تهوي علي أسئلة مفخخة بالوجع، ترمي بثقلها على روحي، تلمس حرارة قلبي وتزيد من اشتعاله، أحاول قدر الإمكان أن أقول أنا بخير، وكل من حولي بخير ولكني لا أستطيع، كيف يمكن للفقد أن يأتينا مرات ومرات دون أن يخجل، من أين أبتدئ وجعي الذي خاتلني بغتة، وجعل حلمي أعرج لا يستقيم، وحروفي هاربة من وجه الورق فلا تمثل شيئاً حاسماً في الحياة، هنا هالة لنبض الكون تتردد داخل روحي على استحياء. الأكيد أنه ليس هناك حياة مثالية، وليس هناك حب مثالي أو وجع مثالي، ولكن هناك مشاعر أقرب للحقيقة منها للخيال، وهناك امتزاج غريب للمشاعر بين ردهات الروح ترقق بعضها بعضاً، وعندما يأتي ليل الشتاء الطويل، تنفتح جروح الذاكرة على شرفة الفقد، وحنين لا ينتهي أوانه، ووجع طويل النفس، هموم يحملها القدر لك فلا تملك أن تهرب منها، فتغرق المشاعر في صمت عنيف، وتهرب الدقائق نحو ميناء القدر. ما بال هذه الحياة تجعل الذي بيننا وبين حضور من نحب مسافات لا يمكن أن نصلها، مسافات من الظمأ، مسافات من الألم، ألا تعلم هذه الحياة أن للغياب فلسفة ولذة، وكل الأشياء تأتي بعدما تترمد الأمنيات، ويصبح العدْو في طرقات مشاعرنا مرهقاً، من منا يحب الغموض الشبيه بالموت، ومن منا يحب الوضوح كالأطفال؟ لذلك يجب ألا نستعجل النهايات ولا ننتظر الخذلان!! هناك شيء غامض لا يفهم في هذه الحياة، ضبابي التفسير يستعصي على الأفهام، قد تكون موجة حزن لقلوب عاث بها الهم فتنعكس صوره على يومهم المليء بالرتابة، فكل ما نفعله فاضل بنظرنا، ومن هناك تشرق مشاعر تدعى الصمت، ينبعث منها حزن داكن اللون يضج بثرثرة الحياة، يتوق إلى رشّة من سعادة يتلقاها قلب العمر، وفي صدر الحب شلالات نازفة من قسوة الحياة بأعصاب مشدودة كأوتار القيثارة، تجعلنا ننال السكينة التي طالما بحثنا عنها، لذلك يجب ألا نتوقف عن التعرف على العالم بقلب قوي لا يخاف الهزائم، طارداً غربان الهم التي تحلق في عينيه، محاولاً دفن التفاصيل التي يندلق في أغوارها كالماء، فكلنا تمضي أيامنا كالقصيدة المكسورة نجتهد أن نجد لها وزناً وقافية، وما بين صمت وانكسار تدق أجراس حياتنا الرتيبة، وذكريات باقية تظل معلقة على خاصرة الأيام.