما أنّ الإلقاء الحماسي الذي يتناسب مع مضمون القصيدة كفيل ٌبتحقيق تفاعل أكبر مع أبياتها. وفي وطننا العزيز - بفضل الله - كثير من الشعراء الشعبيين المبدعين ممن يمتلكون من الموهبة والثقافة والمهارة ما يؤهلهم لتمثيل الشعراء خير تمثيل في جميع المناسبات الوطنية، ومن لديهم القدرة على التعبير بصدق عن مشاعر كل مواطن يعيش على هذه الأرض الطيبة. وسنرى في قادم الأيام المزيد من الشعراء المبدعين الذين لا يعجزون عن الإبداع والتألق في مثل هذه المناسبات، كما سيكون لهم دور في مواصلة تعزيز الصورة الإيجابية للشعر وللشاعر الشعبي.