لا تمثل جولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- حدثاً عادياً عابراً، لكنها تعد مناسبة مهمة تتلقفها المسامع والأنظار من قبل المواطنين والمتابعين بشيء من الفخر ومعها حالة من الترقب لما ستحمله معها من تباشير الخير والعطاء التي عودت القيادة مواطنيها على أن مثل هذه الجولات لا تكون لمجرد جولات، لكنها منعطف مهماً يحرك المياه الراكدة هنا أو هناك، فليس ثمة لدى القيادة ما هو أهم من أن تمضي عجلة التنمية (بمفهومها الشامل) متسارعة وتسابق الزمن ليكون اسم المملكة العربية السعودية دوماً في المقدمة، وهذا بكل تأكيد ما ستحمله معها جولة الملك سلمان الحالية. مشروعات القصيم - حائل.. تؤكد حرص خادم الحرمين على توزيع التنمية في جميع المناطق وتحدث بهذه المناسبة ل»الرياض» عدد من الاقتصاديين ورجال الأعمال .. عُرف ملكي رفيع فضل بن سعد البوعينين -محلل اقتصادي ومصرفي- قال: إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لعدد من المناطق تأتي وفقاً لتقليد وعُرف ملكي لتفقد أحوال المواطنين والوقوف على مشروعات المناطق وإطلاق المبادرات والمشروعات التنموية؛ حيث تحظى جميع مناطق المملكة باهتمام ملوكها، منذ عهد مؤسس البلاد الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- حتى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وهي زيارات يستكمل فيها الملك سلمان جولاته السابقة التي بدأها بمنطقة مكةالمكرمة والمنطقة الشرقية ومناطق أخرى. وتابع فضل: تحمل زيارة الملك سلمان في ثناياها مشروعات تنموية سيتم تدشينها بإذن الله؛ ومنها مشروعات تم تدشينها في منطقة القصيم بمبلغ إجمالي يفوق 16 مليار ريال، وتعكس الزيارة أيضا حرص الملك سلمان على التواصل الدائم مع المواطنين في مناطقهم والاطلاع على احتياجاتهم وتقديم رؤية القيادة لمستقبل التنمية وكل ما يهم المواطنين، وزيارة خادم الحرمين الشريفين التفقدية تأتي استكمالا لزياراته السابقة لبعض مناطق المملكة؛ ما يؤكد حرصه على التواصل مع جميع المناطق دون استثناء برغم مشاغل الدولة وارتباطاته الرسمية في ظروف اقتصادية وسياسية يمر بها المجتمع الدولي ومن المتوقع أن يتمخض عنها مجموعة من المشروعات التنموية الاستراتيجية الكبرى في قطاعات التعليم والصحة والإسكان والطرق والتي تحتاجها مناطق المملكة إضافة إلى المتابعة المباشرة لما تم خلال الثلاث سنوات الماضية من مشروعات وحاجة المناطق المستجدة التي تعمل الزيارات الملكية على تحقيقها في فترة زمنية قصيرة، ويؤكد تدشين الملك سلمان للمشروعات التنموية حرص القيادة على راحة ورفاهية المواطنين، وازدهار المملكة وتعزيز أمنها واستقرارها؛ وامتداد المشروعات العملاقة واستدامتها والتواصل الأمثل بين مراحل الحكم في تعزيز التنمية بشكل عام والاهتمام بالمواطنين وجعله محوراً للتنمية. قيادة وشعب الدكتور محمد بن عبدالوهاب الفريدان -عميد القبول والتسجيل في جامعة الملك فيصل- وصف جولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -يحفظه الله- على مناطق المملكة بأنها تأتي في سياق متابعة دؤوبة على أن تظل هذه البلاد اقتصاداً وشعباً وتنمية تسابق الزمن لتكون في مصاف الدول المتقدمة في مختلف الجوانب العلمية والثقافية والاقتصادية، وهي تنعم بأمن وارف الظلال، لتظل بلادنا واحة للأمن والاستقرار، مشيراً إلى أن هذا الحب من القيادة لشعبها يقابله ذات الحب من الشعب لقادته الذين يسعون لراحته وإسعاده. منهجية ملك الدكتور خالد الخميس -مدير مركز الأمير سلطان للقلب بالأحساء- رأى في جولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -سلمه الله- على عدد من مناطق المملكة بأنها تأتي منسجمة مع ما رسمته القيادة من منهجية واضحة منذ نشأة هذه البلاد في الالتقاء بالمواطنين وجهاً لوجه عبر سياسة الباب المفتوح التي رأى فيها ملوك هذه البلاد خارطة طريق تأخذ هذه البلاد إلى محطات غايتها استقرار هذا الوطن عبر نهضة شاملة، ولفت الدكتور خالد إلى أن الجولة الملكية تسعى لتنمية المكان وبناء الإنسان على اتساع رقعة المملكة الشاسعة، فبالأمس القريب زار بعض مناطق المملكة واليوم يكمل تلك المسيرة. منهج راسخ المحاسب القانوني صالح بن