هل تقارن نفسك بالآخرين؟! هل تشعر أنك لست مميزاً ورائعاً مثل فلان، أو أنك لست على مستوى ذلك الإنسان، في الموهبة أو المهارة أو المستوى الفكري أو المادي.. الخ. إنك عندما تقارن نفسك بشخص آخر، فسوف تتصرف على أنك مجرد نسخة مكررة، بل ربما نسخة مقلدة!! أنت مميز وأصيل، ولن يكون هناك إطلاقاً شخص آخر يمكن أن يشبهك على سطح الأرض. فبصمتك فريدة تماثل بصمة أصابعك، كما خلقك الله نسخة أصيلة لا يمكن أن تتكرر. ولذلك فالإنسان الناجح في أي مجال يرسم بصمته الشخصية من خلال عمله وسلوكه. ولا يعني ذلك أنه أكثر ذكاءً وقدرة ومهارة من الآخرين. إنه إنسان وجد ما يحبه ويملؤه شغفاً.. واستثمر ذلك الشغف إلى أقصى حد ممكن، مما جعله إنساناً متفرداً بنجاحه وتميزه. إنه الشغف، ذلك الحب الذي يجعلك لا تلتفت لأي شيء يشتت انتباهك.. لماذا؟ لأنك محب وشغوف بما تقوم به من عمل مميز. إن معرفتك العميقة لشغفك يجعلك أكثر إبداعاً وقدرة على المنافسة، وهذا ما يجعلك أكثر سعادة في عملك وعلاقتك بالآخرين. وكل إنسان في هذه الحياة يترك بصمة أو توقيعاً يدل عليه. فالمعلم أو أستاذ الجامعة مطالب أن يترك بصمة علمية أو تربوية في عقول وقلوب طلابه، وربما يكون مطالباً أن يترك أثراً علمياً ينتفع به الناس في حياته وبعد وفاته، والطبيب مطالب ببصمة الإخلاص والإتقان في العمل والرفق بالمرضى، والموظف مطالب ببصمة الوفاء والإخلاص في علاقته بالزملاء والمراجعين، والقائد أو المدير مطالب أن يكون عادلاً ومنصفاً ومحفزاً للآخرين.. الخ. ومن أجل أن تكون بصمتك مميزة، لابد أن يكون لك أهداف واضحة في الحياة، وبصمتك الشخصية يحددها عملك وإخلاصك، ويراها الناس في حياتك وبعد وفاتك. إن بصمتك الشخصية هي توقيع لتميزك، تروي قصة تفوقك ونجاحك، ومكانتك في الحياة، وإخلاصك واحترامك للآخرين.