عبدالله النعيم أشار إلى أن جولة خادم الحرمين الشريفين تأتي ضمن منهج راسخ لقادة هذه البلاد منذ الأزل، ولفت إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- يولي البنية التحتية اهتماماً بالغاً، فلا يكاد يتوجه صوب منطقة أو محافظة في بلادنا الكبيرة إلا وتجد همه الأول الارتقاء بكل الخدمات التي تنعكس بصورة مريحة على حياة المواطن بكل تفاصيلها، لذا فجولته -سلمه الله- على عدد من مناطق المملكة سيطلق عدداً من المشروعات التنموية في المجالات ذات المساس المباشر بالمواطن وتهتم بصحته وتعليمه وبشبكة الطرق والإسكان والخدمات الأخرى، وبالطبع فإن هذه المشروعات سترى النور خلال سنوات قليلة، فالمليك يوجه بتخصيص أموال ضخمة لمثل هذه المشروعات الحيوية. قيادة تحمل رؤية! المهندس عادل بن محمد الملحم -أمين الأحساء-: لفت إلى أن المملكة العربية السعودية وهي تمضي بقيادة عظيمة يقودها سلمان بن عبدالعزيز، ومعه ساعده الأيمن محمد بن سلمان أظهرا للعالم قدرة هذه البلاد على أن تقود صناعة التغيير سياسياً واقتصادياً وتنموياً، وإذا ما نظرنا للبعد الاقتصادي فسنجد أن الرؤية الطموحة 2030 تعكس بجلاء كيف تقاد هذه البلاد من رجال همّهم الأول حفظ ديمومة هذه البلاد وقوة ومنعة اقتصادها، وذلك عبر تنويع مصادر الدخل، مؤمنين إيماناً كاملاً بأن الله سبحانه وتعالى قد حبا هذه البلاد من الخير الوفير الذي ينبغي تسخيره لخدمة الشعب في هذا الوطن الكبير، ويرى الجميع كيف أن المشروعات العملاقة تنتشر بشكل متناسق في عرض البلاد وطولها، وللعل في جولة المليك -سلمه الله- ما يحمل بشرى الخير لمواطني بلادنا الغالية. حراك تنموي شامل المهندس خالد الصالح -عضو غرفة الأحساء- اعتبر أن جولة المليك -سلمه الله- في هذا الوقت تمنح دعماً استثنائياً للحمة الوطنية، وهي تشعر المواطنين في جميع المناطق كيف أن القيادة قريبة منهم فترتفع بذلك معنويات المواطنين ويسعدون بمثل هذه الإطلالة الملكية الكريمة، فيكون لهذا الجانب تأثير على تحريك عجلة الاقتصاد والمشروعات التنموية، فقدومه -سلمه الله- إلى أي منطقة يحدث حراكاً واضحاً من جميع النواحي فيستفيد من ذلك المواطن، فالقيادة تمضي إلى الأمام وهاجسها الأكبر النهوض بأحوال المواطنين، وتقديم الحلول للمشكلات بما يحسن من أوضاع المواطنين ويلبي احتياجاتهم، وهذا ديدن القيادة -يحفظها الله-. رعاية واهتمام خالد بن أحمد الفريدة -مدير الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الأحساء- أكد أن جميع مناطق في مملكتنا الغالية تحظى باهتمام وعناية لا حدود لها من قبل جل ملوكها السابقين، منذ عهد مؤسس البلاد الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، وصولاً لعهد الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، حيث تقف المشروعات التنموية العملاقة في كل شبر من هذ البلاد المترامية الأطراف شاهداً حياً على النهضة السعودية الشاملة، ولعل من أهم القطاعات التي حظيت برعايته واهتمامه البالغ القطاع السياحي، فلا غرو فقد سقى ورعى -أيده الله- هذه البذرة عبر توجيهه لنجله صاحب السمو الملكي الأمير سلطان «رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني»، وكل ذلك حرصاً منه -أطال الله في عمره- لخلق فرص عمل لشبابنا وبناتنا. رفاهية المواطن حجي النجيدي -عضو مجلس المنطقة الشرقية- شدد على أن المملكة ومنذ نشأت على يد المغفور له وعجلة التنمية لا تتوقف، وهي في قفزات حضارية نوعية شملت القطاع الصناعي والبنية الأساسية والقطاعات الخدمية والإنتاجية، وإذا ما نظرنا إلى لغة الأرقام فسنرى أن عشرات التريليونات من الريالات أنفقت سعياً من قادة هذه البلاد لرفاهية وإسعاد المواطن، وفي جولة الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- استمرار لذات النهج سعياً منه لاستمرار رغد العيش لدى المواطن. استراتيجية عمرانية وقال عدد من الاقتصاديين إن تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وإطلاقه للعديد من المشروعات التنموية الحيوية المهمة، خلال زياراته لمنطقة القصيم مؤخرا، وحائل.. يكشف حرصه الشديد على نيل مناطق المملكة حظوظها المطلوبة في شتى ميادين التنمية الاجتماعية والاقتصادية ضمن الاستراتيجية العمرانية الشاملة للمملكة، وذلك لضمان سد وتلبية الاحتياجات وتوفر جميع الخدمات المختلفة والمتنوعة لأبناء تلك المناطق، وأكدوا أن تلك المشروعات ستسهم بشكل كبير في تحجيم الهجرة الداخلية إلى المدن الكبرى، كما أنها ستكون داعما لاستبقاء السكان في مناطقهم في ظل توفر الخدمات المطلوبة وتوفر فرص العمل القادمة مع تلك المشروعات وما سيصاحبها من فرص ومشروعات ستتاح للقطاع الخاص. تلمس الاحتياجات وقال أستاذ الاقتصاد في جامعة جدة، الدكتور سالم باعجاجة: إن تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان للمشروعات التنموية خلال الزيارات التي يقوم بها لمختلف مناطق المملكة يأتي تأكيد منه -حفظه الله- لسياسة ونهج بدأا منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز -يرحمه الله- وحافظ عليه أبناؤه من بعده وهو نهج يتضمن الوقوف المباشر والتعرف على متطلبات جميع المناطق والمحافظات والاستماع إلى المواطنين وتلمس احتياجاتهم عن قرب، وفي ظل ما باتت تشهده المدن الكبرى والمناطق الرئيسة من اكتظاظ سكاني، صارت هناك حاجة وضرورة ملحة لوقف الهجرة الداخلية لتلك المدن والمناطق وأيضا إيجاد هجرة معاكسة من تلك المدن المكتظة لمختلف المناطق الواعدة بالمملكة، ولذا يحرص خادم الحرمين خلال زياراته للمناطق على مدها بما هو مطلوب لذلك التوجه عبر تدشين وإطلاق مختلف المشروعات المطلوبة في القطاعات الصحية أو التعليمية أو الطرق والمواصلات أو المشروعات الصناعية والزراعية التي تتيح مزيدا من فرص العمل للمواطن وتتيح فرصا للقطاع الخاص لإنشاء مشروعات مساندة تنتج هي الأخرى فرصا وظيفية وحراكا اقتصاديا جاذبا. وقال الدكتور سالم باعجاجة: منذ تولي خادم الحرمين الشريفين، مقاليد الحكم وهو ينفذ تلك السياسة ويسير على ذلك النهج، وتكشف وفرة المشروعات التي دشنها وأطلقها -حفظه الله- في زيارة القصيم حرصه على ذلك، إذ دشن أكثر من 600 مشروع بقيمة 16 مليار ريال، وهناك أمثلة كثيرة أخرى في منطقة المدينةالمنورة ومنطقة مكةالمكرمة وفي الرياضوالشرقية، ومن المؤكد أننا سنشاهد المزيد من المشروعات القادمة بمشيئة الله. مسيرة التطور بدوره قال رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بمكةالمكرمة، هشام محمد كعكي: منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- والمملكة تتابع مسيرة التطور والتنمية بغض النظر عما يشهده العالم ويعيشه من تغيرات ومستجدات، وكما نعيش في زمنه عصر الحزم، نعايش أيضا عصر نقلة تنموية وإصلاحات استراتيجية شاملة نحو المزيد من التطور الاجتماعي والاقتصادي. وأشار هشام كعكي إلى إن المتتبع للمشروعات التنموية التي دشنها خادم الحرمين الشريفين خلال زياراته لمناطق المملكة يجدها مشروعات تنموية تتميز بشموليتها وبملاءمتها وتوافقها مع المتطلب الزمني والمكاني للمناطق المستفيدة منها، ولم تغفل تلك المشروعات الحاجة الأساسية لتوفر البنى التحتية الملائمة لتنقل المواطن سواء في المدن أو بينها وجاء مشروعات للنقل في صيغة جديدة ومتطورة وحديثه ويكفي تدشين قطار الحرمين مثالا على ذلك، كما حظيت مناطق المملكة خلال زياراته، بنصيب وافر من المشروعات التعليمية بأنواعها المختلفة سواء كانت مدارس أوجامعات أو معاهد ومراكز تدريب، وحظيت المناطق التي زارها أيضا بوفرة في المشروعات الصحية المتطورة والتي ستحد من إشكالية تنقل سكان تلك المناطق صوب المدن الكبيرة طلبا للعلاج، وستسهم تلك المشروعات التنموية الكثيرة في خلق حراك اقتصادي منتج وموفر للوظائف. وأشار هشام كعكي إلى أن تلمس احتياجات المواطن هو نهج لقيادات المملكة منذ تأسيسها، ويميز ذلك النهج في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، بدء المملكة في مشروعات تنموية كبرى تتجاوز المناطقية والإقليمية، وتصل حد العالمية كمشروع القدية ونيوم، إضافة إلى مشروعات تطويرية ضخمة تجدد الموجود وترتقي به كمشروعات المدينتين المقدستين ومشروع تطوير الطائف الجديد ومشروعات جدةوالقصيم، وفي ظل الإمكانيات المتاحة وتوفر الرؤية الواضحة فبمشيئة الله سيشاهد الجميع مزيداً من المشروعات التنموية الضخمة التي تلبي حاجة كل منطقة من مناطق المملكة.